الوقاية من الإصابة بأمراض القلب تبدأ من مرحلة الطفولة

أوهايو (الولايات المتحدة) – كشفت الدكتورة ليزلي تشو أن بالإمكان منع 90 في المئة من حالات الإصابة بأمراض القلب في جميع أنحاء العالم، والتي تبلغ حوالي 18 مليون حالة سنويا، وذلك باتباع خطوات وقائية منذ مرحلة الطفولة.
وتابعت تشو رئيسة قسم الوقاية من أمراض القلب والأوعية وإعادة التأهيل القلبي الوعائي في كليفلاند كلينك بولاية أوهايو الأميركية “حتى إذا كان لدى الشخص تاريخ عائلي من الإصابة بأمراض القلب، سيظلّ بإمكاننا الوقاية منها وحتى علاجها بفضل التقدّم الطبي المذهل”.
أمراض القلب والأوعية الدموية تعدّ سببا رئيسا للوفاة وتحدث ثلاثة أرباع هذه الوفيات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل
وأضافت “يظنّ الناس أن أمراض القلب مشكلة خاصة بكبار السن، ولكن الوقاية منها يجب أن تبدأ في مرحلة الطفولة”.
وأكّدت أهمية الشروع في الوقاية من أمراض القلب بدءا من مرحلة الطفولة، وذلك بإجراء فحوصات الكوليسترول في سنّ مبكرة ابتداء من السابعة للاطمئنان على صحتهم، قائلة إن الهدف يكمن في عدم جعل الأطفال يبدأون في تناول أدوية الكوليسترول في هذه السن المبكرة، ولكن جعلهم يفكّرون في أهمية اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
وتوصي الإرشادات الصادرة عن جمعية القلب الأميركية بأن يبدأ الشخص بإجراء فحوص ضغط الدم في سن العشرين وأن تُجرى هذه الفحوص كل عام؛ إذ يزيد ارتفاع ضغط الدم من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، ولكن لا تظهر على الشخص في العادة أية أعراض لارتفاع ضغط الدم، ومن هنا جاءت الحاجة إلى قياسه للتأكّد من حدوثه.
ويجب كذلك أن يخضع الشخص لفحص الكوليسترول مرة كل خمس سنوات على الأقل، وأكثر من ذلك في حال كان لديه أحد عوامل الخطر. كما ينبغي تقييم مؤشر كتلة الجسم لمعرفة ما إذا كان الشخص يتمتع بوزن صحي، فضلا عن فحص مستويات السكر في الدم لمعرفة ما إذا كان معرضا لخطر الإصابة بمرض السكري الذي قد يكون أيضا عامل خطر يساهم في الإصابة بأمراض القلب.
وتُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية سببا رئيسا للوفاة في جميع أنحاء العالم، إذ أودَت بحياة 17.9 مليون شخص عام 2019، وحدثت ثلاثة أرباع هذه الوفيات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ونجمت 85 في المئة من هذه الوفيات عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية، التي تحدث بسبب مجموعة من عوامل الخطر تشمل الأساليب الغذائية غير الصحية وقلّة النشاط البدني والتدخين وإدمان الكحول والتلوُّث.
وأضافت تشو أن بوسع أي إنسان في أي مكان حول العالم أن يقي نفسه من أمراض القلب، لاسيما عن طريق تناول الأطعمة منخفضة الملح والكوليسترول، وممارسة الرياضة بانتظام، والامتناع عن التدخين.
ولفتت إلى أن لدى النساء عوامل خطر إضافية، مشيرة إلى ما تُدعى “فجوة السنوات العشر بين الجنسين”، وأوضحت “تميل النساء إلى الإصابة بأمراض القلب في الستينات من العمر، مقارنة بالرجال الذين يصابون بها في الخمسينات، وذلك بسبب هرمون الأستروجين، لكن الإصابة بالسكري تقضي على هذه الفجوة. كذلك يُعدّ ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أثناء الحمل من عوامل الخطر الرئيسية للإصابة المبكرة بأمراض القلب”.
أما مَن يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية، كمرض السكري من النوع الأول والتصلّب المتعدد والذئبة، فمعرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بأمراض القلب، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المئة من المصابين بأمراض المناعة الذاتية هم من النساء.