اليمين الأميركي يشن حملة شرسة على حارسات ترامب

جهاز الخدمة السرية المكلف بحماية الشخصيات السياسة الأميركية البارزة يجد نفسه في مرمى تعليقات تمييز على أساس النوع الاجتماعي ومساءلة لسياسة التوظيف وفق مبادئ "التنوع والإنصاف والشمول".
الأربعاء 2024/07/17
المحافظون يشككون في كفاءة عميلات جهاز الخدمة السرية لحماية الشخصيات السياسة

واشنطن - بعد محاولة الاغتيال التي تعرّض لها دونالد ترامب المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية خلال تجمّع انتخابي في بنسيلفانيا، شن اليمين الأميركي المحافظ المتشدد هجوما على نساء جهاز الخدمة السرية المسؤولات عن حماية الرئيس الأميركي السابق.

ويجد جهاز الخدمة السرية المكلف بحماية الشخصيات السياسة الأميركية البارزة، نفسه ليس فقط في مرمى المنتقدين المتسائلين عن كيفية تواجد مطلق للنار على مسافة قريبة جدا من ترامب، لكن أيضا في مرمى تعليقات تمييز على أساس النوع الاجتماعي ومساءلة لسياسة التوظيف وفق مبادئ "التنوع والإنصاف والشمول".

وحين استُهدف المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب خلال تجمّع في فضاء عام السبت، هرعت عدة نساء بملابس سوداء ونظارات سوداء يضعها بالعادة عناصر الخدمة السرية، لحماية ترامب وإجلائه.

وكتب الناشط اليميني مات وولش في منشور على إكس "لا يجب أن يكون هناك أي امرأة في جهاز الخدمة السرية. من المفترض أن يكون هؤلاء العملاء هم الأفضل على الإطلاق، وأفضل الأشخاص في هذه الوظيفة ليسوا نساء".

من جهته، قال عضو الكونغرس الجمهوري تيم بورتشيت على المنصة نفسها بسخرية "لا أعتقد أن تعيين موظفة من شركة بيبسي وفق مبادئ التنوع والإنصاف والشمول في منصب رئيسة لجهاز الخدمة السرية، فكرة سيئة".

وكان يشير في منشوره إلى مديرة الجهاز كيمبرلي تشيتل - وهي ثاني امرأة توكل هذا المنصب - التي أشرفت على الأمن في شركة "بيبسيكو" لسنوات قبل أن تعود إلى الوكالة الفدرالية حيث عملت 30 سنة تقريبًا.

ويسعى جهاز الخدمة السرية الذي فتح مجالا لتوظيف النساء في العام 1971، إلى أن يُشكّلن 30 بالمئة من عناصره بحلول العام 2030، حسب ما قالت شبكة "سي بي إس نيوز" العام الماضي.

وقالت حينها تشيتل "أنا حريصة جدا على ضمان أن نجذب مرشحين متنوعين وضمان تطوير ومنح فرص للجميع في القوى العاملة لدينا وخصوصا للنساء".

ولم يتردد اليمين المحافظ المتشدد في استخدام هذا المقتطف للتنديد بثقافة الـ"ووك" أي اليقظة حيال الإساءات العنصرية والتمييز)" في التوظيف.

وفي منشور على إكس شوهد أكثر من عشرة ملايين مرّة منذ نشره، قال حساب "ليبز أوف تيك توك" المحافظ الشهير "نتيجة سياسة التنوع والإنصاف والشمول: مقتل شخص".

وقد قُتل أحد الأشخاص الموجودين في موقع التجمّع الانتخابي، بينما أصيب اثنان من الحاضرين بجروح بالغة، فيما قُتل المشتبه به.

وبعد مقتل الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد خلال توقيفه من قبل الشرطة في مايو 2020، عمدت أقسام الموارد البشرية في الولايات المتحدة إلى تسريع تنويع شروط التوظيف.

غير أن المحافظين كثفوا انتقاداتهم في الأشهر الأخيرة، مؤكدين أن هذه الممارسات "تعود بالضرر" على الرجال البيض.

وعلى رأس هؤلاء السناتور عن ولاية أوهايو جاي دي فانس الذي رشحه ترامب لمنصب نائب رئيس في حال فاز في الاقتراع المقرر في نوفمبر وقد قدّم في يونيو مشروع قانون لإلغاء برامج "التنوع والإنصاف والشمول" من الحكومة الفدرالية.

وكتب حينها على إكس أن هذه البرامج هي "عنصرية بكل وضوح وبساطة"، مضيفا "لقد حان وقت حظرها على المستوى الوطني بدء من الحكومة الفدرالية".

وفي مايو، انتُقدت عملية التوظيف في جهاز الخدمة السرية بعدما أطلق الكونغرس تحقيقا في حادث مرتبط بعميلة أمنية لنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس.

وأعرب حينها العضو الجمهوري في الكونغرس عن ولاية كنتاكي جيمس كومر في رسالة لكيمبرلي تشيتل، عن قلقه بشأن توظيف هذه العميلة ودعا إلى التحقق من خلفيتها. وقال إن نقص الموظفين "دفع الوكالة إلى خفض معاييرها الصارمة للتوظيف في إطار جهود التنوع والإنصاف والشمول".

وردا ذلك، قال المتحدث باسم الوكالة أنتوني غولييلمي للصحافة الأميركية إن عملاء جهاز الخدمة السرية يوظفون وفقا "لأعلى المعايير المهنية ولم تقم الوكالة أبدا بخفض هذه المعايير".

وتجاهلت تشيتل الدعوات المطالبة باستقالتها. وقالت الوكالة إنها ستشارك "بشكل كامل" في التحقيق المستقل الذي طلبه الرئيس جو بايدن، بينما من المتوقع أن يستمع إليها الكونغرس في 22 يوليو، بحسب كومر.

من جهته، قال بايدن إنه يشعر "بالأمان" مع عملاء الخدمة السرية، مقرّا مع ذلك بأن السؤال يبقى "مفتوحا" حول استباق حدوث محاولة اغتيال ترامب.

وفي أول ظهور علني له في مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي الاثنين، بدا ترامب محاطا بعملاء ذكور. وكتب المعلق المحافظ روغان أوهاندلي على إكس "هكذا تتم حماية الرؤساء".