انتقادات متزايدة لـ"معاوية" والمقارنة مع "عمر" ليست في صالحه

الرياض – يزداد الجدل حول مسلسل “معاوية” على مواقع التواصل الاجتماعي ليشمل التقييم الفني وأداء الفنانين والميزانية الضخمة التي أنفقت عليه بعد أن كان موضوعه هو الأكثر إثارة للنقاش والانتقادات، وأجرى الكثيرون مقارنة مع مسلسل “عمر” الذي تم عرضه قبل سنوات، مشيرين إلى الفارق الكبير بينهما.
وقررت شبكة “إم بي سي” بعد ثلاث سنوات من إنتاج العمل الضخم عرضه للجمهور، متحدية كل الأطراف المنددة بالمسلسل والمحذرة من عواقب رؤيته على الشاشة في شهر رمضان.
وزاد الجدل مع غياب اسم المخرج طارق العريان عن شارة البداية والنهاية للمسلسل، خاصة عقب انتشار أنباء تفيد بأنه طلب شخصيًا حذف اسمه من العمل. هذا التطور دفع الكثيرين إلى التساؤل عن الأسباب الحقيقية وراء القرار، خصوصًا أن العريان كان جزءًا من مراحل التصوير الأولى للمسلسل الذي يتناول إحدى الفترات التاريخية المفصلية في الإسلام.
كما أنه لم يذكر خلال الفترة الماضية أسباب تركه المشروع الذي بدأه مع الكاتب الصحفي خالد صلاح مؤلف العمل.
وكشف المخرج أحمد مدحت، الذي تولى إخراج العمل بعد توقفه، أن طارق العريان قرر سحب اسمه من شارة المسلسل، بسبب استيائه من حذف بعض المشاهد أثناء عمليات المراجعة.
وتعرض لانتقادات بسبب ما وصفه البعض بالأخطاء التاريخية والسيناريو الضعيف الذي افتقر إلى العمق والبلاغة. كما أُشير إلى أن الأداء التمثيلي كان باهتًا ولم يرتقِ إلى مستوى الشخصيات التاريخية التي يجسدها.
وانتشرت التعليقات التي أجرت مقارنة مع مسلسلات تاريخية أخرى لقيت صدى واسعا خصوصا مسلسل “عمر” الذي أخرجه الراحل حاتم علي، وجاء في تعليق:
وكتب ناشط:
وأضاف آخر:
يُذكر أن مخرج مسلسل “عمر” حاتم علي، ومخرج مسلسل “معاوية” المصري أحمد مدحت، وسلامة فهمكم.
وكتب مغرد:
وأشار مدحت إلى أن المسلسل خضع لمراجعات دقيقة من قبل هيئة العلماء في السعودية، وهو ما أدى إلى تعديلات عدة على محتواه، الأمر الذي أثار جدلًا بين الجهة المنتجة وفريق العمل. كما لفت إلى أن الشركة المنتجة استثمرت ميزانية ضخمة في إنتاج المسلسل، ما أدى إلى اختلاف في الرؤى الفنية، رغم أنه لم يتم الكشف عن الكلفة الحقيقية للإنتاج.
وأكد مخرج “معاوية” أن فريق العمل كان على دراية تامة بأن المسلسل سيثير جدلًا نظرًا لحساسية الفترة التاريخية التي يتناولها، وتعدد الروايات والآراء حول الشخصيات التي يقدمها. لكنه أشار إلى أن سرعة الردود، خصوصًا من الأزهر الشريف بعد عرض الحلقة الأولى، جاءت مفاجئة وغير متوقعة.
و”معاوية” مسلسل تاريخي يُعرض باللغة العربية الفصحى، ويتناول الأحداث التي أعقبت اغتيال الخليفة عثمان بن عفان، وتولي علي بن أبي طالب الخلافة، ثم بروز معاوية بن أبي سفيان وصولًا إلى تأسيس الدولة الأموية.
وأثار المسلسل منذ بدء عرضه في شهر رمضان انتقادات متعددة من جوانب مختلفة، شملت الدقة التاريخية والإنتاج والأداء الفني والتجسيد الديني.
ورأى البعض أن المسلسل معد لغرض “المناكفات” والبحث عن الترند بتناول شخصية بحساسية “معاوية”، قصد إثارة الجدل بعيدا عن النقاش الجاد والمعمق حول هذه الشخصية.
واستغرق تصوير المسلسل في تونس فترة طويلة من الزمن واستقطب مجموعة من الفنانين المميزين على غرار أيمن زيدان وإياد نصار وسامر المصري ولجين إسماعيل ووائل شرف وميسون أبوأسعد وعلي صطوف وسعد مينة وغانم الزرلي.
وانتقد البعض المغالطات التاريخية والميزانية الضخمة للمسلسل التي بلغت نحو 100 مليون دولار.
من جهته، أصدر الأزهر الشريف تحذيرًا بشأن المسلسل، مؤكدًا رفضه لتجسيد شخصيات الصحابة في الأعمال الدرامية. واعتبر أن مشاهدة مثل هذه الأعمال حرام شرعًا، مشيرًا إلى أن تجسيد الصحابة قد يؤدي إلى تشويه صورتهم الحقيقية في أذهان المشاهدين.
ويواجه مسلسل “معاوية” تحديات كبيرة في تلبية توقعات الجمهور والنقاد، سواء من الناحية التاريخية أو الفنية أو الدينية، وهو ما يجعله محور نقاش مستمر حول كيفية تقديم الشخصيات التاريخية في الدراما.