'امنستي' تتهم جهازا أمنيا في شرق ليبيا باحتجاز عشرات المعارضين

منظمة العفو الدولية تقول إن "جهاز الأمن الداخلي بتكثيف حملته القمعية ضد المنتقدين والمعارضين السياسيين في الأشهر الأخيرة.
الثلاثاء 2024/09/10
أجهزة أمن في ليبيا تواجه اتهامات بانتهاك حقوق الانسان

تونس - اتهمت منظمة العفو الدولية غير الحكومية (امنستي) الثلاثاء، قوات أمنية مسلحة في شرق ليبيا بتكثيف "الحملة القمعية ضد المنتقدين والمعارضين السياسيين في الأشهر الأخيرة" والاستفادة من "الإفلات المستحكم من العقاب على الوفيات في الحجز" وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".

وكانت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر قد نفت سابقا صحة اتهامات مشابهة صدرت عن منظمات حقوقية دولية، لكن مصادر محلية أكدت حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان وتضييقات على الأصوات المنتقدة للجيش.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي ومقتله في العام 2011، انقسمت ليبيا إلى معسكرين متناحرين، يتمثل الأول في الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والتي تتخذ في طرابلس مقرّا بقيادة عبد الحميد الدبيبة، بينما يتمثّل الثاني بسلطة تنفيذية مقابِلة يدعمها المشير خليفة حفتر الذي يسيطر على الشرق وجزء كبير من الجنوب.

وقالت المنظمة غير الحكومية إنه منذ مطلع العام "اعتقل عناصر جهاز الأمن الداخلي المدججون بالسلاح عشرات الأشخاص، بمن فيهم نساء ورجال في العقد السابع من العمر، من منازلهم أو أحيائهم أو أماكن عامة أخرى في شرق وجنوب ليبيا".

وتابعت المنظمة التي تستند إلى شهادات معتقلين سابقين وعائلات سجناء ومحامين ومدافعين عن حقوق الإنسان "نُقل المعتقلون إلى مرافق يسيطر عليها جهاز الأمن الداخلي، حيث ظلوا محتجزين تعسفيا لعدة أشهر بدون السماح لهم بالاتصال بعائلاتهم أو محاميهم. وتعرّض بعضهم للاختفاء القسري لفترات تصل إلى 10 أشهر".

وإذ نددت بغياب الإجراءات القانونية، أكدت المنظمة أنه "في أبريل ويوليو، توفي شخصان في الحجز في ظروف مريبة، بينما كانا في مركزيْ احتجاز يسيطر عليهما جهاز الأمن الداخلي في بنغازي وأجدابيا. ولم تُجرَ أي تحقيقات جنائية مستقلة ونزيهة في سبب وفاتهما، ولم يُحاسب أحد".

واتّهمت منظمة العفو الدولية "جهاز الأمن الداخلي بتكثيف حملته القمعية ضد المنتقدين والمعارضين السياسيين في الأشهر الأخيرة، بمن فيهم سياسيون ونشطاء وشعراء ومدّونون".

وقال بسام القنطار الباحث المعني بالشأن الليبي في المنظمة "إنَّ الارتفاع الحاد في الاعتقالات التعسفية والوفيات في الحجز في الأشهر الأخيرة يُبرز كيف مكّنت ثقافة الإفلات من العقاب السائدة، الجماعات المسلحة من انتهاك حق المعتقلين في الحياة بدون خوف من أي عواقب".

واعتبر أن "هذه الوفيات في الحجز تضاف إلى قائمة الفظائع التي يرتكبها جهاز الأمن الداخلي ضد أولئك الذين يجرؤون على التعبير عن آراء تنتقد القوات المسلحة العربية الليبية".

ودعت المنظمة "حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، وكذلك القوات المسلحة العربية الليبية باعتبارها سلطة الأمر الواقع في شرق وجنوب ليبيا، ضمان الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين تعسفيا لمجرد ممارستهم لحقهم في حرية التعبير".

وأضافت "كما يجب على القوات المسلحة العربية الليبية أن توقف عن العمل قادة وأعضاء جهاز الأمن الداخلي المشتبه بشكل معقول في ارتكابهم انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم يشملها القانون الدولي وذلك في انتظار إجراء تحقيقات جنائية مستقلة ومحايدة".