انتشال جثة وفقدان 10 مهاجرين إثر غرق قارب قبالة تونس

عدد المتوفين والمفقودين في حوادث غرق قبالة السواحل التونسية يصل إلى 608، فيما أوقف خفر السواحل نحو 33 ألف شخص يحاولون الوصول لأوروبا في قوارب.
الأحد 2023/07/09
خفر السواحل ينقذ 11 شخصا على متن قارب انطلق من جرجيس

تونس – أكد مسؤول قضائي اليوم الأحد أن ما لا يقل عن 10 مهاجرين تونسيين فقدوا وتوفي آخر في غرق قارب قبالة سواحل تونس بعد أن تعطل حينما كانوا يحاولون عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا، وسط ارتفاع حاد في إبحار قوارب المهاجرين من البلد الشمال الأفريقي.

وترفع أحدث مأساة للمهاجرين عدد من لقوا حتفهم أو فقدوا قبالة السواحل التونسية إلى نحو 620 في النصف الأول من العام الجاري، في رقم لم يسبق له مثيل.

وقال القاضي فوزي المصمودي المتحدث باسم محكمة صفاقس إن خفر السواحل أنقذ 11 شخصا على متن القارب الذي انطلق من سواحل جرجيس.

وتواجه تونس أزمة هجرة غير مسبوقة، وقد حلت محل ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية للفارين من الفقر والصراع في أفريقيا والشرق الأوسط سعيا لحياة أفضل في أوروبا.

والأسبوع الماضي، أعلنت الإدارة العامة للحرس الوطني (الدرك) التونسي أن وحدات الحرس البحري تمكنت خلال أيام 27 و28 و29 يونيو الماضي من إحباط 65 محاولة للهجرة غير الشرعية انطلاقا من السواحل التونسية إلى إيطاليا، تم خلالها نجدة وإنقاذ أكثر من ألفين مهاجر غير شرعي من تونس وعدة دول من أفريقيا جنوب الصحراء.

وفي يونيو الماضي، قال المصمودي إن ما لا يقل عن 12 مهاجرا أفريقيا فقدوا وتوفي ثلاثة بعد غرق ثلاثة قوارب قبالة تونس أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى إيطاليا.

وأضاف أن خفر السواحل أنقذ 152 آخرين قبالة سواحل مدينة صفاقس في الجنوب التونسي.

وتبعد شواطئ جرجيس عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية حوالي 250 كيلومتراً، يقطعها المهاجرون خلسة في قوارب خشبية أو حتى مطاطية صغيرة.

لكن قوارب الحرّاقة (التسمية التي تطلق على المهاجرين السريين في تونس) تنطلق من أماكن أخرى على طول الشواطئ التونسية. فمن بنزرت ومن المنستير ومن صفاقس ومن جزيرة قرقنة التي لا تبعد عن لامبيدوزا أكثر من 150 كيلو متراً، ينطلق المهاجرون في رحلتهم نحو الحلم الأوروبي.

وعندما تقع حوادث الغرق داخل المياه الإقليمية التونسية، تتولى فرق من وزارة الدفاع التونسية وخفر السواحل التونسي فضلاً عن وحدات الدفاع المدني مهمة إنقاذ الأحياء وانتشال جثث الغرقى التي تُودع في المستشفيات بانتظار التعرف عليها من قبل الأهالي المكلومين.

 وبحسب إحصاءات المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وهو جماعة حقوقية تهتم بقضايا الهجرة واللجوء، السبت فإن عدد المتوفين والمفقودين في حوادث غرق قبالة السواحل التونسية وصل إلى 608، فيما أوقف خفر السواحل نحو 33 ألف شخص يحاولون الوصول لأوروبا في قوارب.

ومعروف أن عدد الأشخاص الذين يفقدون حياتهم كل عام في البحر المتوسط صادم، لكن هذا العام "في طريقه ليكون أسوأ من العام الماضي"، وفق تقرير للإذاعة الأميركية العامة "أن بي آر"، نشر في أواخر يونيو الماضي.

وتواجه تونس ضغوطا أوروبية قوية للتصدي للأعداد المتزايدة من المهاجرين انطلاقا من سواحلها. لكن الرئيس قيس سعيد قال إن تونس لن تكون حرس حدود لأوروبا.