انتكاسة كبيرة لبوينغ مع تعليق تحليق طراز 737 ماكس مرة أخرى

إدارة الطيران الفيدرالية تفرض على شركات الطيران فحص الطائرات قبل قيامها برحلة جديدة.
الاثنين 2024/01/08
في دائرة الاشتباه

نيويورك - تعرضت بوينغ إلى انتكاسة كبيرة مع إلزام الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة عملاق صناعة الطائرات الأميركية تعليق تحليق طراز 737 ماكس الذي عانى من عيوب التصنيع والإصلاحات المكلفة في السنوات الأخيرة.

وأمرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية السبت الماضي، بإخضاع 171 طائرة من طراز بوينغ 737 ماكس 9 لعمليات فحص فورية ومنعتها من التحليق حتى الانتهاء من ذلك، غداة حادثة وقعت خلال رحلة في ولاية أوريغون بشمال غرب الولايات المتحدة.

وذكرت الهيئة في بيان أن توجيهات إدارة الطيران الفيدرالية “تفرض على المشغلين (شركات الطيران) فحص الطائرات قبل قيامها برحلة جديدة”، مشيرة إلى أن هذه العملية تتطلب ما بين 4 و8 ساعات لكل طائرة.

وتم تسليم نحو 218 نسخة من هذا الطراز حتى الآن، بحسب بيانات حصلت عليها وكالة فرانس برس من بوينغ.

وأكدت مصادر لرويترز أن شركة سبيريت آيروسيستمز لصناعة الطيران قامت بتصنيع وتركيب جزء جسم الطائرة في البداية على طائرة 737 ماكس 9 الجديدة التي تعرضت لانفجار الجمعة الماضي، لكن بوينغ لها أيضا دور رئيسي في عملية الإنجاز المعتادة.

171

إصدارا من طراز 737 ماكس أمرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية بفحصها

وحصل الحادث بعيد إقلاع رحلة تابعة لشركة ألاسكا أيرلاينز من مطار بورتلاند الدولي قرابة الخامسة عصرا (الأولى من فجر السبت بتوقيت غرينيتش)، متجهة إلى أونتاريو بولاية كاليفورنيا.

وأظهرت صور نُشرت على شبكات التواصل الاجتماعي نافذة مقتلعة في طائرة تدلّت من سقفها أقنعة الأكسجين.

وأشار موقع فلايت أوير المتخصص إلى أن الطائرة التي كانت تقل 171 راكبا و6 من أفراد الطاقم، كانت على ارتفاع 5 آلاف متر.

وبعد أن استدارت، عادت الطائرة وهبطت بسلام بعد نحو عشرين دقيقة، ولم يتسبب الحادث إلا في عدد قليل من الإصابات الطفيفة.

وذكرت آلاسكا في بيان أن “الطائرة عادت للهبوط بسلام في مطار بورتلاند الدولي وفيها جميع الركاب وأفراد الطاقم”.

وقالت المصادر إنه “بسبب عملية التركيب المعقدة المكونة من مستويين، من المتوقع أن يقوم المحققون بفحص ما إذا كانت هناك أي عيوب قد حدثت في مصنع سبيريت العملاق لجسم الطائرة في ويتشيتا بولاية كانساس، أو في مصنع بوينغ خارج سياتل”.

طائرة 737 ماكس 9 تعد حاليا أكبر طائرة ذات ممر واحد في بوينغ، وتتسع لما يصل إلى 220 شخصا

وتعد طائرة 737 ماكس 9، حاليا أكبر طائرة ذات ممر واحد في بوينغ، وتتسع لما يصل إلى 220 شخصا، وتتضمن بابا إضافيا اختياريا للسماح بالعدد المعتمد من مسارات الإخلاء عندما تختار شركات النقل تثبيت الحد الأقصى لعدد المقاعد.

لكن معظم شركات الطيران التي تستخدم الطائرة اختارت تصميما أكثر مرونة استنادا إلى عدد أقل من المقاعد ولا تحتاج إلى الباب الزائد، مما يزيد الوزن ويقلل المرونة في المقصورة. وبدلا من ذلك، يتم إلغاء تنشيط الباب قبل التسليم باستخدام قابس.

