انتخابات الطلبة في الأردن تحافظ على المقاربة التقليدية رغم التحديثات السياسية

الإسلاميون يحصدون نصف المقاعد في مقابل غياب التيار اليساري.
الخميس 2024/05/23
نتائج منتظرة

حضرت الاعتبارات الأديوليوجية والعشائرية بقوة في انتخابات اتحاد الطلبة في الجامعة الأردنية، التي فاز التيار الإسلامي بنصف مقاعدها، ويقول مراقبون إن الاستحقاق الطلابي يعطي فكرة عن توجهات الرأي العام للانتخابات التشريعية المرتقبة.

عمان- أظهرت نتائج انتخابات اتحاد الطلبة في الجامعة الأردنية أن المزاج العام لا يزال يتمسك بالمقاربة التقليدية القائمة على البعدين الأيديولوجي والعشائري على الرغم من التحديثات السياسية التي تم إقرارها وتستهدف تعزيز الحياة المدنية الديمقراطية في المملكة، وإرساء نهج يقوم على التنافس على البرامج وليس على الولاءات.

ورصد متابعون للانتخابات التي جرت بعد انقطاع لسنوات، أن الغالبية العظمى من المقترعين اختاروا مرشحهم لاعتبارات عشائرية وأيديولوجية.

وكان للتيار الإسلامي الممثل في قائمة “أهل الهمة” النصيب الأكبر من المقاعد بحصوله على 9 مقاعد من أصل 18 مقعدا تمثل الهيئة المركزية لاتحاد الطلبة، في المقابل احتلت قائمة النشامى التي تمثل التيار الوسطي المركز الثاني في الاستحقاق بحصولها على ستة مقاعد، وحصلت قائمة الكرامة التي تمثل كتلة شبابية مستقلة على ثلاثة مقاعد.

وفشل التيار اليساري الممثل في قائمتي “التجديد” و”لنا المستقبل” في الفوز بأي من المقاعد، ما يعكس انحسارا كبيرا لهذا التيار في الأوساط الشبابية داخل الأردن.

ولم يتفاجئ الكثيرون بنتائج الانتخابات التي جرت الثلاثاء، حيث لطالما شكل اتحاد مجالس الطالبة ملعبا للإسلاميين، مع أن البعض كان يتوقع تغييرا بناء على ما حصل خلال العامين الماضيين من تحديث للمنظومة السياسية.

ويرى مراقبون أن نتائج الانتخابات الطلابية تعطي صورة استباقية عما سيجري في الانتخابات التشريعية المرتقبة، وأن على الأحزاب السياسية قراءة نتائج الاستحقاق الطلابي بشكل جيد.

وعمل التيار الإسلامي على التسويق للفوز الذي حققه في انتخابات مجالس الطلبة على أنه إنجاز عظيم، على الرغم من كون نتائجه لا تعني السيطرة على الهيئة المركزية لاتحاد الطلبة، فهو عمليا يقتسم الفوز مع قائمتي نشامى والكرامة، اللتين ليس من المستبعد أن تتحالفا.

وسارع المراقب العام الجديد لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة إلى الإعلان في وقت مبكر الأربعاء عن فوز قائمة “أهل الهمة”.

وجاء إعلانه قبل ساعات على الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات، وهو ما يظهر، وفق مراقبين، إمكانات الجماعة على مستوى مراقبة الفرز والتصويت لنحو 24 ألفا من الطلاب كانوا شاركوا في الاقتراع.ويرى مراقبون أن جماعة الإخوان تريد استغلال الفوز في الانتخابات الطلابية للتأكيد على أنها ستكون رقما صعبا في الانتخابات التشريعية المقبلة.

وكان مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، أعلن قبل يومين على الاستحقاق الطلابي عن قراره بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية.

وكشفت أوساط سياسية أن الدولة حرصت على البقاء على الحياد في الانتخابات الطلابية، ولم تسعى لاستخدام أي أدوات تأثير على النتائج.

وأكد المركز الوطني لحقوق الإنسان أن الملاحظات التي جرى تسجيلها لم تؤثر على مجريات العملية الانتخابية.

وأشاد المركز باستجابة اللجنة العليا لانتخابات مجلس اتحاد طلبة الجامعة الأردنية والأخذ بالملاحظات وتصويبها أولا بأول.

◄ نتائج الانتخابات الطلابية تعطي صورة استباقية عما سيجري في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في العاشر من سبتمبر

وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات الطلابية مهمة، حيث بلغت النسبة العامة للاقتراع 52.52 في المئة، وجاءت أعلى نسبة اقتراع في كلية علوم التأهيل بنسبة 71.25 في المئة، فيما كانت أقل نسبة اقتراع في كلية العلوم التربوية بنسبة 32.97 في المئة.

وأوضح رئيس اللجنة العليا للانتخابات زياد الحوامدة أنّ “عدد الدوائر الانتخابية بلغ 19 دائرة بواقع دائرة لكل كلية، خصص لها 93 مقعدا، إضافة إلى دائرة انتخابية عامة على مستوى الجامعة خُصّص لها 18 مقعدا، بما مجموعه 111 مقعدا”، مضيفا أنّ التصويت جرى باسم القائمة المرشحة، إذ يحق للطلبة الإدلاء بصوتين، أحدهما للقائمة المرشحة على مستوى الكلية، والآخر للقائمة المرشحة على مستوى الجامعة، على أن يكون التنافس على المقعد على أساس تحقيق العتبة التي حددتها تعليمات الانتخابات بـ8 في المئة، سواء على مستوى الكليات أو الجامعة.

ووفقا للحوامدة، فقد بلغ عدد الطلبة المرشحين 685 طالبا وطالبة، من بينهم 416 طالبا و269 طالبة، و92 منهم ترشحوا على مستوى الجامعة، و593 ترشحوا على مستوى الكليات، مشيرا إلى أن الانتخابات جرت بصورة عكست الوعي الديمقراطي الذي يتمتع به طلبة الجامعة، حيث لم تُسجَّل اعتراضات رسمية من قبل الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ.

2