انتخابات التيجراي إخفاق لآبي أحمد في توحيد "شعوب" إثيوبيا

الحكومة الاتحادية تلوح بإمكانية التدخل العسكري في وقت يتوجه سكان إقليم تيجراي إلى صناديق الاقتراع.
الجمعة 2020/09/04
إقليم تيجراي يتحدى آبي أحمد

أديس أبابا - يتوجه سكان إقليم تيجراي بشمال إثيوبيا إلى صناديق الاقتراع يوم الأربعاء المقبل في تحد للحكومة الاتحادية، التي سبق وأن قررت تأجيل الانتخابات إلى حين السيطرة على جائحة فايروس كورونا.

وتشكل الخطوة أحدث حلقة من سلسلة الصعاب التي تعترض طريق رئيس الوزراء أبي أحمد بفعل رغبة عدد كبير من زعماء الأقاليم في استعراض قوتهم قبل الانتخابات الوطنية العام المقبل.

وكانت الحكومة الاتحادية وأحزاب المعارضة الرئيسية اتفقت على تأجيل الانتخابات الوطنية والإقليمية، التي كان من المقرر إجراؤها في أغسطس، ولئن تربط الحكومة خطوة التأجيل بأزمة كورونا، بيد أن مراقبين يرون أن دوافع سياسية تكمن خلفها، لاسيما مع تراجع التأييد الشعبي للحزب الحاكم وهو ما ترجم في الاحتجاجات الدامية التي اندلعت في يوليو الماضي في إقليم أوروميا شرقي البلاد، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء.

وأعلن إقليم تيجراي، الذي كان زعماؤه يهيمنون على الإدارة السابقة، وينددون مرارا وبلهجة حادة بأبي أحمد يحدوهم أمل في استعادة نفوذهم المنحسر، عن إجراء الانتخابات على أية حال.

وقال جيتاشيو رضا، وزير الإعلام الاتحادي السابق والمتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيجراي "نعرف أن هناك تهديدا صريحا من جانب أبي بالتدخل العسكري في تيجراي وبقطع الأموال، لكننا سنمضي قدما في التصويت.. نعلم أنه ستكون هناك عواقب".

يتعرض الحزب الحاكم منذ فترة طويلة في الإقليم لضغوط من القوميين التيجراي الأشد حماسا

ولم يبد آبي أحمد أي تراجع عن خططه. وقالت متحدثة باسم مكتبه في رسالة نصية إن التصويت سيستتبع "برد دستوري".

ولم يرد المتحدث باسم البرلمان، أتو جيبرو جيبريسيلاسي، على اتصالات للتعليق، لكن تقريرا صادرا عن مجموعة الأزمات الدولية حذر الشهر الماضي من أن الجانبين يمضيان في "مسار تصادمي" وقال "إذا مضت تيجراي قدما، فإن حكومة أبي على استعداد لاعتبار أي إدارة إقليمية جديدة غير شرعية".

والتيجراي أقلية صغيرة في بلد يبلغ تعداد سكانه 110 ملايين نسمة، لكنهم كانوا يسيطرون على السلطة منذ عام 1991، عندما أطاحت الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية بدكتاتور عسكري ماركسي من السلطة. وكانت الجبهة عبارة عن ائتلاف يضم أربعة أحزاب على أسس عرقية، بينها جبهة تحرير شعب تيجراي.

وفي العام الماضي، اتحدت ثلاثة من الأحزاب الأربعة لإنشاء حزب الرخاء الجديد بزعامة أبي. وأبدى التيجراي رفضهم. وقال بعض منهم إنهم يشعرون بالاضطهاد إذ أن الكثير من المسؤولين السابقين الذين مثلوا للمحاكمة منذ تولي آبي أحمد السلطة من التيجراي.

وفي مسرح أحداث حافل بالحركة والتفاعل في جميع أنحاء إثيوبيا، يتعرض الحزب الحاكم منذ فترة طويلة في الإقليم لضغوط من القوميين التيجراي الأشد حماسا. وهناك حزب جديد يطالب علنا بانفصال التيجراي عن إثيوبيا، متعددة اللغات والتي تضم أكثر من 80 من المجموعات العرقية.

وقال الدكتور أسناك كيفالي، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية بجامعة أديس أبابا، إن هذه الفكرة مستبعدة في الوقت الراهن. وأضاف "لا توجد رغبة لدى الناس في الاستقلال... إنها فكرة تتلهى بها النخب".

وأشرف آبي أحمد على إصلاحات ديمقراطية منذ توليه السلطة قبل عامين في ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، وسعى إلى استغلال أزمة سد النهضة مع مصر والسودان لتحقيق التفاف شعبي حوله، بيد أن عمق الانقسامات العرقية والصعوبات الاقتصادية تشكلان عنصرا ضاغطا وتهددان بالإطاحة بإنجازاته.