الولايات المتحدة تناقش مع إسرائيل ومصر إيجاد ممر آمن لسكان غزة

السفيرة الإسرائيلية في مصر تؤكد التزامها ببنود معاهدة السلام خاصة فيما يتعلق بالحدود نافية وجود مخطط لتهجير سكان غزة إلى سيناء.
الأربعاء 2023/10/11
نزوح عشرات الالاف من سكان غزة بعد الهجوم الاسرائيلي

واشنطن - تبحث الولايات المتحدة الأميركية مع إسرائيل ومصر توفير ممر آمن للمدنيين في غزة بعد الضربات الجوية الإسرائيلية في أعقاب هجوم حماس مطلع الأسبوع فيما واصلت القاهرة التحذير من مخطط لتهجير سكان القطاع إلى سيناء.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للصحفيين في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض الثلاثاء "نركز على هذه المسألة، وهناك مشاورات جارية" مستطردا "لكن تفاصيلها محل نقاش بين الوكالات التنفيذية ولا أريد أن أعلن الكثير بشأنها علنا في الوقت الراهن".
وكررت  سفيرة إسرائيل بمصر أميرة أورون، مساء الثلاثاء نفي بلادها وجود مخطط لتهجير سكان غزة إلى مصر قائلة إن إسرائيل "ليست لديها أي نوايا فيما يتعلق بسيناء ولم تطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى هناك"وذلك بحسب بيان للسفيرة الإسرائيلية بمصر، عبر حسابها بمنصة "إكس"، نشره حساب السفارة الرسمي على "فيسبوك".
وتأتي تصريحات أورون، بعد ساعات من نشر وكالة الأنباء المصرية الثلاثاء، تصريحات إعلامية لمصادر أمنية رفيعة المستوي، تحذر تل أبيب من دفع الفلسطينيين إلى "نزوج جماعي" باتجاه الأراضي المصرية مع تواصل قصف تل أبيب لليوم الرابع قطاع غزة المتاخم لحدود مصر.
وقالت أورون "ليس لدى إسرائيل أي نوايا فيما يتعلق بسيناء، ولم تطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى هناك".
وأضافت "إسرائيل ملتزمة بمعاهدة السلام مع مصر (عام 1979) والتي فيها حُدِدت، جليا، الحدود بين البلدين".
وحررت مصر أغلب أراضيها المحتلة لا سيما سيناء من إسرائيل في حرب 1937، ودخلت بمفاوضات وتحكيم دولي، حتى استرجعت كامل ترابها الوطني الذي احتلته تل أبيب عام 1967.
وتابعت السفيرة الإسرائيلية "سيناء هي أرض مصرية حارب فيها الجيش المصري الإرهاب خلال السنوات العشر الماضية، لقد أصبح هذا النشاط ممكنا إلى حد كبير بفضل التعاون والاتفاقيات والتنسيق مع إسرائيل".
وختمت أورون بيانها، بالقول "وهذا يدل، عمليا، التزام إسرائيل وإدراكها الكامل للحدود بين إسرائيل ومصر".
والثلاثاء، نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصادر مصرية، أن "الاحتلال الإسرائيلي سعى على مدار الصراع إلى محاولة توطين أهالي غزة في سيناء، ومصر تصدت لهذه المخططات".
وأوضحت المصادر ذاتها أن "حكومة الاحتلال تجبر الفلسطينيين على الاختيار بين الموت تحت القصف أو النزوح خارج أراضيهم".
وفي حال نزوح فلسطيني قطاع غزة خارج الأراضي، فليس أمامهم سوى منفذ معبر رفح والدخول للأراضي المصرية.
وظلت دعوات "توطين أهل غزة بسيناء" لسنوات مطروحة مع كل تصعيد إسرائيلي ضد القطاع.
وفي خضم ذلك كشفت شبكة " ان بي سي" ان الولايات المتحدة، إسرائيل ومصر يبحثون سوية على خلق ممر إنساني لإخراج الفلسطينيين والمواطنين الأميركيين من قطاع غزة الى مصر, 
من جانبه رد السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايك هرتسوغ في مقابلة للشبكة  "أنني لا يمكن أن أتحدث باسم المصريين، لكنني متأكد بأنهم سيسمحون بذلك".
وشنت إسرائيل ضربات جوية عنيفة على الفلسطينيين في غزة بعد هجوم حركة حماس عليها يوم السبت مما أودى بحياة المئات.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن 900 فلسطيني على الأقل لقوا حتفهم وأصيب نحو 4600 آخرين في الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ يوم السبت. ويبلغ طول الجيب الساحلي 40 كيلومترا وعرضه 10 كيلومترات ويقطنه 2.3 مليون نسمة.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 180 ألفا من سكان غزة أصبحوا بلا مأوى. ويعيش سكان غزة تحت حصار تفرضه إسرائيل منذ 16 عاما، بعد سيطرة حماس على القطاع عام 2007.
وردا على سؤال عن الضحايا المدنيين في غزة خلال المؤتمر الصحفي أمس الثلاثاء، قال سوليفان عن الولايات المتحدة وإسرائيل "نحن لا نستهدف المدنيين عمدا".
وأضاف "نعمل على التأكد من أن عملياتنا العسكرية تجري بما يتفق مع سيادة القانون وقوانين الحرب".
وقال فلسطينيون في غزة إن القصف الإسرائيلي كان عنيفا وجعلهم يشعرون كأنهم يعيشون "نكبة" جديدة أعادت إلى أذهانهم أصداء ذكريات حرب 1948 التي أُعلن على أثرها قيام إسرائيل وأدت إلى تهجير جماعي للفلسطينيين حينذاك.