انتكاسة للبوليساريو على وقع انفضاض داعميها في البرلمان الأوروبي

بروكسل - منيت الهيئة الداعمة الرئيسية لجماعة البوليساريو بالبرلمان الأوروبي، بانتكاسة مدوية في أعقاب استقالة رئيسها خواكيم شوستر، بسبب اعتراضه على انتهاك وقف إطلاق النار من طرف الجماعة الانفصالية.
وحظي تحرك المغرب لوضع حد للاستفزازات الخطيرة لجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة بالكركرات، بدعم دولي وعربي واسع بعد أن عملت الجبهة الانفصالية على تعطيل حرية تنقل الأشخاص والبضائع في منطقة الكركرات الحدودية مع موريتانيا.
وقامت البوليساريو بعدة خطوات استفزازية للجانب المغربي، كان آخرها تهديداتها بإغلاق المعبر الحدودي الذي افتتحه المغرب عام 2002 لإيصال منتجاته وسلعه إلى غرب أفريقيا عبر الأراضي الموريتانية.
واعتبر النائب الألماني في رسالة استقالته الموجهة إلى زملائه من النواب الأوروبيين أن انتهاك البوليساريو لوقف إطلاق النار خطأ استراتيجي خطير. وقال شوستر "لا أرى كيف يمكن أن يساعد ذلك في تحفيز حل سلمي للنزاع، وهو تصعيد من شأنه تأجيج هذا الخلاف بشكل كبير".
وأوضح أنه "قبل برئاسة هذه المجموعة قصد المساهمة في التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع بهدف تشجيع الاتحاد الأوروبي على العمل مع الاتحاد الأفريقي، بدعم مقاربة بناءة في أفق تعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة" إلى الصحراء، مسجلا أن الأمور أخذت منعطفا دراماتيكيا مع إعلان وقف إطلاق النار من قبل البوليساريو.
ويأتي هذا الموقف ليثبت فشل رهانات البوليساريو في دفع دول أوروبية إلى التدخل في الأزمة عبر الحديث عن عمليات عسكرية واسعة، وأن اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع قبل 30 عاما، "صار جزءا من الماضي".
ولطالما سعت البوليساريو إلى إثارة البلبلة في المنطقة العازلة، وانتهاك الاتفاقيات العسكرية، على غرار قرارات مجلس الأمن، التي طالبت الجبهة الانفصالية مرارا بـ"وضع حد" لهذه الأعمال المزعزعة للاستقرار.
وتجد الجبهة الانفصالية نفسها في عزلة متزايدة مع توسع دائرة الدعم الدولي والعربي للمغرب والاعتراف بسيادته على الصحراء المغربية مقابل انفضاض بعض الكيانات التي بقيت على دعمها تباعا.
ومؤخرا اعترفت الولايات المتحدة بحق المغرب في سيادته على إقليم الصحراء في خطوة مثلت دعما لاقتراح الرباط للحكم الذاتي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع على أراضي الإقليم.
وتدرك البوليساريو أن الصدام مع المغرب لن يحقق لها أي مكاسب، خاصة بعد استنفاد جميع أوراقها وتراجع اهتمام المجتمع الدولي بأطروحة الانفصاليين.
ويقول مراقبون إن الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء سيفتح أفقا جديدا سياسيا ودبلوماسيا قد يفضي إلى توسيع دائرة الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على الصحراء، لاسيما بعد أن أصبحت الأقاليم الجنوبية وجهة للتمثيليات الدبلوماسية.
وعزز الكم الهائل من القنصليات والبعثات الدبلوماسية في الإقليم الموقف المغربي الساعي لتوسيع دائرة الاعتراف الدولي بسيادته على الصحراء، بفتح عدد من الدول العربية والأفريقية قنصليات لها في مدينتي الداخلة والعيون، أكبر مدن الصحراء المغربية، والتي وصل عددها إلى 18 قنصلية.