انتقادات لـ"بي.بي.سي" بسبب رفاهية مذيعيها خلال تغطية مونديال قطر

لندن - تواجه هيئة الإذاعة البريطانية انتقادات واسعة بسبب تغطيتها المكلفة لبطولة كأس العالم في قطر، والمصاريف الباهظة لطاقم العمل في الدوحة، بينما تمارس سياسة تقشفية استغنت خلالها عن المئات من الموظفين.
وذكر تقرير لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن عددا من أبرز مقدمي البرامج الرياضية في “بي.بي.سي” الموفدين لتغطية بطولة كأس العالم، يقيمون في شقق داخل مجمع سكني فاخر في الدوحة تصل كلفة الليلة الواحدة فيها إلى 2500 جنيه إسترليني.
ونشرت الصحيفة تقريرا مصورا قالت إنه يرصد أسلوب الحياة الفاخر الذي يتمتع به طاقم عمل مؤسسة “بي.بي.سي” الموفد لتغطية بطولة كأس العالم في قطر، مستنكرة سياسات إنفاق المؤسسة الممولة من جيوب دافعي الضرائب البريطانيين.
وأورد التقرير عددا من الأدلة على ما وصفه بأنه “سوء إنفاق” من قبل المؤسسة الإعلامية العريقة، أبرزها أسعار الإقامة في المجمع السكني الذي يتكون من 400 شقة، فخلال البطولة بلغت قيمة إيجار الشقة ذات الغرفة الواحدة في الدوحة 1600 جنيه إسترليني لليلة الواحدة، في حين بلغت كُلفة إيجار الشقة ذات الثلاث غرف 2500 جنيه إسترليني في الليلة.
ونشرت الصحيفة صورا لعدد كبير من نجوم تغطية “بي.بي.سي” لبطولة كأس العالم المقامة في قطر، أبرزهم غاري لينيكر وريو فرديناند وأليكس سكوت، وهم يستمتعون بالمرافق الأنيقة لمجمع “لوميراج سيتي ووك” السكني في العاصمة القطرية.
نجوم تغطية "بي.بي.سي" للمونديال يقيمون في أفخم شقق العاصمة القطرية الدوحة بينما تسرّح مئات الموظفين
وعرضت صورا للصالة الرياضية المجهزة والمنتجع الصحي ومقهى وملاعب كرة القدم والتنس وكرة السلة، إضافة إلى صور لمضمار الركض على السطح والذي قالت الصحيفة إن إعلاميي “بي.بي.سي” كانوا يفضلون قضاء الوقت فيه، حيث يوفر للعدائين إطلالات رائعة على العاصمة القطرية.
ورد عاملون في “بي.بي.سي” على هذه المزاعم رافضين ما جاء في التقرير، فلجأ لاعب كرة القدم الإنجليزي السابق ومقدم البرامج الرياضية في “بي.بي.سي” غاري لينيكر إلى تويتر للرد على تقرير “ديلي ميل”.
وشارك لينيكر صورة لتقرير الصحيفة البريطانية، أرفقها بتغريدة قال فيها “لقد اختلقوا الأمر كلّه، دفعت ‘بي.بي.سي’ جزءا ضئيلا جدا من المبلغ المذكور، ما قالوا إنه شرفة ذات إطلالة خلابة ليس إلا شجيرة صغيرة.. نحن محاطون بالطرقات السريعة في وسط اللامكان (موقع بعيد عن المركز) كما أن الكثير من البريطانيين يقطنون في نفس المبنى”.
وأضاف لينيكر “مضحك أن ترى كم هم مهووسون بأجندتهم المعادية لـ’بي.بي.سي'”.
ولم تحدد “ديلي ميل” أعداد من أوفدتهم “بي.بي.سي” لتغطية البطولة، لكنها زعمت أن المؤسسة، التي يحلو للبريطانيين أن يسمّوها العمة “بي.بي.سي”، بلغت أعداد موظفيها الموفدين لتغطية بطولة كأس العالم في البرازيل عام 2014، ما يقرب من 272 موظفا.
كما أوردت الصحيفة البريطانية أن “بي.بي.سي” أوفدت 295 موظفا لتغطية مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، بتكلفة بلغت 20 ألف جنيه إسترليني لكل موظف.
400
موظف في "بي.بي.سي" سيخسرون وظائفهم كجزء من برنامج لخفض التكاليف والانتقال إلى المنصات الرقمية
واللافت في الأمر أن نجوم “بي.بي.سي” قد وجهوا انتقادات لاذعة للمونديال، إذ قال لينيكر في التاسع عشر من نوفمبر الماضي إنه موجود في قطر “لتغطية” بطولة كأس العالم و”ليس دعمها”، وسيناقش القضايا المتعلقة بالبطولة “المثيرة للجدل” على الهواء. وتعرضت قطر، الدولة المضيفة للبطولة، لانتقادات بسبب تجريم قانونها للمثلية الجنسية، وسجلّها في مجال حقوق الإنسان ومعاملة العمال المهاجرين. وأضاف لينيكر أن هناك “شعورا بالغثيان” يحيط بالبطولة.
وتابع “هذه مهمتنا أن نأتي وننقل للناس في وطننا ما يحصل ونأمل أن نفعل ذلك بطريقة عادلة”.
وأعلنت الهيئة في مايو الماضي خطّة تهدف إلى ادّخار 500 مليون جنيه إسترليني في السنة (586 مليون يورو). وفي سياق هذه الخطة سرحت حوالي ألف موظف (من أصل حوالي 22 ألفاً)، ودمجت قنوات، فيما باتت قنوات أخرى تبث حصراً على الإنترنت.
وقالت “بي.بي.سي” إن 400 موظف بها سيخسرون وظائفهم كجزء من برنامج لخفض التكاليف والانتقال إلى المنصات الرقمية، كما ستتوقف الخدمات الإذاعية بالعربية والفارسية والقرغيزية والهندية والبنغالية والصينية والإندونيسية والتاميلية والأردية.
وتترافق هذه الظروف المالية الصعبة مع انتقال الجمهور، ولاسيما الشباب، إلى المنصات الإلكترونية، متسائلاً عن جدوى دفع رسم.
وفي يوليو أوردت الإذاعة بالتفصيل خططا لدمج قناة “بي.بي.سي” أخبار العالم ومثيلتها في بريطانيا، في قناة واحدة لإطلاقها في أبريل من العام المقبل.
وجاء القرار بسبب التضخم والتكاليف المرتفعة وتسوية رسوم الترخيص النقدية الثابتة التي أدت إلى خيارات صعبة، على حد تعبير الهيئة.