اليونان تأمل في تعويض ما ضاع من الموسم السياحي

المسافرون القادمون إلى اليونان يتلقون رمزا شريطيا قابلا للمسح يحدد ما إذا كان يجب فحصهم عند الوصول.
الأحد 2020/07/05
مرحبا بكم بعد الإجراءات الصحية

كورفو (اليونان) - أصبحت اليونان مستعدة لاستقبال السياح في جزرها، الأربعاء للمرة الأولى منذ أشهر، وتسارع حثيثة لإنقاذ موسم سياحي دمّرته جائحة كورونا.

تنتظر شركة “فرابورت” المشغلة للمطارات وصول أكثر من 100 رحلة جوية من دول الاتحاد الأوروبي ومن مجموعة مختارة من الدول غير الأعضاء في الاتحاد، إلى 14 مطارا إقليميا بما في ذلك كورفو وسانتوريني وميكونوس ورودس وكريت.

ومن المقرر أن تستأنف الرحلات الآتية من بريطانيا، إحدى أكثر أسواق السفر المربحة، في 15 يوليو الجاري على أقرب تقدير وذلك تماشيا مع توصيات الاتحاد الأوروبي. والأمر نفسه ينطبق على الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والسويد.

وقد أوقفت اليونان معظم رحلاتها الجوية قبل ثلاثة أشهر كجزء من القيود التي تهدف إلى وقف انتشار فايروس كورونا لكن تلك الإجراءات أدت إلى انخفاض عائدات هذا القطاع.

وتستقبل المطارات اليونانية كلها الآن رحلات دولية، وستستقبل موانئ باتراس وإيغومنيتسا العبّارات من إيطاليا من جديد.

وتأمل جزيرة كورفو اليونانية الواقعة وسط مياه البحر الأيوني اللازوردية في تعويض “الوقت الضائع” مع وصول حوالي عشرين طائرة سياحية الأربعاء في اليوم الأول من إعادة فتح كل مطارات اليونان أمام الرحلات الدولية.

بين واجهات مبان باللونين الأمغر والوردي، مصممة على طريقة المعمار في البندقية والغارقة تحت أشعة الشمس، أبقى يانيس فندقه الصغير الذي يضم 16 غرفة ومتجرا للهدايا التذكارية مفتوحا لأنه ما زال لديه “1 في المئة من الأمل” في رؤية السياح يتوافدون قريبا “وتعويض الوقت الضائع”.

وأعلن مطار كورفو الأربعاء عن وصول 17 رحلة طيران من ألمانيا وأيرلندا والنمسا وسويسرا خصوصا، ويأمل خبراء السياحة في أن تكون محملة بالمسافرين.

وقالت أميليا فلاتشو التي تدير متجر مجوهرات في الجزيرة “نحن متفائلون بشأن الرحلات التي ستصل إلى كورفو بأشخاص من كل مكان، على الأقل بحسب الإحصاءات”.

وأضافت “سيكون لدينا سياح رغم أن عددهم لن يكون قابلا للمقارنة بالسنوات السابقة”.

ووصلت أكثر من 3200 رحلة دولية في العام 2019 إلى كورفو، واكتظت بشكل أساسي بالبريطانيين والألمان والبولنديين والإيطاليين.

لكن هذا العام، بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق، بدأت اليونان التي لم تتأثر بشدة بالوباء، موسمها السياحي في 15 يونيو الماضي كما أعادت فتح كل مطاراتها الأربعاء بالإضافة إلى روابطها البحرية مع إيطاليا المجاورة. لكن البريطانيين، السياح الرئيسيين للجزيرة، لن يسمح لهم بالسفر إلى كورفو قبل أسبوعين.

خطوات حثيثة لإنقاذ موسم سياحي دمّرته جائحة كورونا
خطوات حثيثة لإنقاذ موسم سياحي دمّرته جائحة كورونا

ويتعين على المسافرين القادمين إلى اليونان إكمال استبيان عبر الإنترنت قبل 48 ساعة من وصولهم وسيتلقون رمزا شريطيا قابلا للمسح يحدد ما إذا كان يجب فحصهم عند الوصول.

حتى الآن “كان هناك الكثير من الارتباك” في الرسائل التي أرسلتها الحكومة اليونانية إلى السياح وفق يانيس الذي أضاف “لا يأتي الناس ليقيموا 14 يوما في الحجر الصحي”.

ولا يفرض يانيس فندقه المتواضع رسوم إلغاء. ويشرح “وضعت نفسي مكان الزبائن”. فمع الكثير من عدم اليقين والارتباك “أنت تلغي الحجز ولا تدفع شيئا” كما قال يانيس الذي “ما زال غير متأكد” ما إذا كان أولئك الذين حجزوا اعتبارا من 20 يوليو سيأتون أم لا؟

كوجان دراغوس هو “السائح الأول” في فندقه. جاء من رومانيا بالسيارة مع زوجته وابنته وقال “الفندق بكامله تحت تصرفنا”.

وتابع “إنه فارغ ولا يوجد سائح واحد كما أن المطاعم والمحلات مغلقة. إنه أمر محزن” آملا في الحصول على القليل من الحركة مع وصول السياح.

على شاطئ غليفادا، وضعت كراسي الاسترخاء والمظلات التي ما زالت مغلقة حتى الآن وفقا للمسافة المحددة. ويبدو أن هناك زبائن يونانيين فقط في الوقت الراهن.

وأقرت المواطنة اليونانية أرشودولا سوتيروبولو “جئنا قبل وصولهم، نحن نحب كورفو من دون سياح.. نحن نحب السياح لكننا نخشى أن تسجّل إصابات إضافية بالفايروس”.

وقال السائح الروماني ميخائيل دياسيوف الذي وصل برفقة عشرين من الأصدقاء والأقارب في ست سيارات ودراجة نارية “عند النظر إلى الأعداد، يتبين أن اليونان آمنة”.

بالطبع مقارنة برومانيا، اليونانيون “أكثر ارتياحا” وفقا لطبيب الأسنان هذا، لكن “اليونان رائعة؛ نأكل جيدا والطقس جميل والبحر رائع”.

إلا أن اليونان “أكثر من بحر وشمس.. إنها حالة نفسية” كما أعلنت الحكومة اليونانية في حملتها لإعادة إطلاق السياحة التي تمثل ربع الناتج المحلي الإجمالي اليوناني.

وأضاف يانيس، “نحن نحتاج إلى دعم حكومتنا.. إنها تدعم الكبار فقط وتترك الصغار يموتون”.

16