انتعاش سوق التكرير يغذي الطلب على شراء الناقلات

دبي - حفّز تحول النصف الشرقي من الكرة الأرضية إلى مركز صناعة تكرير عالمية بشكل حاد، طفرة أعمال بناء السفن لنقل الوقود عبر جميع أنحاء العالم.
ويأتي هذا الأمر مع عودة الاقتصاد في آسيا على الانفتاح بعد أزمة الوباء وخاصة الصين التي عانت من هذه المشكلة لحوالي ثلاث سنوات مما جعل الطلب على الطاقة يعود تدريجيا إلى سالف نشاطه.
وتشير شركة وساطة السفن بريمار إلى أنها رصدت 38 طلبية لناقلات متوسطة المدى، مما يمثل أحد أكثر الأرباع نشاطا منذ عقد من الزمن.
كما حصلت 28 سفينة على أرقام تسلسلية دولية، وهو مقياس آخر للطلبات، مقتربا مما تم تسجيله في العام الماضي بالكامل والبالغ 31 سفينة، وفقا لشركة وساطة السفن سيمبسون سبينس يانغ.
وأُغلقت مصافي التكرير غير الفعالة في الولايات المتحدة وأوروبا بعد أن سحق الوباء الطلب على البنزين والديزل ووقود الطائرات، وفي الوقت نفسه، يتم بناء مجمّعات جديدة في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط.
ودفع الانتعاش اللاحق في الطلب مشتري الوقود للتطلع إلى المنتجين الجدد للحصول على الإمدادات، وبالتالي نقل كميات أكبر من النفط عبر البحار.
وأدى هذا الاتجاه إلى رفع الأسعار التي قد يتقاضاها الأسطول الموجود حاليا، مما يجعل الشحن أكثر ربحية، كما يسرّع من بناء سفن جديدة.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن ألكسندرا ألاتاري كبيرة المحللين في بريمار قولها إن "التحوّل الهيكلي الرئيسي الذي سيدعم الطلب على شحن المنتجات المكررة على المدى المتوسط والطويل، هو إعادة التمركز الجغرافي بين المصافي الجديدة وكبار المستهلكين".
وألمحت إلى أنَه حتى مع الطلبات الجديدة، التي قد تضيف نحو 60 سفينة في 2025، فإن توفر السفن سيظل أقل من متوسط المستويات على المدى الطويل.
ويستقبل المشترون على الساحل الشرقي للولايات المتحدة بالفعل المزيد من شحنات النفط من الشرق الأوسط وآسيا مع نضوب الصادرات من أوروبا.
وتستقطب أستراليا، التي شهدت إغلاق البعض من المصافي المحلية، المزيد من الشحنات من شمال وجنوب شرق آسيا، فيما تُصدر الهند المزيد من المنتجات إلى أميركا اللاتينية.
وقال جون أويرز العضو المنتدب لتحليلات الوقود المكرر في آر.بي.أن إنيرجي الاستشارية إن “مصافي تكرير النفط الموجودة على ساحل الخليج الأميركي تتأهب لشحن المزيد من الوقود إلى غرب أفريقيا وأوروبا في السنوات المقبلة”.
وعززت الحرب في شرق أوروبا من هذا الاتجاه، مما أدى إلى صعود أسعار الشحن خلال الأشهر الأخيرة بعد أن أدت العقوبات إلى زيادة تغيير وجهات التدفقات التجارية العالمية.
وتظهر إحصائيات حول تتبع السفن أن الناقلات عبر المحيط الأطلسي تربح نحو 40 ألف دولار يوميا، وهو أعلى معدل في هذا الوقت من العام منذ 2013 على الأقل.
ويستغرق نقل المنتجات وقتا أطول على متن السفن التي تبحر لمسافات طويلة، كما تنتظر أيضا لفترة أطول لنقل الخام إلى سفن أخرى ومحطات التخزين العائمة.
◙ كلفة صناعة الناقلات الجديدة قفزت إلى نحو 45 مليون دولار لكل سفينة بزيادة 14 في المئة عن العام السابق والأعلى منذ 2008
ويقلل الطلب المتزايد على السفن من تأثيرات الأسعار المتزايدة. وأظهرت بيانات من شركات وساطة السفن أنَّ كلفة صناعة الناقلات الجديدة قفزت إلى نحو 45 مليون دولار لكل سفينة بزيادة 14 في المئة عن العام السابق والأعلى منذ 2008.
وتعكس هذه الطفرة الطلب المكبوت بعد أن أوقف العديد من مالكي السفن الطلبات خلال السنوات الأخيرة في ظل الترقب لمعرفة ما إذا كانت اللوائح الوطنية والدولية ستلزمهم بالتعاقد مع ما يسمّى بالناقلات الصديقة للبيئة، التي يمكن تشغيلها بالوقود وكذلك الميثانول.
وقالت كلير غريرسون رئيسة أبحاث الناقلات في سيمبسون إن "بعض هذه الشكوك تبددت العام الماضي عندما ارتفعت أسعار الطاقة، وحظيت السفن العاملة بالوقود التقليدي بالكثير من الطلبات الجديدة".