انتخاب يحيى السنوار رئيسا لحركة حماس لولاية ثانية في غزة

غزة - أعادت حركة حماس الإسلامية الأربعاء انتخاب يحيى السنوار رئيسا للحركة في قطاع غزة لولاية ثانية في انتخابات داخلية، بعد صراع مرير على زعامة الحركة الذي كشف حجم التباينات والانقسامات الداخلية.
وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة إن الانتخابات "عكست موقع ومكانة الحركة في الخارطة السياسية الفلسطينية، كشريك في قيادة المشروع الوطني".
وشهدت الانتخابات منافسة شديدة بين السنوار ونزار عوض الله، أحد قادة الحركة البارزين في القطاع.
وقال عوض الله في بيان أصدره عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات، "أبارك للأخ أبوإبراهيم، يحيى السنوار، ثقة إخوانه باختياره لحمل راية الحركة للدورة القادمة، وقد كان نِعم القائد في حمل الراية للدورة السابقة، وتقدم بها لتحقيق أهدافها".
وأضاف "نؤكد أننا نقف مع الأخ أبوإبراهيم، وقيادة الحركة، ونقف إلى جواره في كل موقع وموقف لتحقيق أهداف مشروعنا وحركتنا".
وهذه المرة الثانية على التوالي، التي يترأس فيها السنوار حركة "حماس" بغزة، حيث انتخب عام 2017 لهذا المنصب.
وانطلقت الشهر الماضي انتخابات حماس الداخلية على أن تمر بعدة مراحل سرية، من ممثلي المناطق إلى مجلس شورى الحركة الذي يتولى بدوره انتخاب أعضاء المكتب السياسي للحركة.
وانتقد مسؤول في حركة حماس الاثنين انتخابات الحركة الداخلية وغياب مبدأ المساواة، في سابقة تعد نادرة على مستوى الحركة.
وقال النائب عن حماس في المجلس التشريعي يحيى موسى إن "الانتخابات الفصائلية تفتقد إلى النزاهة والشفافية، وذلك بسبب غياب مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الأعضاء، وعدم حيادية المؤسسة أو بعض أجزائها".
وفي إشارة انتقاد صريحة لانتخابات حماس، طالب موسى بـ"دمقرطة كاملة للحركة، من حيث حق الترشح والدعاية وتقديم البرامج وتشكيل القوائم والتحالفات الانتخابية والنشر والاعتراض والطعون".
كما طالب حماس بـ"الانتقال إلى تبني فكرة المؤتمر العام والذي يمثل الجمعية العمومية للحركة، وأن يتم تصعيد أعضاء المؤتمر عن طريق قطاعات الحركة المتنوعة، وتحديد نسبة كل قطاع في المؤتمر العام".
يأتي ذلك فيما تحدثت أوساط إعلامية في حركة حماس عن مفاجأة شهدتها نتائج انتخابات المرحلة الأولى لرئاسة الحركة في قطاع غزة، التي بدأت منتصف الشهر الماضي.
وكان مصدر في "حماس" كشف منتصف شهر يناير الماضي عن توافقات داخلية بشأن حسم المناصب القيادية في انتخابات الحركة.
وبحسب المصدر، فإن رئاسة المكتب السياسي يتنافس عليها ثلاثة مرشحين، هم رئيس المكتب السياسي الحالي إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري ورئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل.
وكان هنية قائد حماس سابقا في قطاع غزة انتخب رئيسا للمكتب السياسي عام 2007 خلفا لمشعل الذي امتنع عن الترشح في حينه، بحسب قوانين ولوائح الحركة الداخلية التي تمنع ترشحه لولاية ثالثة.
لكن مشعل عاد بقوة في صورة الدورة الجديدة لانتخابات حماس وشكل منافسا بارزا لهنية، علما أن كلاهما يقيمان في قطر مع عدد من قيادات حماس في الخارج.
وكشف المصدر أن توافقات مسبقة تمت، لاسيما بين قيادات حماس في قطاع غزة والضفة الغربية، تقضي بانتخاب هنية لدورة ثانية في رئاسة المكتب السياسي للحركة.
وأوضح أنه سيتم في المقابل إسناد قيادة حماس في الخارج إلى مشعل واستمرار العاروري في الإشراف على الحركة في الضفة الغربية، وبالتالي استمراره في منصب نائب رئيس المكتب السياسي وفق النظام الداخلي للحركة.
وتتطلع حماس إلى تسريع إنجاز انتخاباتها الداخلية سعيا للتفرغ للتحضير لخوض الانتخابات التشريعية، التي أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل شهر مرسوما بإجرائها في 22 مايو المقبل.
ولم تحدد حماس موقفا رسميا من احتمال خوضها الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 31 يوليو المقبل، علما أن الحركة فازت بغالبية مقاعد آخر انتخابات للمجلس التشريعي عام 2006.