الهند تحض مسؤوليها على تجنب الخوض في المسائل الدينية

الحزب القومي الهندوسي يطلب من المسؤولين توخي الحذر في المسائل الدينية بعد احتجاج دول إسلامية.
الأربعاء 2022/06/08
مسلمو الهند تحت وطأة الضغوط

نيودلهي - طلب زعماء الحزب القومي الهندوسي الحاكم في الهند الثلاثاء من المسؤولين توخي “الحذر الشديد” عند الحديث عن المسائل الدينية في المنتديات العامة بعد أن أثارت تصريحات مسيئة للنبي محمد احتجاجات من دول إسلامية.

وتتعرض الأقلية المسلمة في الهند لقدر كبير من الضغوط ابتداء من حرية العبادة إلى ارتداء الحجاب في ظل حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

ووقعت اشتباكات بين الهندوس والمسلمين خلال مواكب دينية في الآونة الأخيرة، وكانت أحداث شغب دامية قد وقعت في عامي 2019 و2020.

وقال اثنان من زعماء حزب بهاراتيا جاناتا إنه جرى توجيه تلك التوجيهات الشفهية لأكثر من ثلاثين من كبار المسؤولين وبعض الوزراء الاتحاديين المصرح لهم بالمشاركة في المناقشات التي تستضيفها القنوات الإخبارية الهندية التي تبث غالبا على الهواء مباشرة لملايين من المشاهدين.

وأوضح زعيم بارز في حزب بهاراتيا جاناتا ووزير في الحكومة الهندية “لا نريد أن يتحدث المسؤولون في الحزب بطريقة تضر بالمشاعر الدينية لأي طائفة (…) يجب ضمان نشر مبادئ الحزب بطريقة متطورة”.

ويعد حزب بهاراتيا جاناتا أكبر حزب سياسي في العالم من حيث عدد الأعضاء إذ يبلغ حوالي 110 ملايين معظمهم من الهندوس، في حين يُشكل المسلمون حوالي 13 في المئة من سكان الهند البالغ عددهم 1.35 مليار نسمة.

وفي الأسبوع الماضي أوقف حزب بهاراتيا جاناتا المتحدثة باسمه وفصل مسؤولا آخر بعد أن طالبت الدول الإسلامية الحكومة الهندية باعتذار واستدعت دبلوماسيين للاحتجاج على التصريحات المعادية للإسلام التي تم الإدلاء بها خلال مناظرة تلفزيونية.

تم توجيه توجيهات شفهية لأكثر من ثلاثين من كبار المسؤولين المصرح لهم بالمشاركة في المناقشات الإعلامية

وكانت قطر والسعودية وسلطنة عمان ودولة الإمارات وإندونيسيا وأفغانستان وباكستان وإيران من بين الدول التي أعلنت عن احتجاجها.

وقالت منظمة التعاون الإسلامي ذات النفوذ والمؤلفة من سبع وخمسين دولة عضو في بيان إن “الإهانات تأتي في سياق زيادة حدة الكراهية والإهانات للإسلام في الهند والمضايقات الممنهجة التي يتعرض لها المسلمون هناك”.

وعلى الرغم من أن حزب مودي ينفي أي تصاعد للتوتر الطائفي خلال فترة حكمه، فإنه شجع الجماعات الهندوسية المتشددة في السنوات الماضية على تبني قضايا تقول إنها تدافع عن عقيدتها، مما أدى إلى تصاعد المشاعر المعادية للمسلمين.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي للكونغرس عن الحريات الدينية في العالم والصادر في يونيو إن هجمات على أفراد من الأقليات تتضمن القتل والاعتداء والترهيب وقعت في الهند خلال عام 2021.

واعتبرت وزارة الخارجية الهندية في بيان أن التغريدات والتصريحات المسيئة لا تعكس بأي حال وجهة نظر الحكومة.

ويقول خبراء في السياسة الخارجية إن مودي وثَّق في السنوات القليلة الماضية العلاقات الاقتصادية مع الدول الغنية بالطاقة في منطقة الخليج وهي المصدر الرئيسي لواردات بلاده من الوقود.

واندلعت احتجاجات على نطاق صغير في بعض أنحاء الهند حيث طالبت الجماعات الإسلامية باعتقال المتحدثة باسم الحزب الحاكم الموقوفة عن العمل.

5