اليمن الثالث عالميا في مدى انتشار الكوليرا بين سكانه

عدن– أصبح اليمن من بين البلدان الثلاثة في العالم من حيث عدد الإصابات المسجلة بين سكانه بمرض الكوليرا، وذلك في مظهر على تردي الوضع الصحي وخطورته في البلد الذي لا يمتلك ما يكفي من الوسائل المادية والبشرية لحماية سكانه من الأوبئة الفتّاكة.
ووضعت إحصائية جديدة لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة اليمن في المرتبة الثالثة عالميا من حيث عدد الإصابات بمرض الكوليرا جراء تزايد عدد الحالات المسجلة منذ مطلع العام الجاري.
وقالت المنظمة في أحدث تقرير لها بشأن تفشي الكوليرا إن اليمن يعد ثالث أكبر دولة في تفشي الوباء على مستوى العالم بعد كل من جنوب السودان بحوالي أحد عشر ألف إصابة وأفغانستان بأكثر من ستة آلاف وثلاثمئة إصابة.
وأشار التقرير أنه تم الإبلاغ عن ستة آلاف ومئة وعشر إصابات في عموم أنحاء اليمن وأربع وفيات مرتبطة بالوباء في شهر يناير الماضي.
وتابع التقرير أن عدد الإصابات والوفيات المُبلّغ عنها في الشهر المذكور مثلت انخفاضا مقارنة بشهر ديسمبر الذي قبله محذّرة من أنّه “على الرغم من الاتجاه التنازلي لا يزال يتم الإبلاغ عن أكثر من ألف حالة كل أسبوع”.
وأشارت الصحة العالمية إلى أن محافظة الحديدة بغرب اليمن وحجة وعمران بشماله وتعز بجنوبه الغربي تصدرت قائمة المحافظات في عدد حالات الإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد، تليها محافظة ذمار وإب جنوبي العاصمة صنعاء، بينما سجلت محافظة شبوة جنوبا وحضرموت والمهرة شرقا وأرخبيل سقطرى قبالة خليج عدن العدد الأقل في حالات الإصابة بالكوليرا.
وسجلّ اليمن خلال السنوات الأخيرة عودة أمراض وأوبئة كانت في فترات سابقة في حكم المنقرضة داخل أراضيه بفعل جهود الوقاية والعلاج التي بذلتها الدولة على مدى عشريات من الزمن، كما سجّل ظهور أمراض أخرى مستجدّة وغير مألوفة بين السكان.
وأظهرت أرقام رسمية تم نشرها مؤخرا التزايد المهول في عدد حالات الإصابة بمرض السرطان في محافظة تعز بجنوب غرب البلاد وذلك كنموذج عن تدهور الأوضاع الصحية في عموم البلاد والتراجع الحاد في نظم الوقاية والعلاج، وانعدام ظروف الحياة الملائمة وفي مقدمها البيئة السليمة والغذاء الصحي والمتكامل.
كما كشفت منظمة أطباء بلا حدود في وقت سابق، ولأول مرة، عن انتشار داء هجرة اليرقات الجلدي أنكلستوما بمحافظة الحديدة غربي البلاد. ويأتي ذلك مع استمرار انتشار الأمراض في اليمن، بينها الكوليرا والحصبة وحمى الضنك والملاريا والتي تسببت في وفاة المئات من السكان.
ويُعوَّل كثيرا في اليمن على المساعدات الخارجية في توفير الغذاء والرعاية الصحية وبعض الخدمات الأخرى للسكان. لكنّ ذلك الأمر لم يعد متاحا مثلما كانت عليه الحال في سنوات سابقة وذلك بفعل تراجع حجم الأموال الممنوحة من المجتمع الدولي لمساعدة اليمنيين، وظهور مشاكل في عمل المنظمات الإنسانية الأممية والمستقلة في مناطق البلاد، ومن ضمنها الخلافات الحادّة بين الأمم المتحدة وجماعة الحوثي بسبب قيام الأخيرة باحتجاز العديد من موظفي تلك المنظمات بدعوى أنّهم جواسيس.
كما أثار قيام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا بإعادة وضع الجماعة على لائحة الإرهاب المزيد من المخاوف بشأن انسيابية وصول المساعدات إلى اليمن وسلاسة عمل المنظمات المشرفة على استخدامها وتوزيعها على السكان.