انتعاش قوي لسوق الطيران في منطقة الشرق الأوسط

دبي- يكشف أحدث تحليل صادر عن مزود بيانات السفر أو.أي.جي أن سوق الطيران في منطقة الشرق الأوسط قد نمت بنسبة 5 في المئة منذ عام 2019، ما يجعلها ثاني أسرع المناطق نموًا على مستوى العالم بعد جنوب آسيا عند 12 في المئة.
وعزا معدو التقرير، الذي جاء بعنوان “سماوات الشرق الأوسط: عهد جديد من المنافسة والقدرة والنمو”، هذا النمو إلى المزيج الفعال بين نمو شركات الطيران منخفضة الكلفة وزيادة قدرة شركات الطيران التقليدية.
ويعمل الشرق الأوسط كمفترق طرق حيوي، حيث يربط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، بفضل مراكز النقل الجوي في الإمارات وقطر على وجه الخصوص.
وبنت شركات الطيران الكبرى مثل طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية علاماتها التجارية حول هذه الميزة الجغرافية، وحولت مدنا مثل دبي وأبوظبي والدوحة إلى نقاط عبور دولية مزدحمة.
وعلّق فيليب فيلبوف مدير قسم العمليات في أو.أي.جي، قائلاً “تعد منطقة الشرق الأوسط مركزًا عالميًا لما تمتاز به من موقع إستراتيجي، ناهيك عن التوسع الكبير الذي تشهده شركات الطيران منخفضة الكلفة والشبكية.”
وأضاف “هذا كله من شأنه الإسهام في فتح آفاق غير مسبوقة من الفرص، ثم إن هذه السوق النابضة بالحياة تمثل نقطة انطلاق للتطورات المستقبلية في مجال تكنولوجيا الطيران وتجربة الركاب، ونحن متحمسون لدعم هذا التطور.”
وتُصنف كل من شركتي طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية ضمن أفضل 20 شركة طيران عالميًا من حيث القدرة لعام 2024، وضمن أفضل 10 شركات من حيث عدد المقاعد المتاحة بالكيلومترات.
وتعد هاتان الشركتان إلى جانب الخطوط الجوية السعودية شركات الطيران الثلاث الأولى من حيث مكانة نشاط مجموعات القطاع، وقد قدمت مجتمعة 127 مليون مقعد على الرحلات المغادرة في عام 2024.
ولكن القصة البارزة في هذا التقرير تعود إلى فلاي ناس السعودية، التي سجلت زيادة بنسبة 63 في المئة في القدرة لعام 2024 مقارنة بعام 2019، ما يجعلها أسرع شركة طيران نموًا في المنطقة.
وجاءت فلاي دبي في المرتبة التالية، إذ سجلت نموًا بنسبة 56 في المئة، حيث قامت كلتا الشركتين بتقديم ما يقرب من 14.4 مليون مقعد على الرحلات المغادرة، مع تقدم فلاي ناس بفارق 25 ألف مقعد.
وتشكل الآن شركات الطيران منخفضة الكلفة نسبة 29 في المئة من إجمالي القدرة في الشرق الأوسط، وهو ما يزيد على ضعف ما كانت عليه في عام 2014 عندما بلغت 13 في المئة.
وعلى مدار العقد الماضي زادت قدرة شركات الطيران منخفضة الكلفة مسجلةً متوسط نمو سنوي قدره 11.5 في المئة، ومحرزةً تفوقًا هائلاً على شركات الطيران التقليدية.
هذه الصفقات تجعل عملاقي تصنيع الطائرات التجارية في وضع يؤهلهما للحصول على ما لا يقل عن 500 طائرة من المنطقة هذا العام
وتهيمن مصر على مسارات شركات الطيران منخفضة الكلفة في السوق الأفريقية المتنامية، حيث تستوعب 96 في المئة من قدرة فلاي ديل و81 في المئة من رحلات فلاي ناس و73 في المئة من رحلات العربية للطيران في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وتعتمد شركات الطيران متكاملة الخدمات وشركات الطيران التقليدية في المنطقة على حركة الركاب المتصلة، حيث تستوعب الخطوط القطرية 84 في المئة وطيران الإمارات ما نسبته 77 في المئة والاتحاد للطيران المملوكة لحكومة أبوظبي 66 في المئة.
ويظل الخط الواصل بين القاهرة والرياض أحد أكثر الخطوط الجوية تنافسية في المنطقة، بفضل نشاط ثماني شركات طيران على هذا الخط.
ويعد أيضًا الخط الواصل بين دبي والرياض والقاهرة وجدة من بين أكثر الخطوط تنافسية، في حين أن الخط الواصل بين دبي وهيثرو يمثل سوقًا أكثر تركيزًا في ظل وجود أربع شركات متنافسة.
ويتسابق عدد من أكبر شركات الطيران في الشرق الأوسط لعقد المزيد من الصفقات استعدادا لتجديد أساطيلها بعد أن غابت عن موجة طلبات العام الماضي، ما يعزز مكانة المنطقة بوصفها محركا رئيسيا لنمو شركتي أيرباص ومنافستها بوينغ.
وتجعل هذه الصفقات عملاقي تصنيع الطائرات التجارية في وضع يؤهلهما للحصول على ما لا يقل عن 500 طائرة من المنطقة هذا العام.
ومن المرجح أن تعزز الصفقات مكانة الشرق الأوسط باعتباره مركزا رئيسيا للأعمال بالنسبة إلى الشركتين، في وقت تعمل فيه شركات الطيران على توسيع أساطيلها وتحديثها، وتتحول وجهات مثل دبي من مراكز عبور إلى وجهات سياحية قائمة بذاتها.