انتقادات لاذعة لمحاولة السفارة الجزائرية في نواكشوط فرض وصاية على الإعلام الموريتاني

صحافيون موريتانيون يحذرون من مخطط جزائري بدأ بالصحافة وقد ينتهي مع مسؤولين سياسيين.
الثلاثاء 2023/01/24
وصاية مرفوضة

نواكشوط - انتقد بيان أصدره صحافيون موريتانيون محاولات السفارة الجزائرية في نواكشوط فرض وصاية على الإعلام في بلادهم بعد بيان آخر من السفارة الجزائرية انتقدت فيه الإعلام الموريتاني بعبارات فجة.

والأسبوع الماضي أدانت السفارة الجزائرية بنواكشوط ما أسمته “التدخل الخارجي في المشهد الإعلامي الموريتاني”، واصفة إياه “بالعار الذي يجب أن تكافحه المؤسسات المعنية”.

وهاجم بيان السفارة مؤسسات إعلامية محلية قال إن السفارة تفاجأت بنشرها لسلسلة مقالات “مستوحاة من شبكات غامضة لمكتب دبلوماسي لبلد معروف بكراهيته للجزائر، ويريد بكل الوسائل إفشال ومضايقة التعاون الجزائري – الموريتاني”.

ونعت البيان مواقع لم يسمها بالتواطؤ مع من أسماها بـ”العصابة الإعلامية الدنيئة”، واتهم أخرى “معروفة” بتجنيدها في تمثيل “دبلوماسي” زائف حوّل مكاتبها إلى “غرفة أخبار ودفع لها، مقابل كل جملة مروعة وسوء نية ومقالة، على أساس الأكاذيب وتزييف الحقائق”.

بيان السفارة يأتي نشر البيان انتقادا لتقارير نشرتها مواقع موريتانية، انتقدت فيها تحضيرات تقوم بها الجزائر لمعرض يجري الإعداد له في نواكشوط تعريفا بالصناعات الجزائرية

وشدد البيان على أن المواقع الإخبارية الموريتانية يتم تجنيدها عبر “تأشيرات، السفر الترفيهي، الإعلان، الفساد والمظاريف المالية”، وهي بذلك “ليست لها مصداقية أو تأثير في الرأي العام”.

كما أورد بيان السفارة الجزائرية لدى نواكشوط أنه من المؤكد أن من يصفهم “مرتزقة القلم” سيضاعفون “من شرهم وكرههم عندما تبدأ أعمال بناء طريق تندوف”.

ويأتي نشر البيان انتقادا لتقارير نشرتها مواقع موريتانية، انتقدت فيها تحضيرات تقوم بها الجزائر لمعرض يجري الإعداد له في نواكشوط، تعريفا بالصناعات الجزائرية.

وندد صحافيون موريتانيون، في بيان لهم، بما وصفوه محاولة واضحة من السفارة الجزائرية “لإقحام نواكشوط في صراعات وهمية”.

وحذر صحافيون موريتانيون من مخطط جزائري بدأ “بالصحافة، وغدا قد يكون مع مسؤولين وربما وزراء”، ورأى بيان الصحافيين أن ما صدر عن السفارة الجزائرية في نواكشوط “تصرف يجب رفضه ووضع حد له حتى لا يتكرر”.

واستغرب البيان استهانة السفارة الجزائرية ببلادهم حتى تقوم بإصدار أوامر موجهة إلى السلطات الموريتانية. وبذلك، يكون بيان السفارة الجزائرية “واحدا من أغبى البيانات في تاريخ الدبلوماسية؛ بل إنه أكثرها حماقة وصبيانية، ولكنه مع ذلك أشدها خطورة”.

وزاد الصحافيون الموريتانيون في ردهم “من الواضح أن الجزائر، التي ظلت لعقود في قبضة جنرالات الجيش، لا تفهم أن موريتانيا متفوقة عليها في ما يتعلقُ بحرية الصحافة والإعلام وحرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر؛ وهي أشياء لا تُشترى وإنما تُكتسب، والموريتانيون كسبوها بنضال صحافتهم الطويل ضد القمع والتسلط والدكتاتورية والإيداع في السجون”.

