انتخابات مصيرية تضع بريطانيا على أعتاب تحول سياسي جديد

محلل بريطاني: إذا فاز حزب العمال في انتخابات 2024، سيخرج كير ستارمر رئيس الوزراء الجديد المفترض، في اتجاه مختلف للغاية.
الخميس 2024/05/30
"التغيير القادم"

لندن - تستعد بريطانيا لإجراء انتخابات عامة ستكون نتائجها مصيرية وحاسمة وستضع المملكة المتحدة حتما على أعتاب تحول سياسي جديد على ضوء هزات عنيفة سياسية واقتصادية عرفها حزب المحافظين الذي يهيمن على الحكم منذ ما يزيد عن عقد، استفاد منها حزب العمال المعارض الساعي لاستعادة السلطة وحولها لمكاسب سياسية مستثمرا حالة الغضب الشعبي من الأداء السياسي للحكومات المحافظة المتعاقبة.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات في 4 يوليو القادم، بينما يتوقع أن ترسم خارطة سياسية جديدة للمملكة المتحدة في حال فاز فيها حزب العمال المنافس التقليدي لحزب المحافظين.

وتشير أحدث نتائج استطلاعات الرأي إلى أن حزب  العمال بزعامة كير ستارمر سيحصل في المتوسط على 45 في المئة من نوايا التصويت، مقابل 23 في المئة لحزب المحافظين.

ويسعى حزب ستارمر للاستفادة من سخط الرأي العام على المحافظين الذين تولى خمسة منهم رئاسة الوزراء منذ عام 2016، وسط سلسلة من الفضائح والمشاكل الاقتصادية.

وأعلن نحو 129 نائبا حتى الآن أنهم لن يترشحوا لإعادة انتخابهم، من بينهم 77 محافظا، وهو ما يمثل خروجا غير مسبوق لبرلمانيي الحزب الحاكم.

ودخل حل مجلس العموم (البرلمان) حيز التنفيذ رسميا الخميس، فيما ترجح استطلاعات الرأي أن يحقق العماليون فوزا على حزب المحافظين الحاكم ليشكل بذلك تحولا كبيرا في المشهد السياسي البريطاني، حسب مراقبون.

وتساءل المحلل السياسي البريطاني بيتر كيلنر الباحث في مركز كارنيجي أوروبا التابع لمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "هل ستسعى حكومة حزب العمال إلى تغيير مكانة بريطانيا في أوروبا والعالم، بعد ثماني سنوات من تصويت المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي وبعد سنتين من غزو روسيا لأوكرانيا وبعد ثمانية أشهر من اندلاع الحرب في غزة."

وقال إنه في حال فاز حزب العمال في انتخابات 2024، سيخرج كير ستارمر، رئيس الوزراء الجديد المفترض، في اتجاه مختلف للغاية. لقد استعاد بقوة السيطرة على الحزب من جناحه اليساري وقام بالقضاء على معاداة السامية من صفوف الحزب وطرد كوربن.

وتابع أن بريطانيا ستظل تحت قيادته قوة نووية وعضوا نشطا في الناتو. وستستمر في تقديم المساعدات لأوكرانيا، مشيرا إلى أنه "سيكون رابع زعيم حذر وغير مبهر من يسار الوسط في السنوات القلائل الماضية يتولى السلطة بعد حكام من اليمين، بعد انتصارات جو بايدن في الولايات المتحدة وأنتوني ألبانيزي في أستراليا وأولافشولتس في ألمانيا."

ورفع حزب العمال شعار "حان وقت التغيير" في إشارة الى ضرورة إنهاء حكم المحافظين، في حين تتضمن خطته الانتخابية رفع الاستثمار في مجال الصحة والتعليم ونسف كل مخططات حزب المحافظين.

وقال ديفيد لامي المرشح المحتمل لمنصب وزير الخارجية في حال فوز العمال، إن الواقعية التقدمية تستخدم في خدمة أهداف عادلة مثل مكافحة التغير المناخي والدفاع عن الديمقراطية وتعزيز التنمية الاقتصادية العالمية. إنه السعي وراء المثالية دون أوهام حول ما يمكن تحقيقه".

وأكد أنه يرفض التدخل الليبرالي الذي روج له توني بلير قبل 25 عاما، قائلا إن ذلك اقرار بالفشل في أفغانستان والعراق وليبيا و"أصبح يُنظر إليه كوصفة للفوضى"، مؤكدا أن حكومة العمال الجديدة "لن تكرر هذه الأخطاء".

وأجريت الانتخابات المحلية البريطانية في 2 مايو 2024 لاختيار مستشارين في 107 مجالس محلية وانتخاب 10 محافظين وعمدة لندن وعدد من المفوضين للشرطة والجريمة في إنجلترا وويلز. وكشفت النتائج عن تزايد مأزق حزب المحافظين وتراجع شعبيته في مناطق مختلفة لصالح حزب العمال.

ويرى مراقبون أن نتائج الانتخابات المحلية كانت متوقعة إضافة الى أنها معبرة عن تغير في المزاج السياسي للناخب البريطاني بما يرسم تغييرا في مواقع الأحزاب على الخارطة الانتخابية.