اليونان تعكس الهجوم الإعلامي ضد تركيا بالسخرية والتحدي

أثينا - استنفرت تقارير إعلامية يونانية وتصريحات رسمية من مسؤولين يونانيين الإعلام التركي في الأيام الأخيرة بعد حرب إعلامية كان التفوق فيها لتركيا. ويقوم مسؤولون أتراك بعكس الهجوم الإعلامي والسخرية من تركيا ورئيسها في الإعلام ما أثار جدلا واسعا.
وقال وزير التطوير والاستثمار اليوناني أدونيس جورجيادس “نضحك كل مرة نسمع فيها تهديد أردوغان ‘سنأتي فجأة ليلا’. أريد أن أبلغ أردوغان أن مقاتلات رافال وفايبر ستدمر سلاح الجو التركي إذا تجرأوا على القدوم ليلا أو بعد الظهر أو في الصباح”.
وكان جورجيادس يسخر من تصريحات سابقة للرئيس التركي أردوغان موجهة لليونان الذي قال في خطاب ألقاه من ولاية سامسون بمناسبة مهرجان الفضاء والتكنولوجيا (تكنوفيست) الذي نظمه صهره سلجوق بيرقدار، المطور والمصنع للطائرات المسيرة “قد نأتي فجأة ذات ليلة، على حين غرّة”.
ومنذ خطاب أردوغان، واصلت وسائل الإعلام التركية، بالتنسيق مع دائرة الاتصالات الرسمية في البلاد، قرع طبول الحرب. ومن بين الانتقادات الأكثر اتساقا التي أطلقها الإعلام التركي الموالي الاعتقاد بأن اليونان تعسكر بشكل غير قانوني جزرها قبالة سواحل الأناضول.
منذ خطاب أردوغان، واصلت وسائل الإعلام التركية، بالتنسيق مع دائرة الاتصالات الرسمية في البلاد، قرع طبول الحرب
واعتبر الإعلام التركي أن اليونان تواصل استهداف تركيا وقال إن التصريحات الاستفزازية لأثينا لا تنتهي.
و استنكر تصريحات جورجاديس بكامله، ووصفها بـ”الفاضحة”.
ولا تزال برامج التسلح اليونانية في قلب تغطية وسائل الإعلام التركية، حيث تحدثت قناة “هابر غلوبال” (الخبر العالمي) التركية عن التوتر على “خط أنقرة – أثينا”، مشيرة إلى تصريحات رئيس هيئة الأركان اليوناني كونستانتينوس فلوروس. وقالت “هابر غلوبال” “أرسل فلوروس رسائل استفزازية إلى تركيا، أعرب فيها بشكل أساسي عن تهديدات بالحرب. وذكر أنهم مستعدون لمواجهة أي تدخل خارجي وأكد السيادة لنا”.
كما قامت وسائل الإعلام التركية الموالية للسلطة بتضخيم الملاحظات العدوانية للمسؤولين اليونانيين.
كما قامت وسائل الإعلام باستهداف حكومة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس وقالت إن “اليونان دخلت في سباق تسلح ضد تركيا”.
وتؤكد تقارير إعلامية أن “اليونان تسلح نفسها بمستويات يبدو أنها تستعد للحرب. والآن تطالب بمقاتلات إف – 35 من الولايات المتحدة وتشتري طائرات رافال وفرقاطات من فرنسا”.
تقارير إعلامية تؤكد أن اليونان تسلح نفسها بمستويات يبدو أنها تستعد للحرب
وتعترف وسائل إعلام تركية بأن اليونان اكتسبت تفوقا جويا، ولهذا السبب تجري تركيا حاليا محادثات لاستقبال ما يصل إلى 48 مقاتلة يوروفايتر من المملكة المتحدة. وقال صحافي إن اليونان “تسخر من تركيا لأنها طورت بشكل كبير قوتها الجوية”.
وتسابق أثينا الزمن لاستنساخ تجربة دائرة الاتصالات بالرئاسة التركية، في البلاد، كخطوة للرد على أطروحات أنقرة وممارسة الدعاية ضدها على الصعيد الدولي. وبعد نجاح “نموذج الاتصال التركي” الذي نفذت فيه إدارة الاتصالات في الرئاسة مناورات إعلامية دولية لشرح أطروحات تركيا للعالم، اتخذت اليونان الإجراءات اللازمة.
وقرّرت اليونان إنشاء رئاسة اتصالات تعمل كجدار ضد تركيا وقد بدأ تنفيذ العملية بسرعة.
وأدرك الجانب اليوناني أن هناك قصورا كبيرا في الإدارة التواصلية للأزمات في العامين الماضيين.
وكانت الرسالة الرئيسية للاجتماع الذي عقد سبتمبر الماضي برئاسة ميتسوتاكيس هي “توجيه هجوم اليونان المضاد المستمر في مواجهة جهود الاتصالات التركية، التي اكتسبت ديناميكية كبيرة على مستويات عديدة”.
ولا يبدو الصراع بين اليونان وتركيا ممكنا فحسب، بل محتملا أيضا.