انتخابات البحرين تحت ضربات الهجمات السيبرانية

المعارضة البحرينية تمنع من المشاركة في الاستحقاق الانتخابي.
الأحد 2022/11/13
330 مرشحًا تنافسوا للفوز بـ40 مقعدًا في مجلس النواب

المنامة - انتهت الانتخابات النيابية البحرينية في ظل مشاركة وصفتها الحكومة بـ”المعقولة”، وسط غياب لأي معارضة حقيقية مما قلّل من حدة المنافسة السياسية في المملكة.

وكانت العملية الانتخابية التي تشمل أيضا انتخابات للمجالس البلدية قد انطلقت عند الساعة الثامنة من صباح السبت واستمرت إلى غاية الثامنة مساء.

وتنافس أكثر من 330 مرشحًا من بينهم 73 امرأة للفوز بـ40 مقعدًا في مجلس النواب الذي يقدّم المشورة للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي يحكم البلاد منذ وفاة والده في مارس 1999، بينما كان عدد المرشحين في انتخابات العام 2018 الماضية 293 شخصًا من بينهم 41 امرأة.

وأدلى الناخبون البحرينيون بأصواتهم في مراكز الاقتراع في أنحاء المملكة، بعد أن مُنعت مجموعتا المعارضة الرئيسيتان وهما “الوفاق” الشيعية و”وعد” العلمانية من تقديم مرشحين على غرار الانتخابات السابقة.

موقع البرلمان البحريني تعرّض للقرصنة، وكذلك موقع وكالة الأنباء الحكومية وموقع الانتخابات الرئيسي

ويُذكر أنّه جرى حل الجمعية الأولى في 2016 والأخرى في 2017، مما دفع المعارضة إلى دعوة الناخبين لمقاطعة الانتخابات.

وهذه ثالث انتخابات منذ أحداث العام 2011 حين شهدت البحرين، الدولة الخليجية الواقعة بين السعودية وإيران، تظاهرات للمطالبة بملكية دستورية وإصلاحات سياسية أخرى.

وقال مسؤول حكومي بحريني في بيان لوكالة فرانس برس إنّ “ممارسة الحقوق السياسية في البحرين يحميها الدستور، باستثناء الحالات التي لا يتم فيها استيفاء شروط الترشيح”.

وتتضمن المتطلبات عدم وجود سجل جنائي أو عدم الانتماء إلى مجموعة تم حلها بسبب تورطها في أعمال عنف تتعارض مع النشاط السياسي المشروع، وفقا للمسؤول الذي قال أيضا إنّ “حق التصويت هو أيضًا حق دستوري، لكنه ليس التزامًا. لا أحد يعاقب على اختيار عدم التصويت”.

وتشكو البحرين من دورٍ لإيران بتحريض وتدريب جماعات معارضة بحرينية مسلحة من أجل الإطاحة بالحكومة، وجرى في وقت سابق إلقاء القبض على مجموعات بحرينية تلقت تدريبات في مناطق النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، قبل أن تتم محاكمتهم في العاصمة المنامة.

وقد تم تخصيص مراكز ليصوت فيها مصابون بفايروس كورونا من بين مراكز الاقتراع الـ55، حسبما أفادت السلطات. وتوافد الناخبون على المراكز منذ انطلاقة العملية الانتخابية، وكان بعضهم ينتظر أمام المركز قبل فتح الأبواب.

وتقول نوف إبراهيم، وهي أم لثلاثة أطفال، إن “الأجواء جيدة. ولم يدم انتظاري في الطابور أكثر من 10 دقائق تمكنت خلالها من التصويت”.

وقبل فتح أبواب مراكز الاقتراع أمام أكثر من 340 ألف ناخب مسجّل، تعرّض موقع البرلمان للقرصنة، وكذلك موقع وكالة الأنباء الحكومية وموقع الانتخابات الرئيسي.

وبينما لم تتضح الجهة التي تقف خلف عملية القرصنة، أعلنت وزارة الداخلية في تغريدة عن “استهداف مواقع إلكترونية بهدف تعطيل العملية الانتخابية وبث رسائل سلبية للتأثير عليها.. محاولات يائسة ولن تنال من عزيمة المواطنين”.

مشاركة فاعلة
مشاركة فاعلة 

وأكد وزير العدل نواف بن محمد المعاودة في منتصف النهار “لم تردنا أي مخالفات، وجميع مراكز الاقتراع تستقبل الناخبين ويسير العمل بشكل انسيابي ومرن”.

وتأتي عملية التصويت بعد أكثر من أسبوع من زيارة تاريخية قام بها البابا فرنسيس بهدف تعزيز الحوار بين الأديان، وهي الزيارة الثانية له إلى دولة خليجية بعد رحلة إلى الإمارات عام 2019.

ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الوزير المعاودة قوله خلال تفقده لسير الاقتراع “إن المواطنين البحرينيين سجلوا بحضورهم اللافت والكثيف مع انطلاق عملية التصويت في الانتخابات النيابية والبلدية اليوم مشاهد ديمقراطية غاية في الوطنية والالتزام والمسؤولية”، مشيداً بما شاهده في المراكز الانتخابية الفرعية والعامة من إقبال واسع ومتوقع من شعب البحرين كما في الانتخابات السابقة.

من جانبها أشادت رئيسة مجلس النواب البحريني فوزية بنت عبدالله زينل بالإقبال الكبير في الانتخابات النيابية والبلدية.

وقالت زينل أثناء الإدلاء بصوتها بأحد مراكز الاقتراع إن “المشاركة الفاعلة من المواطنين في الانتخابات النيابية والبلدية دليل واضح وراسخ على مواصلة التقدم للمسيرة الديمقراطية والتجربة البرلمانية لمملكة البحرين”.

وتعدّ البحرين حليفا إستراتيجياً للغرب، وقامت بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في العام 2020. كما تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأميركية مع حوالي 7800 جندي أميركي منتشرين في البلاد. وكانت بريطانيا افتتحت في أبريل 2018 في البحرين أول قاعدة عسكرية دائمة لها في الشرق الأوسط منذ عام 1971، وذلك في جنوب المنامة على أن تستضيف حوالي 300 جندي.

3