"الوجوه المبتسمة" لا توفر حماية لصور الأطفال على الإنترنت

برلين- حذر المركز الاتحادي لحماية الأطفال والشباب من الميديا في ألمانيا من خطورة نشر صور الأطفال على شبكات التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنه لم يعد كافيا إخفاء وجوه الأطفال من خلال وضع ملصقات الرموز التعبيرية “الوجوه المبتسمة” (سمايلي) فوقها؛ حيث تقوم برامج الذكاء الاصطناعي الجديدة حاليا بإبطال فعالية هذه الحماية.
وأوضح المركز الألماني أنه يمكن كشف صور الأطفال بشكل كامل وإساءة استعمالها على الإنترنت لأغراض الاحتيال والابتزاز أو حتى لتصوير اعتداءات جنسية. وأشار الخبراء الألمان إلى أن نشر صور الأطفال أو مقاطع فيديو لهم على الإنترنت قد تكون له عواقب وخيمة حتى على المدى الطويل؛ نظرا لأن شبكة الإنترنت لا تنسى أبدا.
وقال الخبراء إنه عندما يقوم الآباء بنشر صور الأطفال ومقاطع الفيديو الخاصة بهم على شبكات التواصل الاجتماعي فإنهم بذلك يتنازلون عادة عن حقوق استخدام هذه المحتويات؛ حيث يمكن لهذه الشبكات استعمال الصور ومقاطع الفيديو في جميع أنحاء العالم ومشاركتها في بعض الأحيان مع جهات خارجية.
كما قد يكشف الآباء عن المعلومات الشخصية لأطفالهم دون وعي منهم، فإذا ذكر الآباء معلومات إضافية إلى جانب صور الأطفال، مثل الاسم أو العنوان أو المدرسة أو روضة الأطفال أو النادي، فقد يقوم الغرباء بالبحث عن الأطفال والتواصل معهم عن طريق المعلومات الشخصية.
◙ الآباء عندما ينشرون صور الأطفال ومقاطع الفيديو الخاصة بهم على شبكات التواصل الاجتماعي فإنهم بذلك يتنازلون عادة عن حقوق استخدام هذه المحتويات
وقد تؤدي الصور الفورية إلى التنمر الإلكتروني، حيث يمكن استعمال صور الأطفال بسهولة للتنمر عليهم وإحراجهم على شبكة الإنترنت، كما أن هذه الصور ومقاطع الفيديو قد تشكل أساسا لهجمات تنمر إلكتروني محتملة حتى بعد مرور سنوات طويلة.
وحذر الخبراء من الاستغلال الجنسي، حيث يمكن إساءة استعمال صور الأطفال لأغراض جنسية؛ ويسعى المتحرشون بالأطفال للحصول على مثل هذه الصور لكي يتم توزيعها وبيعها في المنتديات الإلكترونية ذات الصلة. وحتى الصور العادية وغير الضارة يمكن التلاعب بها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وقد تسخر الصور المعدلة من الطفل أو يتم تصويره في مواقف غير مناسبة أو قد تحتوي على محتويات للتشهير به.
وأكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي ساعد على تطوير تقنية التزييف العميق الموجودة سابقا، وأتاح لأشخاص أقل احترافية على المستوى التقني استخدام أدوات ذكية سهّلت العمل بهذه التقنية لغايات تضر بالأطفال والقاصرين أصحاب المحتوى الإلكتروني على مواقع الويب أو تطبيقات الوسائط الاجتماعية.
ويزداد عدد الأهالي الذين أصبحوا على دراية بمخاطر مشاركة الصور والمقاطع المصورة الخاصة بالقاصرين على صفحات التواصل الاجتماعي، إذ يمكن استخدامها للتنمر، أو يساء استخدامها من قبل بعض الأشخاص للتهديد بنشر صور “مزيفة عميقة” انطلاقا من صور حقيقية للحصول على مكتسبات مادية.
ومن أمثلة إساءة استخدام صور القاصرين، اتهام طلاب مدرسة ثانوية في ولاية نيوجيرسي الأميركية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور جنسية لزملائهم باستخدام الصور الأصلية، وفي إسبانيا، قال أهالي أكثر من 20 فتاة تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عامًا، إن صور بناتهن جرى تعديلها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور جنسية.