الولايات المتحدة ستعزز تمركزها الدفاعي في الخليج

واشنطن تتهم طهران بالتحايل على العقوبات لتصدير نفطها إلى الصين وسوريا وفنزويلا.
السبت 2023/05/13
التعزيزات في الطريق

واشنطن - أعلنت الولايات المتحدة الجمعة، أنها سترسل تعزيزات عسكرية إلى الخليج في ظل “تهديدات” إيرانية متزايدة لسفن في مياه المنطقة الغنية بالنفط.

ولا يعرف ما إذا كانت الخطوة جرى الاتفاق عليها مع الشركاء الخليجيين، ولاسيما مع السعودية، التي استقبلت قبل أيام قليلة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان.

ويأتي الإعلان الأميركي في أعقاب احتجاز طهران ناقلتي نفط في مياه الخليج، إحداهما كانت متجهة إلى الولايات المتحدة.

وأوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لصحافيين “ستقوم وزارة الدفاع بسلسلة من التحركات لتعزيز وضعية دفاعنا”، مشيرا إلى أن “تفاصيل حول هذه التعزيزات ستصدر في الأيام المقبلة”.

جون كيربي: واشنطن لن تسمح لأي قوى بتهديد حرية الملاحة
جون كيربي: واشنطن لن تسمح لأي قوى بتهديد حرية الملاحة

وشدد كيربي على أن الجمهورية الإسلامية قامت “بمضايقة ومهاجمة، أو التدخل” مع 15 سفينة تجارية ترفع أعلام دول أجنبية خلال الأعوام الـ15 الماضية.

وشهدت مياه الخليج سلسلة من التوترات في الأعوام الماضية، كان آخرها احتجاز الحرس الثوري الإيراني في الثالث من مايو ناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق هرمز الإستراتيجي، وفق ما أعلنت البحرية الأميركية وطهران.

وكانت السفينة التي أبحرت من دبي تعبر الخليج باتجاه ميناء الفجيرة في الإمارات عندما “هاجمتها” زوارق تابعة للحرس الثوري، وفق بيان للبحرية الأميركية.

وتعد هذه العملية الثانية من نوعها في أقل من أسبوع، إذ أعلنت البحرية التابعة للجيش الإيراني في 27 أبريل الماضي احتجاز ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في مياه الخليج، وذلك في أعقاب “اصطدامها” بسفينة إيرانية.

وأوضحت البحرية الأميركية من جهتها أن هذه الناقلة احتجزت “أثناء عبورها في المياه الدولية في خليج عمان”، وهي كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة.

وجدد كيربي اتهام الجمهورية الإسلامية بتهديد حركة الملاحة في مياه الخليج. وأوضح “لقد رأينا تهديدات إيرانية متكررة، ومصادرة بقوة السلاح وهجمات ضد من يقومون بأعمال شحن ويمارسون حقوق الملاحة وحريتها في المياه الدولية والمياه الإستراتيجية للمنطقة”.

وشدد على أن واشنطن “لن تسمح لأي قوى أجنبية أو إقليمية بتهديد حرية الملاحة عبر الممرات المائية للشرق الأوسط بما يشمل مضيق هرمز” الذي يمرّ عبره خُمس صادرات النفط الدولية.

التشكيلة الإيرانية تقلق الإدارة الأميركية
التشكيلة الإيرانية تقلق الإدارة الأميركية

ويأتي التحرك الأميركي في وقت تمر فيه المنطقة بتحولات كبرى أهمها الاتفاق الإيراني - السعودي لتطبيع العلاقات الذي جرى برعاية صينية في مارس الماضي.

وقد أعلنت الولايات المتحدة أن هذا الاتفاق لا يعني إغفال التهديدات الإيرانية في المنطقة.

وذكرت وكالة بلومبرغ في السادس من مايو الجاري أن واشنطن تحاول إقناع حلفائها في الشرق الأوسط بزيادة عدد الزوارق الآلية حول شبه الجزيرة العربية للكشف بشكل أفضل عن التهديدات الإيرانية.

وأوضحت الوكالة أن هذه الخطوة تهدف إلى “حماية الممرات المائية الحيوية للتجارة العالمية وتجارة النفط من الهجمات الإيرانية”.

ونقلت الوكالة عن قائد القوات البحرية الأميركية في القيادة المركزية وقائد الأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية المشتركة الفريق براد كوبر قوله إن بلاده تريد تشغيل 100 زورق مسير بحلول نهاية الصيف، مضيفاً أنه “تم تحقيق الهدف المبدئي البالغ 50 زورقاً في فبراير الماضي”.

مياه الخليج شهدت سلسلة من التوترات في الأعوام الماضية، كان آخرها احتجاز الحرس الثوري الإيراني لناقلة نفط ترفع علم بنما في مضيق هرمز الإستراتيجي

وكانت البحرية الأميركية كشفت في أبريل الماضي أن غواصة عسكرية وصلت إلى منطقة الشرق الأوسط لدعم عمليات الأسطول الخامس المتمركز في البحرين.

وخلال الأعوام الماضية، تبادل العدوان اللدودان واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة من الحوادث في مياه الخليج بما في ذلك هجمات على سفن وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط.

وفي سبتمبر 2022، احتجز أسطول تابع للبحرية الإيرانية سفينتَين عسكريتين أميركيتَين بدون ربان في البحر الأحمر لفترة وجيزة.

وأفرج الحرس الثوري في نوفمبر 2021 عن ناقلة فيتنامية بعد استعادة حمولتها من النفط العائد لإيران، إثر احتجازها لنحو أسبوعين على خلفية ما قال إنها كانت محاولة أميركية لمصادرة هذه المادة.

ونفت واشنطن في حينه ذلك، مشيرة إلى أن قواتها البحرية اكتفت بمراقبة قيام البحرية الإيرانية بمصادرة ناقلة نفط ونقلها إلى مياهها الإقليمية.

وكان تصدير النفط يعد من أبرز موارد إيران قبل العام 2018 حين انسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق الدولي بشأن ملف طهران النووي، وأعادت فرض عقوبات قاسية عليها.

ويشكّل موضوع النفط نقطة تجاذب بين الجانبين، إذ تتهم واشنطن طهران بالتحايل على العقوبات لتصدير نفطها إلى دول مثل الصين وسوريا وفنزويلا.

3