انتعاش الطلب يضع تكاليف السفر الجوي في مسار متصاعد

لندن - شكل الارتفاع المتواتر في أسعار تذاكر الطيران خلال الآونة الأخيرة، واحتمال أن تشهد موجة أخرى فيما تبقى من هذا العام، على الرغم من تراجع أسعار الوقود، صدمة للملايين من المسافرين والسياح الذين يفضلون التنقل عبر الرحلات الجوية.
ويقول خبراء القطاع إن التكاليف الباهظة تبدد آمال الكثير من الناس حول العالم بشأن إمكانية انخفاض الأسعار في وقت قريب، خاصة مع اقتراب موسم أعياد الميلاد في أوروبا والولايات المتحدة.
وعلى النقيض تراجعت أسعار وقود الطائرات بصورة كبيرة منذ مايو الماضي، وصار لدى شركات الطيران، ولاسيما الأميركية حاليا، عدد أكبر من العاملين بالمقارنة مع فترة ما قبل الجائحة.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية “بي.أي ميديا” أن أسعار تذاكر الرحلات الداخلية والدولية المقررة قرب فترة عطلة عيد الشكر، زادت بنسبة 22 في المئة أكثر مما كانت عليه في نفس التوقيت خلال عام 2019.

جيف كلي: نتوقع موسم عطلات مزدحما حتى مع ارتفاع الأسعار
كما زادت أسعار الرحلات الخاصة بفترة أعياد الميلاد بقدر أكبر، بحسب ما أورده موقع “هوبر” المعني برحلات السفر، ما يجعلها الأغلى منذ نحو خمسة أعوام.
ويتضمن موقع إلكتروني آخر خاص برحلات السفر، وهو “تشيب أير دوت كوم”، مجموعة مختلفة من الأرقام، وهي “ستكون رحلات الطيران عالية التكاليف خلال هذا الموسم الخاص بالعطلات”.
وأشار خبراء الموقع في تقريره السنوي الخاص بالسفر خلال فترة العطلات إلى أن أسعار شركات الطيران الخاصة برحلات فترة عيد الشكر، ستزيد بنحو 25 في المئة عن مستويات العام الماضي.
وفضلا عن ذلك ارتفعت أسعار رحلات الطيران خلال عطلات أعياد الميلاد وأعياد رأس العام الجديد بنسبة 28 في المئة.
وقال جيف كلي، الرئيس التنفيذي لتشيب أير دوت كوم إن الشركة “تتوقع هذا العام موسم عطلات مزدحما في ظل ارتفاع الأسعار”.
وأضاف “يجب على المسافرين التسوق في وقت مبكر عما كان ممكنا قبل تفشي الوباء”.
واستقر وضع إلغاء الرحلات الجوية وحدوث تأخير في المواعيد، وهو الأمر الذي عانى منه قطاع السفر الجوي خلال موسم الصيف المزدحم.
لكن الأسباب التي أدت إلى حدوث مشاكل، مثل تفشي حالات الإصابة بفايروس كورونا بين موظفي شركات الطيران، إلى جانب تدفق موظفين جدد من عديمي الخبرة إلى الخطوط الجوية، لم تنته.
ونقلت صحيفة لوس أنجلس تايمز الأميركية عن هنري هارتفيلدت، محلل بيانات صناعة السفر ويعمل لدى مجموعة أتموسفير للأبحاث، قوله إن “لسوء الحظ، لم نصل بعد إلى النقطة التي يمكننا أن نقول فيها إننا تجاوزنا أسوأ ما في ذلك”.
ومن بين العوامل الكبيرة التي تتحكم في أسعار تذاكر الطيران، أسعار وقود الطائرات، والتي تمثل نحو 30 في المئة من جميع نفقات شركات الطيران في البلاد.
وتضاعفت أسعار وقود الطائرات خلال أبريل ومايو الماضيين، ويرجع السبب وراء ذلك جزئيا إلى حالة عدم الاستقرار التي يشهدها سوق النفط، بسبب الحرب في أوكرانيا.
وتراجعت أسعار وقود الطائرات منذ ذلك الحين، حيث بلغت نسبة التراجع في الشهر الماضي 14 في المئة. ويقول خبراء القطاع إن ذلك أدى إلى تراجع أسعار تذاكر الطيران بصورة مؤقتة خلال الأشهر الأخيرة، بحسب ما يقوله خبراء قطاع الطيران.
أسعار شركات الطيران الخاصة برحلات فترة عيد الشكر، ستزيد بنحو 25 في المئة عن مستويات العام الماضي
ووفق اتحاد النقل الجوي الدولي “إياتا”، تتوقع شركات الطيران أن تنفق 24 في المئة من تكاليفها على الوقود هذا العام، مقارنة بنحو 19 في المئة في العام الماضي. وبما أنها مضطرة إلى إعادة تعزيز إيراداتها التي استنزفتها الأزمة الصحية، فإنّها تنوي زيادة الأسعار.
وعلى الرغم من تراجع أسعار الوقود، تعتبر أسعار تذاكر الطيران آخذة في الارتفاع بسبب زيادة الطلب على الرحلات الجوية.
ويصف الكثير من خبراء الصناعة الوضع بأنه “سفر انتقامي”، وذلك لأن الكثير من الناس يحاولون أن يعوضوا أنفسهم عن رحلات السفر، التي لم تسنح لهم الفرصة القيام بها خلال فترة فرض الإغلاق.
ويتوقع أندرو هيريتيدغ، وهو اقتصادي كبير عمل لدى موقع “هوبر”، ارتفاع الطلبات خلال موسم العطلات في 2022، بعد مرور عامين شهدا كبحا لرحلات السفر والعطلات الفائتة بسبب تفشي الجائحة.
وقال “في الواقع، يقول أكثر من نصف الأميركيين إنهم يخططون للسفر من أجل قضاء عطلة واحدة أو كليهما هذا العام”.
وبحسب ما ورد على موقع “هوبر”، فقد بلغ متوسط سعر رحلة السفر المحلي ذهابا وإيابا ذروته بواقع 404 دولارات في شهر مايو الماضي، وتراجع ليصل إلى 286 دولارا في أغسطس.
ولكن بالنسبة لموسم الأعياد، بلغ متوسط سعر تذكرة الطيران ذهابا وإيابا نحو 350 دولارا، بزيادة نسبتها 22 في المئة بالمقارنة مع عام 2019.
ومحليا، يبلغ متوسط سعر تذكرة الطيران ذهابا وإيابا 463 دولارا، بزيادة نسبتها 31 في المئة في العام الذي سبق ظهور الجائحة.