الوقت لم ينفد بعد للتوصل إلى "ترتيب" بين حزب الله وإسرائيل

وزير الدفاع الأميركي: استفزازات حزب الله تهدد بجر الشعبين الإسرائيلي واللبناني إلى حرب لا يريدانها.
الأربعاء 2024/06/26
الأولوية للدبلوماسية.. لكن كل الخيارات مطروحة

بيروت - قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الثلاثاء إن الولايات المتحدة تسعى بشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود، محذرا من أن اندلاع حرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل سيكون أمرا مدمرا.

وأوضح أوستن في بداية اجتماعه مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن “استفزازات حزب الله تهدد بجر الشعبين الإسرائيلي واللبناني إلى حرب لا يريدانها. مثل هذه الحرب ستكون كارثة على لبنان وستكون مدمرة للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين الأبرياء”.

وبدأ وزير الدفاع الإسرائيلي الأحد زيارة إلى الولايات المتحدة ليبحث مع المسؤولين الأميركيين مستقبل الحرب في قطاع غزة، والتصعيد الجاري مع حزب الله.

وشدد أوستن على أن “الدبلوماسية هي أفضل وسيلة للحيلولة دون المزيد من التصعيد. لذلك نحن نسعى بشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يعيد الهدوء الدائم إلى الحدود الشمالية لإسرائيل ويمكّن المدنيين من العودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الحدود الإسرائيلية – اللبنانية”.

تساحي هنغبي: في الوقت الحالي نفضل التركيز على الحملة الدبلوماسية
تساحي هنغبي: في الوقت الحالي نفضل التركيز على الحملة الدبلوماسية

 وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدا خطيرا في تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل والحزب اللبناني الموالي لإيران، بالتزامن مع حرب كلامية، ما أثار مخاوف جدية من إمكانية انزلاق الوضع بينهما إلى حرب لا يمكن التكهن بمآلاتها.

وتسعى الإدارة الأميركية بالتعاون مع عدد من الحلفاء الأوروبيين إلى الحيلولة دون تفجر الأوضاع بين إسرائيل ولبنان، ويقول مراقبون إن واشنطن غير متحمسة لسيناريو الحرب، وهو ما سمعه غالانت خلال لقائه وزير الخارجية أنتوني بلينكن في وقت سابق. وأبدت إسرائيل الثلاثاء تجاوبا نسبيا مع الضغوط الأميركية، لكن الأمر قد لا يطول إذا لم يتجاوب حزب الله مع الدعوات إلى خفض التصعيد.

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن إسرائيل ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل الصراع مع حزب الله اللبناني وإنها تفضل حلا دبلوماسيا.

وأوضح هنغبي أن إسرائيل تناقش مع مسؤولين أميركيين احتمال أن تسمح النهاية المتوقعة للعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في غزة بالتوصل إلى “ترتيب” مع حزب الله. وبدأ حزب الله مهاجمة إسرائيل من الشمال بعد فترة وجيزة من هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي على جنوب إسرائيل، والذي أعقبه اندلاع أحدث حرب في غزة.

وأدى القصف المتبادل إلى إجلاء عشرات آلاف الأشخاص من المناطق الواقعة على جانبي الحدود، وتصاعد القصف في الأسابيع القليلة الماضية إثر مقتل قيادي ميداني بارز من حزب الله.

وقال هنغبي في مؤتمر هرتسيليا “نحن والأميركيون سنخصص أسابيع الآن لمحاولة التوصل إلى تسوية”.

من المنتظر أن تعلن إسرائيل قريبا عن انتهاء الحملة العنيفة على القطاع، وهذا الأمر قد يشكل فرصة لترتيب دبلوماسي مع حزب الله

وأضاف “إذا لم يكن هناك ترتيب عبر الوسائل الدبلوماسية، يدرك الجميع أنه يتعين أن يكون هناك ترتيب عبر وسائل أخرى. وفي الوقت الحالي نفضل التركيز على الحملة الدبلوماسية”.

وكان مسؤولون غربيون حذروا نظراءهم في لبنان من تحرك عسكري إسرائيلي محتمل ضد بلادهم إذا فشلت محاولات التوصل إلى تسوية سياسية.

وقالت هيئة البث العبرية الرسمية الثلاثاء إن المسؤولين الغربيين “طالبوا لبنان بكبح جماح حزب الله، وإن إسرائيل جادة عندما تقول إنها ستتحرك عسكريا”.

ويتوافد مسؤولون غربيون إلى لبنان وإسرائيل على أمل خفض التصعيد، وآخرهم وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي حطت الرحال الثلاثاء في بيروت بعد زيارة إلى تل أبيب، فيما جددت كندا دعوة مواطنيها إلى مغادرة لبنان، قائلة “إن الوضع الأمني في البلاد أصبح مضطربا بشكل متزايد ولا يمكن التنبؤ به”.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان “رسالتي إلى الكنديين كانت واضحة منذ بداية الأزمة في الشرق الأوسط: هذا ليس الوقت المناسب للسفر إلى لبنان. وبالنسبة إلى الكنديين الموجودين حاليا في لبنان، فقد حان وقت المغادرة، بينما تظل الرحلات الجوية التجارية متاحة”.

ويرهن حزب الله وقف القصف بإنهاء إسرائيل الحرب التي تشنها على قطاع غزة، والتي أسفرت عن أكثر من 123 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.

ومن المنتظر أن تعلن إسرائيل قريبا عن انتهاء الحملة العنيفة على القطاع، وهذا الأمر قد يشكل فرصة لترتيب دبلوماسي مع حزب الله، وإن كان كثيرون لا يخفون توجسهم من أن يكون الأمر مقدمة لحرب جديدة في المنطقة.

2