الهستيريا التركية من مصر تطال الدول الأوروبية

أنقرة – جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء هجومه على مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية الكامنة خلف هذه الهستيريا التركية، وهل تأتي بسبب تخوّف أنقرة من عودة القاهرة إلى لعب دور متقدم على الساحة الإقليمية والدولية، خاصة وأن التصعيد جاء متزامنا مع احتضان شرم الشيخ المصرية أول قمة عربية أوروبية.
وطال هجوم أردوغان دول الاتحاد الأوروبي لمشاركتها في قمة شرم الشيخ، وقال في كلمة له بمحافظة غيريسون شمال شرق تركيا “هل نستطيع أن نتحدث عن الديمقراطية في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي قبلت دعوة ‘الانقلابي’ السيسي الذي أعدم 42 رجلا منذ توليه السلطة من بينهم تسعة شباب الأسبوع الماضي، رغم أن عقوبة الإعدام محظورة (في الاتحاد الأوروبي)؟”.
وأضاف “هل نستطيع التحدث عن الحقوق والحريات هناك؟.. هل من الممكن أن نفهمهم؟ الاتحاد الأوروبي ليس مخلصاً” لمبادئه.
وكانت السلطات المصرية نفذت في 20 فبراير حكما بإعدام تسعة مدانين بتهمة اغتيال النائب العام هشام بركات في 2015.
والتقى نحو 40 من القادة الأوروبيين والعرب في قمة استغرقت يومين بدأت الأحد في منتجع شرم الشيخ المصري استضافها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وركزت على العلاقات العربية الأوروبية وسبل تطويرها، وعلى التحديات المشتركة بينها ظاهرة الإرهاب.
وكانت تركيا قد استبقت انعقاد القمة بهجوم عنيف، رغم أن الفترة الماضية قد شهدت هدنة إعلامية بين الطرفين. واستمر هذا الهجوم بقيادة أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو الذي اتهم في وقت سابق الدول الأوروبية بـ”النفاق”.
وقال أوغلو “من الأمثلة على ازدواجية المعايير والنفاق تقديم قادة الاتحاد الأوروبي الدعم للسيسي والتواجد في نفس المكان معه في الأيام التي تلت استشهاد وإعدام تسعة أشخاص”. وأضاف للصحافيين في أنقرة “عندما ننظر إلى القادة الذين يحكمون أوروبا اليوم، بما في ذلك قادة الاتحاد الأوروبي، نجد أنه لا توجد قيم بل مصالح فقط”.
ولا تقيم أنقرة علاقات مع القاهرة منذ انهيار حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد انتفاضة شعبية ضد الجماعة ورئيسها محمد مرسي، بيد أن مراقبين لمسوا في الأشهر الماضية تراجعا في الخطاب التركي العدائي تجاه مصر، حتى أن أنقرة سلمت القاهرة في الشهر الماضي أحد المطلوبين.
ويربط كثيرون عودة التصعيد التركي ضد القاهرة بالتخوّف من تنامي النفوذ المصري الإقليمي بعد انكماشه خلال السنوات الخمس الماضية بفعل تركيز مصر على معالجة أوضاعها الداخلية سواء لجهة التدهور الاقتصادي أو لجهة الحرب على الإرهاب.