الولايات المتحدة تتهم إيران بإخفاء أسلحة كيميائية

توجس أميركي من برنامج كيميائي إيراني لأغراض هجومية، والحرس الثوري يهدد باستهداف القواعد الأميركية في الخليج.
الجمعة 2018/11/23
الحرس الثوري يستفز جيرانه

أمستردام - قال مندوب الولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخميس إن إيران لم تكشف عن كل قدراتها من الأسلحة الكيميائية للمنظمة الدولية في انتهاك لميثاق دولي لمنع انتشار تلك الأسلحة، ما يكشف توجسا أميركيا من إخفاء طهران لأسلحة محظورة ضمن برنامجها الباليستي.

وقال المندوب كينيث وارد خلال اجتماع للمنظمة إن إيران لم تخطر المنظمة بوجود منشأة لتعبئة القنابل الجوية وبأن لديها برنامجا للحصول على ذخيرة سامة محظورة.

وأكد في مؤتمر المنظمة “الولايات المتحدة لديها مخاوف منذ فترة طويلة من أن يكون لدى إيران برنامج للأسلحة الكيميائية لم تفصح عنه للمنظمة”، مضيفا “الولايات المتحدة قلقة كذلك من أن تكون إيران تطور كيميائيات تعمل على الجهاز العصبي المركزي لأغراض هجومية”.

وتابع أن إيران لم تعلن عن نقل أسلحة كيميائية إلى ليبيا في ثمانينات القرن الماضي حتى بعد أن أعلنت ليبيا عن ذلك للمنظمة في 2011، مشيرا إلى اكتشاف مقذوفات مدفعية وقذائف مورتر وقنابل جوية ممتلئة بالكيميائيات منتجة في إيران يؤكد أن طهران لم تكشف بالكامل عن قدراتها.

ووفقا لما جاء في العقيدة النووية الأميركية الجديدة، تعتقد الولايات المتحدة أن إيران ستواصل الاستثمار في تطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

وجاء في نص العقيدة “إيران تواصل الاستثمار في أكبر برامج للصواريخ في منطقة الشرق الأوسط، وربما في المستقبل قد تهدد بالأسلحة النووية، وكذلك إيران تطور القدرات العسكرية غير النووية، بما في ذلك نظام صواريخ كروز والحرب الإلكترونية للعمليات الهجومية، ويمكنها أيضا مواصلة الاستثمار في الأسلحة الكيميائية والبيولوجية”.

وأضافت العقيدة النووية الأميركية الجديدة أن “إيران تحافظ على القدرات التكنولوجية اللازمة لتطوير سلاح نووي في غضون عام بعد اتخاذ القرار، تطوير إيران لصواريخ باليستية بعيدة المدى واستراتيجيتها العدوانية والنشاط المبذول لزعزعة استقرار الدول المجاورة يثير تساؤلات حول الالتزام طويل الأمد بالتخلّي عن إمكانية تطوير أسلحة نووية”.

أمير علي حاجي زادة: القواعد الأميركية وحاملات طائراتها في الخليج في مرمى صواريخنا
أمير علي حاجي زادة: القواعد الأميركية وحاملات طائراتها في الخليج في مرمى صواريخنا

وحذرت واشنطن في عقيدتها النووية الجديدة أن “استراتيجية الردع تهدف إلى ضمان إدراك القيادة الإيرانية أن أي هجوم استراتيجي غير نووي على الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها سوف يهزم وأن التكاليف ستفوق أي فوائد”، حيث تتضمن استراتيجية الردع لدى الولايات المتحدة إمكانية ضرب الإمكانيات الاستراتيجية غير النووية الإيرانية.

وقال قائد القوة الجو فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني الخميس إن القواعد الأميركية وحاملات طائراتها في الخليج في مرمى الصواريخ الإيرانية.

ونقلت قناة العالم عن أمير علي حاجي زادة، قائد إدارة الفضاء بالحرس الثوري، قوله “إنها في مرمى نيراننا ويمكننا ضربها إذا قاموا بتحرك”، مؤكدا أن القواعد الأميركية في أفغانستان والإمارات وقطر وحاملات الطائرات في الخليج في مرمى الصواريخ الإيرانية.

وتابع أن الحرس الثوري طوّر دقة صواريخه، وأنه “بإمكان الصواريخ الإيرانية ضرب قاعدة العديد الجوية في قطر وقاعدة الظفرة بالإمارات وقاعدة قندهار في أفغانستان، والتي تستضيف جميعها قوات أميركية”.وتأتي التهديدات بعد أيام من إعادة الولايات المتحدة فرض عقوبات مشددة ضد إيران على إثر انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو الماضي من الاتفاق النووي الذي كان جرى توقيعه في يوليو من عام 2015 بين إيران من جهة، وبين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا.

وعندما تخلّى ترامب عن الاتفاق النووي وعد بفرض “أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على إيران” قائلا إن “هذا سيجعلها ترغب في إبرام اتفاق جديد”، مضيفا “عندما يريدون ذلك فأنا جاهز ومستعد وقادر”.

ومن العوائق الرئيسية حسب مراقبين، أمام إجراء أي مفاوضات الافتقار للثقة بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وقناعة إيران بأن هدفه الحقيقي هو إسقاط حكومتها على الرغم من النفي الأميركي المتكرر. ولخّص ريتشارد نفيو، وهو مسؤول أميركي سابق يعمل حاليا في جامعة كولومبيا، موقف طهران من المحادثات بالقول “لماذا نكلف نفسنا العناء؟”. ورجّح أن تحاول إيران التحايل على العقوبات الأميركية ومقاومتها وأن يكون موقفها “إذا كنا سنقع فعلى الأقل لن نركع، بل سنموت واقفين”. وربما تحاول إيران التعايش مع تقلّص عائدات النفط لعامين في انتظار معرفة ما إذا كان ترامب سيعاد انتخابه، ثم تتخذ بعدها قرارا بشأن المحادثات.

وقال جون ألترمان وهو مسؤول أميركي سابق يعمل حاليا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “سيعرضون عن القيام بذلك من موقف الضعف المذل”.

ومن المرجّح قبل المشاركة في أي محادثات أن تزيد إيران من دعمها لوكلائها في المنطقة أو أن تجري تجارب صاروخية لتكسب أوراقا للتفاوض. وأضاف ألترمان “سيحدث كل ذلك، الولايات المتحدة ستضيّق الخناق، الإيرانيون سيفعلون المزيد من الأمور المقلقة لإدارة ترامب، وسيجري الطرفان محادثات”.ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن ما اعتبره الرئيس الأميركي عقوبات لم يشهد التاريخ مثيلها من قبل، هو تماما ما تتخوّف منه الأوساط الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك المناصرة لنظام الولي الفقيه أو تلك المنتفعة من امتيازات يوفرها لها.

ولفت هؤلاء إلى أن تصريحات رئيس الجمهورية الأسبق محمد خاتمي حول التداعيات الموجعة للعقوبات، واعتراف وزير الخارجية محمد جواد ظريف بقسوة العقوبات، يعبّران عن بداية تعامل الواجهات القديمة والحديثة للنظام الإيراني مع الاستحقاق الجديد، وبداية استعداد نظام طهران لاتخاذ قرارات مفصلية باتجاه إيجاد المخارج، بما في ذلك العودة إلى طاولة التفاوض على النحو الذي يطالب به ترامب.

5