الهروب من جحيم داعش يوقع العراقيين تحت معاناة الاحتجاز لدى القوات الحكومية

السبت 2017/06/24
أي طريق للهرب

بغداد - يحاول سكان آخر ثلاث مناطق يسيطر عليها داعش في أقصى غرب محافظة الأنبار الحدودية، الهرب نحو مواقع القوات العراقية، وسط ظروف بيئية وجوية قاسية، وفي ظل المخاطر المتعلقة بتعرضهم للتصفية في حال اكتشاف أمرهم.

وحتى الآن، هربت نحو ألف عائلة من مناطق عنه وراوة والقائم، نحو مناطق الرطبة وهيت، في غرب الأنبار، لكن الإجراءات التي تنتظرها ربما لن تشجع باقي العوائل على الهرب.

وبعد أن تخاطر العوائل الهاربة، بفرص تعرض مخططاتها للكشف من قبل عناصر داعش ومن ثم تصفيتها بأبشع الطرق، وأمام أنظار الناس، عليها اجتياز المئات من الكيلومترات في الأراضي الصحراوية بعجلات لا يتوفر لها القدر الكافي من الوقود، وصولا إلى أقرب منطقة تسيطر عليها القوات العراقية، لتجد في انتظارها إجراءات عزل شديدة القسوة، تفصل الرجال عن النساء، وتعتمد على معسكرات احتجاز تفتقر إلى أبسط مقومات الحاجة البشرية.

واشتدت في الأسابيع القليلة الماضية، موجات الهاربين من مناطق داعش، وسط أنباء متزايدة عن اقتراب موعد تحرك القوات العراقية نحوها.

ويعلل قادة الأجهزة الأمنية، الإجراءات القاسية التي يتعرض لها الهاربون من المناطق الغربية، بإمكانية وجود متسللين من تنظيم داعش معهم.

ولكن الرجال المرافقين لهذه العوائل يقولون إنهم خضعوا للتدقيق الأمني في ثلاثة مواقع، داخل الأنبار، حتى الآن، من دون أن تثبت صلة أحدهم بداعش، ومع هذا فهم معزولون عن عوائلهم وممنوعون من الحركة.

وتقول عوائل هربت من داعش منذ أسبوعين، ولكنها مازالت محتجزة في مخيمات تحت سيطرة السلطات الأمنية، إنه لولا مساعدات، هي عبارة عن سلال غذائية عاجلة، يقدمها بعض سكان المناطق القريبة، لحدثت مجاعة.

وتقول هذه العوائل إن الإجراءات التي تنتظرها في المواقع التي تسيطر عليها القوات العراقية لن تشجع السكان الذين مازالوا تحت سيطرة تنظيم داعش على التفكير في الفرار.

ويقول قادة الأجهزة الأمنية إنهم يواجهون مشاكل كبيرة في التعامل مع ملف “عوائل الدواعش”، وهو مصطلح يطلق على عوائل انخرط أبناؤها في تنظيم داعش.

ويقول هؤلاء إن ثلاث عمليات انتحارية وقعت في مناطق متفرقة من الأنبار خلال مايو ويونيو واستهدفت القوات العسكرية والمدنيين، وقتلت العشرات من الأشخاص، ثبت أن منفذيها ينحدرون من عوائل متهمة بتأييد داعش، سمح لها بالبقاء في منازلها.

ويخشى هؤلاء القادة أن تكون العوائل الجديدة القادمة من عنه وراوة والقائم حواضن لانتحاريين، يخططون لمهاجمة المناطق المحررة.

ويقول القادة إن الاعتداءات الانتحارية الأخيرة في منطقتي هيت والبغدادي، غرب الأنبار، تزيد من الضغط عليهم، وتجبرهم على اتّباع إجراءات عزل قاسية مع كل من يأتي من مناطق سيطرة داعش. ولكنهم يقرون في الوقت نفسه بعدم وجود أي حل لحسم ملف هؤلاء.

ويقول هؤلاء إن بعض سكان المناطق المحررة لجأوا إلى أخذ الثأر بأنفسهم من عائلة تورط أحد أبنائها في الهجمات الأخيرة. ويقولون أيضا إن دائرة الانتقام شملت أحيانا جميع العوائل المتهمة، ولم تقتصر على العائلة التي تورط أحد أبنائها بشكل مباشر في عملية ما.

وتدرس السلطات المختصة نقل هذه العوائل إلى منطقة نائية في الصحراء بعد تجهيزها، لتكون شبيهة بالمجمع السكني. لكن هذا الاقتراح يواجه مخاوف تحول هذا المجمع إلى معسكر لتفريخ المتطرفين، نتيجة العزل الاجتماعي.

1