انتشار مشترك للشرطة الأفغانية وعناصر طالبان بمحيط مطار كابول لأول مرة

موظفات أفغانيات يعدن إلى العمل بالمطار بعد أسابيع على سيطرة الحركة الإسلامية المتشددة على البلاد.
الأحد 2021/09/12
الشرطة الأفغانية في محيط مطار كابول

كابول - عادت الشرطة الأفغانية إلى الانتشار عند نقاط التفتيش في محيط مطار كابول إلى جانب قوات تابعة لطالبان، بعد اختفائها أسابيع عن الأنظار، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة الحركة الإسلامية المتشددة على البلاد.

وظهر عناصر من شرطة الحدود منتشرين في عدة نقاط تفتيش خارج المباني الرئيسية للمطار بما في ذلك صالة الرحلات الداخلية، حسبما أفاد عنصران في الشرطة الأحد.

وقال أحد أفراد الشرطة، طالبا عدم الكشف عن هويته، "عدت إلى العمل أمس (السبت) بعد أكثر من أسبوعين على بقائي في المنزل".

فيما كشف آخر "تلقيت اتصالا من أحد كبار قادة طالبان طلب مني العودة"، مضيفا "أمس (السبت) كان يوما رائعا، ونحن سعداء جدا بالخدمة مرة أخرى".

وعادت 12 موظفة أفغانية، من أصل 80، إلى العمل في مطار كابول الدولي، بعد أقل من شهر على سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.

وتعد النساء العاملات في المطار من بين قلة من النساء الأفغانيات اللواتي سُمح لهن بالعودة إلى العمل، بعدما منعت حركة طالبان معظم النساء العاملات من العودة إلى وظائفهن حتى إشعار آخر.

وشهد المطار السبت عددا من الرحلات الداخلية بين كابول وعدد من المدن الأفغانية.

وكانت الشرطة انسحبت من مواقعها خوفا من ردة فعل الحركة الإسلامية عندما اجتاحت طالبان كابول الشهر الماضي وأطاحت بالحكومة، لكن عنصرين في الجهاز الأمني قالا إنهما عادا إلى العمل السبت بعد تلقي اتصالات من قادة في طالبان.

وأعلنت حركة طالبان المتشدّدة أنّها منحت عفوا عاما لكل من عمل في الحكومة السابقة، بما في ذلك الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى.

ويشير مسؤولون في طالبان إلى أنهم يريدون دمج القوى الأخرى، لكنهم لم يوضحوا كيف سيحدث ذلك أو كيف سيتعاملون مع جهاز أمني قوامه حوالي 600 ألف عنصر.

وتعرّض مطار كابول لأضرار جسيمة خلال عملية الإجلاء لأكثر من 120 ألف شخص، التي طغت عليها الفوضى وانتهت بانسحاب القوات الأميركية في الثلاثين من أغسطس.

وتعمل حركة طالبان التي دخلت كابول بعد هزيمة القوات الحكومية في الخامس عشر من أغسطس، على إعادة تشغيل مطار العاصمة بمساعدة فنية خليجية.

وأكّد موظّف بالمطار يتولّى الأمن ويعمل لشركة خاصة، أن شرطة الحدود منتشرة حول المطار منذ السبت، قائلا "إنهم يتشاركون مهام الأمن مع طالبان".

واستأنفت شركة طيران أفغانية رحلاتها الداخلية الأسبوع الماضي، بينما من المتوقع أن تبدأ الخطوط الجوية الباكستانية الدولية رحلاتها من إسلام أباد إلى كابول في الأيام المقبلة.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بلاده ستواصل العمل مع حلفائها لإخراج جميع من يريدون مغادرة أفغانستان.

وأضاف أوستن في مقابلة مع شبكة "سي.أن.أن" أن جهود بلاده لمساعدة المتعاونين الأفغان لم تنته، لافتا إلى أن الخارجية تعمل جاهدة على مغادرة المزيد من الطائرات أفغانستان.