اليوم العالمي للملكية الفكرية يسلط الضوء على أدوار النساء

رغم أهمية قضية الملكية الفكرية التي تعتبر ركنا أساسيا في دعم الابتكار والإبداع، فإنها لا تزال على المستوى العربي محتشمة، لكن بعض الدول وخاصة منها الخليجية تقدمت أشواطا كبيرة في دعم هذا المجال وترسيخه سواء عبر التحسيس والفعاليات والدراسات أو من خلال التشريعات، وهو ما يساهم في حماية الأفكار وبالتالي ازدهارها.
القاهرة - أكدت جامعة الدول العربية حرصها على النهوض بأوضاع المرأة في المنطقة العربية ومناهضة جميع أشكال العنف والتمييز ضدها، مشيرة إلى أن نساء المنطقة العربية أحرزن تقدما ملحوظا في مجال الابتكار وريادة الأعمال وذلك وفق تصنيفات دولية وإقليمية.
وجاء ذلك في بيان أصدرته الجامعة العربية بمناسبة “اليوم العالمي للملكية الفكرية” الذي يوافق السادس والعشرين من أبريل من كل عام، ويقام هذا العام تحت شعار “النساء والملكية الفكرية: تسريع الابتكار والإبداع” احتفاء بالنساء المبدعات ورائدات الأعمال ودعم ابتكاراتهن وإبداعاتهن للمساهمة في بناء اقتصاد معرفي مستدام في جميع أنحاء العالم.
في عام 2023 يحتفل العالم بإرادة ومواقف المخترعات والمبدعات ورائدات الأعمال في جميع أنحاء العالم وعملهن الرائد. إذ تتميز النساء في جميع مناطق العالم بخيالهن وإبداعهن وعملهن الجاد، ولكنهن غالبا ما يواجهن تحديات كبيرة في الوصول إلى المعارف والمهارات والموارد وسبل الدعم التي يحتجنها للازدهار.
واحتفالا باليوم العالمي للملكية الفكرية لعام 2023 تشارك شخصيات ملهمة من جميع أنحاء العالم رسائل دعم للمخترعات والمبدعات ورائدات الأعمال، لإبراز كيف سننتفع جميعا بانضمام المزيد من النساء إلى عالم الملكية الفكرية. فلنعمل معا لضمان استخدام المزيد من النساء لنظام الملكية الفكرية والاستفادة منه.
وأشارت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى أنها تولي قضايا تمكين النساء في المنطقة العربية أهمية كبيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى سعيها لتضافر الجهود نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في إطار تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وذلك من خلال تبني العديد من المبادرات والقرارات. ونوهت في هذا الصدد إلى تخصيص عدد من الجوائز للنساء العاملات في مجال الابتكار والبحث العلمي إقليميا ودوليا، كون المرأة تشكل أحد أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية.
النساء والملكية الفكرية
وأكد بيان الجامعة أنه يُحتفَى هذا العام بالنساء المبدعات ورائدات الأعمال دعما لابتكاراتهن وإبداعاتهن للمساهمة في بناء اقتصاد معرفي مستدام في جميع أنحاء العالم، لأن المرأة مساوية للرجل وهي تستحق امتلاك الوسائل التي تمكنها من الابتكار وإنتاج المعارف التقليدية بهدف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأضاف البيان “رغم أن النساء يشكلن نصف سكان العالم، إلا أن لديهن بعض التحديات التي تواجههن في الاستفادة من نظام الملكية الفكرية، لذلك فإن الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية 2023 يعتبر فرصة من أجل تشجيع النساء على الاستخدام الأمثل لنظام الملكية الفكرية لحماية إبداعاتهن وتحقيق التكافؤ بين الجنسين في مجال الملكية الفكرية وإطلاق العنان لهن لتقديم المزيد من الإبداعات في جميع أنحاء العالم”.
وبالفعل أحرزت نساء المنطقة العربية تقدما ملحوظا في مجال الابتكار وريادة الأعمال وذلك وفقا لبعض التصنيفات الدولية والإقليمية. وبما أن المرأة هي أحد أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية خصصت جامعة الدول العربية عددا من الجوائز للنساء العاملات في مجال الابتكار والبحث العلمي إقليميا ودوليا.
وتعمل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على النهوض بأوضاع المرأة في المنطقة العربية. وبمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية قدمت الأمانة التهنئة لجميع المسؤولين الحكوميين عن مكاتب الملكية الفكرية في الدول العربية ولاسيما النساء العاملات في هذه المكاتب.
وقد ظلت جامعة الدول العربية تعمل على التنسيق والتعاون بين الدول العربية في مجال الملكية الفكرية، بما يخدم مصالح المنطقة العربية لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي منذ عام 2000 ومنذ توقيع مذكرة التفاهم مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، والتي أثمرت خلال اثنين وعشرين عاما عددا كبيرا من الإنجازات والمشاريع المشتركة لتحقيق الصالح العربي في مجال الملكية الفكرية.
◙ النساء يتميزن بخيالهن وإبداعهن وعملهن الجاد لكنهن يواجهن تحديات في الوصول إلى المعارف والمهارات
وعلى المستوى العربي هناك العديد من البلدان التي تسعى إلى المزيد من تحقيق المكاسب في ما يتعلق بالملكية الفكرية، سواء عبر الفعاليات الثقافية والفكرية والفنية والملتقيات والمحاضرات أو عبر التشريعات، واعتبار موضوع الملكية الفكرية ليس حكرا على قطاع ثقافي أو علمي فقط بل هو مسؤولية الجميع.
