الولايات المتحدة وإسرائيل تستعدان لاحتمالات ضرب إيران

نقاشات متوقعة في واشنطن مع الإسرائيليين بشأن مناورات عسكرية مشتركة استعدادا لأسوأ سناريو ممكن في حال أخفقت الجهود الدبلوماسية.
الخميس 2021/12/09
إيران قدم في المفاوضات وأخرى في تخصيب اليورانيوم

واشنطن - قال مسؤول أميركي كبير إنه من المتوقع أن يبحث قادة الدفاع في الولايات المتحدة وإسرائيل الخميس تدريبات عسكرية محتملة، من شأنها التحضير لأسوأ سيناريو ممكن لتدمير المنشآت النووية الإيرانية، إذا أخفقت الدبلوماسية وإذا طلب ذلك زعماء البلدين.

ويُنتظر أن يناقش وزيرا الدفاع الأميركي لويد أوستن والإسرائيلي بيني غانتس الخميس إجراء تدريبات عسكرية، للتحضير لتدمير المنشآت النووية الإيرانية.

ومن المتوقع أن يصل وزير الدفاع الإسرائيلي إلى واشنطن الخميس لبحث الملف النووي الإيراني، بالتزامن مع زيارة بدأها قبل أيام رئيس الموساد للعاصمة الأميركية.

وقال المسؤول الأربعاء مشترطا عدم الكشف عن هويته إن المحادثات المقررة في الولايات المتحدة مع وزير الدفاع الإسرائيلي، تأتي في أعقاب إفادة قدمها القادة في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في الخامس والعشرين من أكتوبر لمستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، بشأن مجمل الخيارات العسكرية المتاحة لضمان عدم تمكن إيران من صنع سلاح نووي.

وتنفي إيران السعي إلى صنع أسلحة نووية، وتقول إنها تريد أن تبرع في التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية.

وتؤكد الاستعدادات الأميركية - الإسرائيلية، التي لم ترد تقارير بشأنها من قبل، قلق الغرب إزاء المحادثات النووية العسيرة مع إيران التي يأمل الرئيس الأميركي جو بايدن في أن تحيي اتفاق 2015 النووي، الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب.

لكن مسؤولين أميركيين وأوروبيين عبّروا عن استيائهم بعد محادثات الأسبوع الماضي، بسبب مطالب هائلة لحكومة إيران الجديدة المتشددة، مما زاد من شكوك الغرب في أن إيران تسعى لكسب الوقت فيما تطور برنامجها النووي.

وأحجم المسؤول الأميركي عن كشف تفاصيل تلك التدريبات أو الخيارات العسكرية المحتملة. وقال "نحن في هذا المأزق لأن برنامج إيران النووي يتطور إلى نقطة" يتجاوزها أي أساس منطقي معهود، معربا في الوقت نفسه عن أمل في المباحثات.

وقال غانتس في تغريدة على تويتر لدى مغادرته الولايات المتحدة "سنبحث أوجه العمل المحتملة لضمان التوقف (من جانب إيران) عن محاولة دخول المجال النووي وتوسيع نشاطها في المنطقة".

وأكد مسؤول الاتحاد الأوروبي الذي يرأس المحادثات أنها ستستأنف الخميس، ويعتزم مبعوث الولايات المتحدة الخاص الانضمام إليها في مطلع الأسبوع.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت الأسبوع الماضي عن بدء إيران عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 20 في المئة، بواسطة مجموعة واحدة من 166 جهاز آي.آر - 6 متطور في مفاعل فوردو، المشيد داخل جبل، مما يجعل مهاجمته أصعب.

ورفع اتفاق 2015 النووي العقوبات عن إيران، لكنه فرض حدودا صارمة على أنشطة تخصيب اليورانيوم، بما يطيل الوقت اللازم لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، إذا اختارت فعل ذلك، إلى عام على الأقل من شهرين إلى ثلاثة أشهر تقريبا. ويقول معظم الخبراء النوويين إن تلك المدة باتت أقل بكثير الآن.

ومما يؤكد التآكل الشديد في الاتفاق هو أنه لا يسمح لإيران على الإطلاق بتخصيب اليورانيوم في فوردو، ناهيك عن استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة في ذلك.

ومع تعرض المنافع التي يعود بها الاتفاق النووي لخطر كبير الآن، يقول بعض المسؤولين الغربيين إنه لم يتبق إلا وقت قصير قبل أن يتضرر أساس الاتفاق إلى درجة لا يمكن معها إصلاحه.

وينتاب القلق المسؤولين الأميركيين منذ وقت طويل إزاء قدرة الولايات المتحدة على تحديد مكان أجزاء برنامج التسلح النووي الإيراني المتناثرة، وتدميرها عند إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة.

وقال المسؤول الأميركي الكبير ردا على سؤال عن مدى الاستعداد الأميركي لردع إيران عن امتلاك سلاح نووي، "عندما يقول الرئيس بايدن إن إيران لن تملك سلاحا نوويا أبدا فهو يعني ما يقول".

والاثنين الماضي قال بيل بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، إن الوكالة لا تعتقد أن الزعيم الإيراني الأعلى قرر المضي في تصنيع سلاح نووي، لكنه أشار إلى ما حققته إيران من تقدم في القدرة على تخصيب اليورانيوم، وهو ما يقربها من امتلاك المواد الانشطارية اللازمة لصنع القنبلة النووية.

وحذر بيرنز من أنه إذا قررت إيران المضي قدما فلا يزال أمامها شوط طويل قبل تحويل المواد الانشطارية إلى سلاح وتركيبه على صاروخ أو وسيلة أخرى لتوصيله إلى الهدف.