الهند ملجأ صانعي الطائرات لتفادي أزمة سلاسل التوريد الغربية

شركات تصنيع الطائرات التي تم تقييد إنتاجها تقول إنها تريد الحصول على المزيد من الهند لتلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي.
الثلاثاء 2025/02/18
الهند تساهم بأكثر من مليار يورو في سلسلة توريد أيرباص الإجمالية

بنغالورو (الهند) - لاحظ خبراء في صناعة الطائرات أن شركات أيرباص وكولينز إيروسبيس وبرات آند ويتني ورولز رويس تعمل على توسيع مصادر قطع الغيار من الهند، مما يدفع النمو في القطاع الناشئ بالبلاد ويغذي الأعمال المحلية للارتقاء بمستوى أدائها.

ومن بين الشركات التي تستغل هذه الموجة لتفادي أزمة سلاسل التوريد الغربية نتيجة الحروب التجارية المستمرة، شركتا هيكال تكنولوجيز وجي.جي إيرو ومقرهما ببنغالورو، وهي ثالث أكبر مدينة هندية.

وقال ياشاس جايفير شاشيكيران، المدير الإداري المشترك لهيكال، إن الشركة، وهي المورد لشركة رايثيون تكنولوجي وبوينغ وغيرها، “تهدف إلى مضاعفة الإيرادات إلى 5 مليارات روبية (57.57 مليون دولار) من قسم الطيران في غضون ثلاث سنوات.”

وقال أنوج جونجونوالا، الرئيس التنفيذي لجي.جي إيرو، التي تقع أيضا في المركز الصناعي في بنغالورو، إن شركته “استغرقت 12 عاما لتحقيق مليوني دولار من الإيرادات لكنها ارتفعت إلى 20 مليون دولار في السنوات الست الماضية.”

والنمو هو جزء من طفرة في صناعة الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث يتوقع أن تكون إيرادات عام 2024 أعلى بنسبة 54 في المئة من مستويات 2019، بينما تظل أميركا الشمالية وأوروبا أقل بنسبة 3 و4 في المئة، وفقا لشركة أكسنتشر للأبحاث.

هيو مورغان: الهند هي الحل الأفضل الآن لتحديات سلسلة التوريد
هيو مورغان: الهند هي الحل الأفضل الآن لتحديات سلسلة التوريد

وقال جونجونوالا “في وقت سابق، كنا نطارد الزبائن. الآن، هم مهتمون بنفس القدر بتقييم ورش الآلات الهندية”، مضيفا أن “العقود يتم توقيعها بشكل أسرع وأن عمليات التجهيز تتم بشكل أسرع من أي وقت مضى.”

وتنتج الشركات أجزاء لعتاد الهبوط والأجنحة وجسم الطائرة والمفاتيح الكهربائية وأنظمة التحكم في الحركة الضرورية لسلامة الطيران والأداء.

وتقول شركات تصنيع الطائرات والمحركات الغربية الرائدة، التي تم تقييد إنتاجها بسبب الإضرابات وحدود الإنتاج ونقص الأجزاء والعمالة منذ الوباء، إنها تريد الحصول على المزيد من الهند لتلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي.

وقال هيو مورغان، نائب الرئيس الأول لمشتريات الطيران في رولز رويس، الأسبوع الماضي في حدث صناعي إن “الهند هي الحل الأفضل لتحديات سلسلة التوريد.”

وأضاف “تنمو أحجام محركاتنا بنحو 20 في المئة وسلاسل التوريد التقليدية غير قادرة على دعمها.” وتابع “الهند هي … أفضل سوق من حيث التكلفة.”

وتخطط الشركة البريطانية لمضاعفة مصادرها من الهند في غضون خمس سنوات.

وتعتبر البلاد من بين أكبر مشتري الطائرات في العالم، ومع ذلك لا تمثل سوى واحد في المئة من سوق سلسلة التوريد العالمية، وفقا لجمعية الطيران والفضاء الهندية التي تم تشكيلها مؤخرا.

وقال أرافيند ميليجيري الذي يعمل في شركة التوريد إيكس “بعد كوفيد، وصلت صناعة الطيران والفضاء العالمية إلى نقطة تحول.”

وأوضح أنه بينما بدأ هذا التحول في عام 2020، فإن صناعة الطيران هي صناعة بطيئة الحركة، ويستغرق الأمر وقتا حتى تتحقق التغييرات.

والهند، ثالث أكبر سوق طيران محلي في العالم من حيث المقاعد، هي أيضا من بين أسرع الأسواق نموا، مما يدفع الطلب على خدمات الصيانة والأجزاء.

الهند تعتبر من بين أكبر مشتري الطائرات في العالم، ومع ذلك لا تمثل سوى واحد في المئة من سوق سلسلة التوريد العالمية

وقال كامبل ويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة طيران الهند، لرويترز إن “طلبات الطائرات الضخمة من إنديا جو وأير إنديا تغذي النمو عبر النظام البيئي للطيران.”

وعلى الرغم من أن الشركات الهندية زودت صناعة الطيران العالمية التي تبلغ قيمتها 180 مليار دولار منذ فترة طويلة، إلا أنها تنتقل الآن من التصنيع الأساسي إلى أعمال ذات قيمة أعلى مثل التصميم والهندسة وتكامل الأنظمة.

وفي عام 2024، منحت شركة أيرباص عقدها الثاني لأبواب الطائرات في غضون عام للموردين الهنود.

وقال ميشيل نارشي، رئيس العمليات الدولية في أيرباص، “تساهم الهند بأكثر من مليار يورو حاليا في سلسلة توريد أيرباص الإجمالية ونتوقع مضاعفة ذلك”، وأضاف “كل طائرة تجارية من طائرات أيرباص اليوم تحتوي على جزء أو مكون مصنوع في الهند.”

وعقدت وزارة الطيران المدني الهندية اجتماعا الأسبوع الماضي مع قادة الصناعة حول تعزيز تصنيع المكونات، وفقا لما ذكره المدير العام لجمعية الشركات الهندية والعالمية (أي.آي.أي) سرينيفاسان دواراكاناث.

وقال دواراكاناث إن “الخطوة الرئيسية نحو إضافة القيمة الحقيقية ستكون المصادر المحلية للمواد الخام مثل الألومنيوم والصلب والتيتانيوم، مما يؤدي في النهاية إلى اعتماد التصميمات التي صنعها الموردون الهنود.”

وتقدر أي.آي.أي أن صناعة الطيران في الهند ستستحوذ على 10 في المئة من سوق سلسلة التوريد العالمية في غضون عقد من الزمن، ومن المتوقع أن تصل السوق العالمية إلى 250 مليار دولار سنويا بحلول عام 2033.

وقال جايفير “واجهت الهند أيضا التحديات الأولية المتمثلة في كونها بعيدة جسديا عن الأسواق الرئيسية في الولايات المتحدة وأوروبا.”

وأضاف “لقد استغرق بناء النظام البيئي بعض الوقت للحصول على الموافقات الهندسية ومواعيد التأهيل وتوفير المواد الخام، ولكن الآن أصبحت الهند جاهزة.”

11