الوكالة الرسمية للأنباء المغربية على خط صحافة البيانات: استخراج الأخبار من الأرقام

الموقع الإخباري الجديد سيقدم محتويات متنوعة في إطار تصنيف موضوعاتي لإثراء مجموعة من المواقع الإخبارية المتخصصة لوكالة المغرب العربي للأنباء.
الأربعاء 2021/12/22
المستقبل ملك الصحافة المعتمدة على البيانات

الرباط- أطلقت وكالة المغرب العربي للأنباء الموقع الإخباري الجديد “mapdata.ma” المتخصص في المستجدات الوطنية والدولية انطلاقا من تحليل ومعالجة البيانات الإحصائية.

وأفادت الوكالة أن “إطلاق الموقع يأتي في إطار تفعيل التوجهات الاستراتيجية لوكالة المغرب العربي للأنباء باعتبارها قطبا عموميا للإعلام”.

وسيقدم الموقع الذي يندرج ضمن ما يعرف بصحافة البيانات محتويات متنوعة في إطار تصنيف موضوعاتي من قبيل “اقتصاد ومالية” و”سياسة” و”تعليم” و”صحة” و”ثقافة وإعلام” و”رياضة”. ويأتي المنتوج الجديد لإثراء مجموعة من المواقع الإخبارية المتخصصة لوكالة المغرب العربي للأنباء.

◄ بالرغم من التطور الكبير والانتشار الواسع الذي عرفته صحافة البيانات في السنوات الأخيرة في الساحة العالمية والعربية، يظل هذا النوع شبه مختف من التداول في الإعلام المغربي

وتعنى صحافة البيانات بإعداد القصص الصحافية عن طريق توظيف مجموعات كبيرة من البيانات باستخدام أدوات البحث والترميز والإحصاءات والرسوم البيانية لاستخراج المعلومات والأرقام من بين طيات قواعد البيانات المختلفة، أي أنها تحوّل كما كبيرا من المعلومات التي لا تكون واضحة إلى قصص صحافية سهلة الفهم لدى القارئ، ولا تقتصر على النص فقط بل تعرض غالبا في تصور بصري جذاب في تعاون بين الصحافيين والمطورين والمصممين.

هو تعريف قريب من التعريف الذي وضعه سايمون روجرز محرر البيانات بشركة غوغل في كتابه “الحقائق مقدسة”، والذي يعتبر صحافة البيانات بأنها “نوع صحافي قائم على مجموعة من الممارسات توظف قواعد البيانات والأدوات التحليلية المطورة خصيصا لتساعد الصحافيين على تقديم القصة الصحافية في أفضل صورة ممكنة”.

وشهدت السنوات الماضية صعود البيانات كمصدر أساسي للأخبار بدلاً من الأخبار التقليدية في حد ذاتها، وينظر إلى المستقبل بأنه ستتعدد فيه مصادر البيانات تلك التي تفصح عنها المنظمات والحكومات كجزء من الشفافية، والبيانات التي يقدمها الأفراد طواعية، والبيانات المتعلقة بالمنصات الإلكترونية، والبيانات المسربة.

وعليه فإن هناك اتجاها لأن تحل صحافة البيانات محل الصحافة الخبرية التقليدية، ويتوقع أن تكون المجال الأكثر تفضيلًا للصحافيين، بمعنى أنها أصبحت تفرض نفسها بقوة، وتمثل كذلك اتجاهًا جديدًا لمستقبل الصحافة يرتبط بالتكنولوجيا والإيضاحات البصرية.

ويقول تيم بيرنرز لي مخترع الويب “إن المستقبل ملك الصحافة المعتمدة على البيانات، لذا وجب على كل صحافي أن يبرع في التعامل مع تكنولوجيا البيانات”. ويضيف “في الماضي كان الصحافي يحصل على المواد عن طريق الدردشة مع الناس في الحانات وربما ما يزال الأمر كذلك في بعض الأحيان، لكن الحال تغير الآن وأصبح من اللازم على الصحافي أن ينكب على دراسة البيانات مع تجهيز نفسه بالأدوات اللازمة لتحليلها وانتقاء ما هو مثير للاهتمام مع الحفاظ عليها جميعا في رسم توضيحي لمساعدة الناس على رؤية جميع زوايا الموضوع وفهم حقيقة ما يدور حولهم”.

سامي المودني: حق المواطنين المغاربة في الحصول على المعلومات يعتبر ركيزة أساسية للديمقراطية في البلاد

وبالرغم من التطور الكبير والانتشار الواسع الذي عرفته صحافة البيانات في السنوات الأخيرة في الساحة العالمية والعربية، يظل هذا النوع شبه مختف من التداول في الإعلام المغربي، إذ قلّما تستثمر مؤسسة إعلامية مغربية في صحافة البيانات سواء كمواد صالحة لقصص صحافية أو كتدريبات للإعلاميين.

ويقول كثيرون من متابعي المشهد الإعلامي في المغرب إن أغلب المستثمرين والفاعلين في المشهد الإعلامي المغربي خصوصا الرقمي منه يطمحون إلى الربح المادي أكثر من تطوير الإعلام، وهذه النقطة قد يفسرها الصراع القائم حول عدد المتابعين، إذ يبقى الصحافي مطالبا بجذب أكبر عدد من المتابعين أكثر من مطالبته بالإبداع.

ومن جانبه يرى رئيس المنتدى المغربي للصحافيين الشباب سامي المودني أن الصحافي أصبح اليوم مدعوا أكثر من أي وقت مضى إلى إتقان أدوات تحليل البيانات على اعتبار أن استخدام هذه الأدوات يسمح ببروز المعلومات المهمة.

وأضاف المودني على هامش تنظيم المنتدى لدورات تكوينية لفائدة 75 صحافيًا حول موضوع صحافة البيانات خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين أنه “حاليا يعتبر حق المواطنين المغاربة في الحصول على المعلومات ركيزة أساسية للديمقراطية في البلاد، ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال إتقان الصحافي لأدوات صحافة البيانات في إطار احترام حقوق الإنسان وأخلاقيات ممارسة مهنة الصحافة”.

ومن جهته أكد رئيس قسم التواصل والمعلومات في مكتب اليونسكو للمنطقة المغاربية مينغ كووك ليم على ضرورة تمكن الناس من الوصول إلى معلومات موثوقة للمساهمة في التنمية المستدامة لمجتمعاتهم، مسجلا أن اليونسكو تواصل دعم برامج تقوية قدرات الصحافيين باعتبارهم فاعلين رئيسيين في وصول المواطنين إلى المعلومات.

16