تعتبر التجربة السعودية مميزة في الحفاظ على الملكية الفكرية وتدعيمها. وتشارك المملكة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية، وذلك بهدف توعية المجتمع بالملكية الفكرية، والاطلاع على الدور الذي تلعبه حقوق الملكية الفكرية في تشجيع الإبداع وتعزيز الابتكار القائم عليها، حيث تحتفي الهيئة السعودية للملكية الفكرية بهذا اليوم في هذا العام بحملة توعوية في مختلف مناطق المملكة تحت شعار “المرأة والملكية الفكرية: تسريع الابتكار والإبداع”.
وتؤكد الهيئة حرصها على تمكين منظومة حيوية للملكية الفكرية محليا وعالميا، وفق ركائز تعمل على تحقيق التميز في عمليات الملكية الفكرية وتعظيمها وتحسين احترامها، إضافة إلى تعزيز التأثير الدولي وقيادة المنظومة وتطوير التميز المؤسسي، التي من شأنها أن تسهم في دعم المجتمع المعرفي، ودعم الابتكار والإبداع، وتوفير بيئة محفزة تحمي هذا النتاج البشري الإبداعي، وتعزيز الوعي بأهمية حقوق الملكية الفكرية بين أفراد المجتمع السعودي.
السعودية والإمارات
بينت الهيئة أن المملكة قدمت إلى العالم صورة مضيئة للمرأة السعودية، التي تم تمكينها ودعمها من خلال رؤية المملكة 2030، إذ تمثل المرأة السعودية أحد مكامن القوة في الوطن، ومكونا مهما في ثروة المملكة البشرية، حيث أن الابتكار والإبداع من أهم عوامل دعم النمو الاقتصادي في السعودية والمرأة أساس لتوليد الإبداعات والابتكارات في مختلف مجالات الملكية الفكرية.
ويذكر أن المملكة انضمت إلى المنظمة العالمية للملكية الفكرية كعضو عام 1982، وتشترك الهيئة السعودية للملكية الفكرية بعضويتها لمواكبة المستجدات في مجالات الملكية الفكرية المختلفة، مما ينعكس مردودا إيجابيا على أنشطة الملكية الفكرية في المملكة.
وبدورها تعتبر الإمارات من أبرز الدول العربية التي تُبدي اهتماما كبيرا بالملكية الفكرية التي جعلت منها رهانا مشتركا بين كل القطاعات في الدولة من بينها شرطة أبوظبي. وتحتفي القيادة العامة لشرطة أبوظبي بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية لافتة إلى تنفيذ عدة مبادرات ضمن الاهتمام بالملكية الفكرية خلال العام الجاري استكمالا لجهودها في تبني الممارسات الحديثة في برامجها التطويرية.
وأكد اللواء ثاني بطي الشامسي، مدير أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية، الحرص على الارتقاء بقدرات ومهارات العاملين في المجالات التخصصية الحديثة تماشيا مع الإستراتيجيات الحكومية للارتقاء بالعمل المؤسسي وتحقيق الاستدامة في الاستثمار الأمثل في الموارد البشرية. وأشار إلى الجهود المستمرة في تعزيز ثقافة الابتكار والإبداع بين المنتسبين وتحفيزهم على تقديم الأفكار التي تسهم في الارتقاء بالعمل، وضمان حقوقهم في براءات الاختراع والمصنفات الفكرية.
وقالت المقدم مريم محمد راشد، من أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية ورئيسة فريق ثقافة الملكية الفكرية، إن المبادرات التي سيتم تنفيذها خلال العام الجاري تتضمن عقد دورة تخصصية حول إدارة الملكية الفكرية في المؤسسات وملتقى افتراضيا لمناقشة دور الملكية الفكرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بمشاركة متحدثين محليين ودوليين، إلى جانب عدة فعاليات تركز على نشر ثقافة الملكية الفكرية وتطوير مهارات وقدرات العاملين والمشاركة في شهر الابتكار الذي يأتي تحت شعار “الإمارات تبتكر”.
وذكرت أن القيادة العامة لشرطة أبوظبي نفذت عدة ملتقيات وجلسات معرفية ودورات تخصصية شارك فيها ما يقارب أربعة آلاف موظف من مختلف الوحدات التنظيمية وبمشاركة من الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة وعدة منتسبين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقطاعات العاملة في مصر والجزائر والأردن.
بدورها نظمت جمارك دبي في مطلع العام الحالي جائزة الملكية الفكرية للمدارس والجامعات 2023، حيث خصصت إدارة حماية حقوق الملكية الفكرية جائزة هذا العام للمشاريع التي يعدها طلبة المدارس والجامعات لتصميم تطبيق ذكي أو ابتكار يعمل كمنصة تدريبية وأداة تواصل مع المجتمع وذلك للتوعية والتثقيف في مجال الملكية الفكرية، بالإضافة إلى تحديد محتوى التطبيق الذكي والمعايير والأساسيات التي يتضمنها. ويساهم ذلك في ترسيخ ثقافة الملكية الفكرية منذ سن مبكرة ما يحفز على خلق بيئة ابتكار وإبداع هامة.