صحافيون موريتانيون يندّدون بما وصفوه محاولة واضحة من السفارة الجزائرية لإقحام نواكشوط في صراعات وهمية

ويذكر بيان السفارة الجزائرية، وتدخلها في الشأن الداخلي الموريتاني عبر توجيه الاتهام لصحافتها متجاوزة السلم الدبلوماسي والسلطات، بنهج سابق دفع حكومة موريتانيا منتصف شهر أبريل 2015 إلى طرد المستشار الأول للسفارة الجزائرية بنواكشوط حينها بلقاسم شرواطي.

واعتبر طرد الدبلوماسي الجزائري من نواكشوط آنذاك “سابقة” في العلاقات بين البلدين، خاصة وأنه جاء في عهد الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز، الذي اتسمت علاقات بلاده مع المغرب في تلك الفترة بالفتور الشديد، لكنه رغم ذلك لم يسمح للسفارة الجزائرية بأن تلعب دورا خارج اختصاصها داخل موريتانيا.

وأضاف بيان الصحافيين “إننا كموريتانيين نحترم الجزائر ونحب شعبها الطيب والأبيّ، لما يجمعنا من روابط الدم والقربى والتاريخ والمصير المشترك، إلا أن التاريخ حافل بالطعنات التي وجهت لنا من طرف حكامها وعسكرها، وتنظيماتها العابرة للصحراء”.

واستمر الموريتانيون على منصات التواصل الاجتماعي على مدار الأسبوع في نشر الردود المنددة بالبيان الصادر عن السفارة الجزائرية في نواكشوط.

وقال مغرد:

WesternSaharaQ@

الحركي جهل وأصبح يريد أن يمارس الوصاية حتى على إعلام دولة أجنبية ومطالبتها بالتطبيل له مطلقا.. أدانت السفارة الجزائرية بنواكشوط ما أسمته التدخل الخارجي في المشهد الإعلامي الموريتاني، واصفة إياه “بالعار” الذي “يجب أن تكافحه المؤسسات المعنية”.

واعتبر آخر:

1Panadolx2@

السفارة الجزائرية بنواكشوط تصف المواقع الموريتانية بـ”المرتزقة”.. الصحافيون الموريتانيون يحذرون من محاولات إخضاعهم لخدمة أجندة سياسية.. صحافيو موريتانيا يرفضون وصاية جزائرية تبدأ بالإعلام وتنتهي بالسياسة.

وسخر معلق:

HLaqib@

أصدرت السفارة الجزائرية في موريتانيا بيانا ركيكا هاجمت من خلاله الإعلام الموريتاني ووصفت منابر إعلامية بـ”العصابة الإعلامية الدنيئة” كما اتهمتها بأنها عميلة “لمكتب دبلوماسي يكره الجزائر” (عرفتوه)، ألا يعد هذا تدخلا في الشؤون الداخلية؟ أم أن العسكر ينتظر التطبيل؟

ونشرت صحيفة “أنباء انفو” الموريتانية مقالا للباحث الحسن ولد ماديك تساءل فيه “ما دلالةُ إصداركم السفير الجزائري المحترم بيانا عريضا تنكرون وتنتقدون فيه حريةَ بعضِ الصحافيين الموريتانيين في التعبيرِ عن رأي أو مَوقف سياسي؟ أو يخيل إليكم أن موريتانيا محافظة جزائرية أو امتداد لمخيماتِ الانفصاليين الصحراويين في لِحمادة وتندوفْ؟”.

وطالب ولد ماديك في مقاله “أدعو السفارة الجزائريّة إلى الاعتذارِ جهرة عن وهم وصاية يتوهمونها على موريتانيا”.

5