كما تم تقديم أبواب اختيارية أخرى أو هياكل بديلة في الطراز السابق إي.آر 737-900. وكجزء من عملية الإنتاج، تقوم سبيريت ببناء أجسام طائرات 737 وإرسالها بالقطار مع مجموعة الأبواب الخاصة “شبه الجاهزة”، كما أوضح شخص مطلع.

ويشمل وقف التحليق المؤقت، الذي سيؤثر على عشرات الآلاف من الزبائن عبر إلغاء رحلات جوية، ما يقرب من 30 في المئة من طائرات عائلة ألاسكا أيرلاينز البالغ عددها 227 طائرة من طراز بوينغ 737.

شركة سبيريت آيروسيستمز لصناعة الطيران قامت بتصنيع وتركيب جزء جسم الطائرة في البداية على طائرة 737 ماكس 9 الجديدة التي تعرضت لانفجار الجمعة الماضي

وعلقت شركة ألاسكا ثاني أكبر مشغل لطراز 737 ماكس 9 بعد يونياتد أيرلاينز هولدينغز جميع أسطولها من هذا الطراز والمكون من 65 طائرة.

وتمتلك هاتان الشركتان أكبر أسطول من هذا الطراز في العالم، كما تستخدمها الخطوط الجوية الأيسلندية والخطوط الجوية التركية وفلاي دبي.

وتشمل شركات الطيران الأخرى، التي تشغل هذا البديل شركات كوبا أيرلاينز بنحو 29 طائرة، وشركة إيرومكسيكو التي تملك 19 طائرة.

وذكرت شركة فلاي دبي، التي تمتلك ثلاث طائرات من طراز ماكس 9 في بيان أنها على علم بالتقارير، وأشارت إلى أن طائراتها لديها تنسيق مقصورة مختلف عن طراز ألاسكا.

وقال يحيى أوستن المتحدث باسم الخطوط الجوية التركية على منصة إكس للتواصل الاجتماعي إن الشركة “سحبت جميع طائراتها الخمس من طراز 737 ماكس 9 من الخدمة من أجل الفحص”.

وكان هذا الطراز قد نال الاعتماد في أكتوبر الماضي، وفقاً لسجلات إدارة الطيران الفيدرالية المتاحة على الإنترنت.

وكتبت بوينغ على منصة إكس تقول “إنها تعمل على جمع المزيد من المعلومات وأن فريقا فنيا منها في تصرّف المحققين”.

وقال الرئيس التنفيذي لألاسكا بن مينيكوتشي في بيان إن شركة الطيران “تعمل مع بوينغ والجهات التنظيمية لفهم ما حدث”.

ويأتي هذا الحادث فيما شهدت شركة الطيران العملاقة في السنوات الأخيرة أعطالاً فنية بعد تحطّم طائرتين من طراز 737 ماكس.

وأدى هذان الحادثان اللذان تسببا في مصرع 346 شخصا في أكتوبر 2018 ومارس 2019، إلى بقاء الطائرة 737 ماكس على الأرض لمدة 20 شهرا، قبل السماح لها بالتحليق من جديد.

ولم تسمح إدارة الطيران الفيدرالية بعودتها إلى الخدمة إلا بعد إجراء تعديلات على نظام التحكم في الطيران.

وخلال الآونة الأخيرة، اضطرت بوينغ إلى تأخير عمليات التسليم بسبب مشاكل في هيكل الطائرة، وخاصة في قسمها الخلفي.

وفي نهاية ديسمبر الماضي، سلمت بوينغ أكثر من 1370 نسخة من طائرات 737 ماكس، وتسلمت طلبات لشراء 4 آلاف نسخة.

وأوقفت بكين استلام شركات صينية طائرات 737 ماكس منذ الحادثتين خشية حصول مشاكل، بينما تتطلع إلى تصنيع طائرات تجارية محلية.

10