الولايات المتحدة تخطط لسحب قواتها من شمال سوريا

دمشق - نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة تخطط لإعادة ترتيب أولوياتها بما قد يشمل انسحاب قواتها من شمال سوريا، وهو ما يثير مخاوف تتعلق بإعادة ظهور خطر تنظيم داعش.
ونقلت مجلة فورن بوليسي الأربعاء عن مصادر في البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية، قولها إن واشنطن لم تعد مهتمة بالبقاء في سوريا. وأضافت المجلة أن واشنطن ترى أن وجودها في سوريا لم يعد ضروريا، مؤكدة أن مناقشات مكثفة تدور حاليا لبحث توقيت وكيفية سحب القوات الأميركية من شمال سوريا.
وقالت المجلة إن منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، بلغت التوترات والأعمال العدائية في الشرق الأوسط ذروتها، مما دفع الحكومة الأميركية إلى إعادة النظر في أولوياتها العسكرية بالمنطقة.
◙ القواعد الأميركية في سوريا والعراق تعرضت منذ بداية الحرب على غزة إلى أكثر من 130 هجوما من قبل فصائل عراقية موالية لإيران
وينتشر نحو 900 جندي أميركي في عدد من القواعد والنقاط العسكرية بمحافظات الحسكة والرقة ودير الزور شمال سوريا. وحذرت من أن الانسحاب الأميركي من شمال سوريا قد يسهم في إعادة إحياء تنظيم داعش، والذي انسحب إلى المناطق الصحراوية على الحدود مع العراق بعد هزيمته وانسحابه من الرقة.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تعرضت القواعد الأميركية في سوريا والعراق إلى أكثر من 130 هجوما بالصواريخ والطائرات المسيرة من قبل فصائل عراقية موالية لإيران. ودفعت الحرب على غزة الدوائر السياسية إلى إجراء دراسة داخلية لبحث الانسحاب من سوريا، على الرغم مما تركه الانسحاب الأميركي الفوضوي في أفغانستان من تداعيات كارثية.
وفي ديسمبر الماضي رفض مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يدعو إلى سحب القوات الأميركية من سوريا. وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن تبني هذا القرار سيكون “هدية لإيران وشبكتها الإرهابية وسيؤدي إلى تدمير مصداقية الولايات المتحدة في المنطقة".
وعاد التنظيم إلى الانتعاش بشكل بطيء في البادية السورية مستغلا ضعف النظام، كما نجح في السنوات الماضية في إعادة تأسيس قواته في درعا (جنوب) التي يسيطر عليها النظام، ووسّع عملياته في جميع أنحاء الصحراء، واستولى لفترة محدودة على أراض مأهولة بالسكان، ونجح في الاستيلاء على الغاز واحتجازه.
ونفذ التنظيم 35 هجوما وأعلن مسؤوليته عنها في سبع من محافظات سورية خلال الأيام العشرة الأولى من عام 2024. ويقترح البعض داخل الحكومة الأميركية حاليا إجراء ترتيب أو تعاون مشترك بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والنظام السوري لمواجهة التنظيم الإرهابي في حال انسحاب القوات الأميركية.