الولايات المتحدة تنشّط قوة الردع على الجبهة الأوكرانية

واشنطن - تعتزم الولايات المتحدة نشر ثلاثة آلاف عسكري لدعم قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية وسط مخاوف من غزو روسي لأوكرانيا.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون (وزارة الدفاع) في مؤتمر صحافي الأربعاء إن الولايات المتحدة تقف جنبا إلى جنب مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضاف كيربي أن الوضع قرب حدود أوكرانيا يتطلب تعزيز واشنطن “للموقف الرادع والدفاعي” على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.
وأكد أن ألف جندي متواجدون حاليا في ألمانيا سيتم نقلهم إلى رومانيا في الأيام المقبلة ليُضافوا إلى 900 جندي أميركي موجودين هناك بالفعل، فيما سينقل نحو ألفي جندي من ولاية كارولاينا الشمالية إلى بولندا وألمانيا.
والأسبوع الماضي قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيرسل قوات إلى دول حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية، وإن البنتاغون وضع ثمانية آلاف و500 جندي في “حالة تأهب قصوى” لتعزيز الحلفاء.

جون كيربي: الوضع في أوكرانيا يتطلب تعزيز الموقف الرادع والدفاعي
وتتهم الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون روسيا بالتحضير لغزو أوكرانيا بعد حشدها لأكثر من 120 ألف جندي على حدودها مع الجمهورية السوفييتية السابقة، إلى جانب نشر أعداد كبيرة من الدبابات والمدفعية. كما شوهدت زيادة مماثلة في عدد الجنود الروس في بيلاروسيا شمال أوكرانيا مباشرة.
وترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.
وتخوض أوكرانيا معارك ضد متمرّدين في منطقتين انفصاليتين منذ العام 2014 عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم. وقتل أكثر من 13 ألف شخص في المعارك التي تمثّل آخر حرب كبيرة جارية في أوروبا.
ورحّبت أوكرانيا بالدعم الغربي ضد حشد روسيا لقواتها، لكن مسؤولين دعوا إلى توخي الحذر، فيما حذّرت كييف من خلق حالة “ذعر” بالحديث عن غزو محتمل في أي لحظة.
ويكثّف قادة دول حلف شمال الأطلسي جهودهم الدبلوماسية لنزع فتيل أزمة أوكرانيا بعدما اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بمحاولة جر بلاده إلى الحرب بينما ترك في الوقت ذات الباب مفتوحا أمام عقد المزيد من المحادثات.
ومن المقرر أن يتحدّث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون هاتفيا مع بوتين، بعد يوم من إجرائه زيارة إلى كييف التي كان رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي آخر قائد دولة في حلف شمال الأطلسي يزورها في تعبير عن تضامنه مع أوكرانيا.
وشهدت الأسابيع الأخيرة جهودا دبلوماسية حثيثة لمنع اجتياح روسي لأوكرانيا، بعدما حشدت موسكو عشرات الآلاف من الجنود عند حدود جارتها الموالية للغرب.
وحذّر القادة الغربيون من أن أي اعتداء سيقابل بـ”عواقب شديدة” تشمل عقوبات اقتصادية واسعة النطاق.
وتنفي روسيا أي خطط لاجتياح جارتها، وتتهم الغرب بالفشل في احترام مخاوفها الأمنية عند حدودها.
وحدد مسؤولون روس مجموعة من المطالب لخفض التوتر تشمل فرض حظر على انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي ونشر أنظمة صاروخية عند الحدود الروسية وسحب قوات الحلف الأطلسي في شرق أوروبا.
وفي أبرز تصريحات يدلي بها بشأن الأزمة منذ أسابيع، اتّهم بوتين الثلاثاء الغرب بتجاهل مطالب بلاده وأشار إلى أن واشنطن تستخدم أوكرانيا كأداة لجر موسكو إلى نزاع.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان “أوكرانيا نفسها ليست إلا أداة لتحقيق هذا الهدف” المتمثّل في السيطرة على روسيا.
وتابع “يمكن تحقيق ذلك بطرق مختلفة. جرّنا إلى نزاع مسلّح من نوع ما وإجبار حلفائهم في أوروبا على فرض عقوبات قاسية ضدّنا تتحدّث عنها الولايات المتحدة، فضلا عن وسائل أخرى”.
وأعرب بوتين عن أمله في أن “نجد حلا في نهاية المطاف، رغم أن الأمر لن يكون بسيطا”.
وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء، فيما أكد لافروف لاحقا أن واشنطن اتفقت على عقد مزيد من المحادثات.
وسلّمت الولايات المتحدة والحلف الأطلسي ردودا خطية لموسكو على مطالبها، أكد بوتين أنه يدرسها.
وفي الأثناء يتوافد القادة الغربيون إلى أوكرانيا للقاء رئيسها فولوديمير زيلينسكي.

وزار جونسون ورئيس الوزراء البولندي كييف الثلاثاء، فيما يتوقع بأن يزور وزيرا الخارجية الفرنسي والألماني أوكرانيا الأسبوع المقبل، إذ يخططان لزيارة الجبهة شرقا حيث تخوض قوات كييف معارك ضد انفصاليين مدعومين من الكرملين. ولفت بوتين إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد يزور موسكو في الأيام المقبلة.
وتفاقم التوتر وسط خطط لإجراء تمارين عسكرية مشتركة بين روسيا وجارتها بيلاروسيا، حيث تقول واشنطن إن موسكو تخطط لنقل 30 ألف عسكري.
ومع التأكيد على أن “النزاع ليس حتميا” اتهم كيربي الأربعاء بوتين بـ”مواصلة زعزعة الوضع بإضافة مزيد من القوات على الجانب الغربي من بلاده وبيلاروسيا”.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وزارة الدفاع الروسية الأربعاء دبابات مسرعة في حقول تكسوها الثلوج في بيلاروسيا ومروحيات قتالية خلال تدريبات وحدات من البلدين قبل مناورات من العاشر إلى العشرين من فبراير.
وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء أن بلاده لا تريد “إلّا السلام”، لكنه دافع أيضًا عن حقّها في الدفاع عن نفسها في مواجهة خطر غزو روسي لها، مشددًا على ضرورة فرض عقوبات “وقائية” ضدّ موسكو.
وأضاف زيلينسكي “لن نتخلّى عن أي قطعة أرض ولن نتنازل عن أراضينا مهما كان الثمن”، مشدّدًا على ضرورة فرض “إجراءات وقائية” لاحتواء روسيا.