الهجوم الصاروخي الإيراني الفاشل يقدم أفضل تسويق لمنظومة آرو الإسرائيلية

لا تنحصر مخاوف تل أبيب في برنامج إيران النووي، بل تشمل أيضا التحديات التي يفرضها وجود ميليشيات مسلحة موالية لطهران على جنباتها.
الجمعة 2024/05/17
آرو لعب دورا محوريا في عملية اعتراض الصواريخ الإيرانية

القدس – قال الرئيس التنفيذي للهيئة المطورة لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية “آرو” إن عددا من الدول مهتمة حاليا بشراء تلك الأنظمة بعد أن ساعدت في إحباط هجوم إيراني كبير بالصواريخ والطائرات المسيرة الشهر الماضي ليقدم أفضل تسويق لهذه المنظومة.

وشمل الهجوم الذي شنته إيران ليلا بين يومي 13 و14 أبريل الماضي أكثر من مئة صاروخ باليستي، صدتها إسرائيل بالدرع الدفاعي متعدد الطبقات بمساعدة حلفاء. وذكر سلاح الجو الإسرائيلي أن نظام آرو “نفذ الجزء الرئيسي” في عملية الاعتراض.

وصرح بوعز ليفي، الرئيس والمدير التنفيذي لهيئة صناعات الطيران الإسرائيلية المملوكة للدولة والمطور الرئيسي للمشروع، بأن ذلك النجاح أثار اهتماما عالميا على الفور. والولايات المتحدة مشاركة في مشروع آرو الذي تشارك بوينغ في إنتاجه.

وقال ليفي لرويترز “اتصل بنا عدد من الدول لطلب معلومات. أنا متفائل جدا بأنه سيكون هناك المزيد من الصفقات بشأن نظام آرو لاسيما بعد العرض التوضيحي الخاص جدا الذي قدمناه”. ورفض تحديد أي من تلك الدول لأن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى.

الطبقة العليا من الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، من نظام آرو والقبة الحديدية، تتشكل لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى

وتتشكل الطبقة العليا من الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية من نظام آرو والقبة الحديدية التي تتعامل مع التهديدات بأسلحة قصيرة المدى مثل قذائف المورتر (الهاون) والصواريخ، ونظام مقلاع داود لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى.

ووافقت إسرائيل، بعد قبول أميركي، العام الماضي على بيع منظومة آرو – 3 لألمانيا في صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار، وهي أكبر صفقة دفاعية لها على الإطلاق. ويأتي الاتفاق بينما ألمانيا وجيرانها في أوروبا يعملون على تعزيز الإنفاق الدفاعي في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا.

وقال ليفي إن الاتفاق الألماني استغرق ما يقرب من عامين للتوقيع، ومن المرجح أن يكون هذا الإطار الزمني المتوقع لصفقات جديدة قيد الإعداد. وأضاف أن هذه العملية تتم بين الحكومات وتحتاج مرة أخرى إلى موافقة الولايات المتحدة.

وفي فبراير 2021 أعلنت إسرائيل أنها تعمل على تطوير الدرع الصاروخية الباليستية الجديدة “آرو – 4” بالتعاون مع الولايات المتحدة، وهي مستوى جديد من نظام دفاعي شيّدته مع التركيز خصيصا على إيران.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بيني غانتس “تطوير آرو – 4 مع شركائنا الأميركيين سيؤدي إلى قفزة تقنية وميدانية ويعدنا لميدان القتال المستقبلي والتهديدات التي تطرأ في منطقة الشرق الأوسط وخارجها”.

وتعمل منظومات الصواريخ آرو – 2 وآرو – 3 بالفعل ضمن نظام متعدد المستويات يهدف إلى اعتراض وتدمير الصواريخ القادمة في المجال الجوي والفضاء.

وتسرّع إسرائيل وتيرة تحديث وتطوير ترسانتها العسكرية، في ظل مخاوف من مواجهة تبدو وفق الكثيرين حتمية مع النظام الإيراني الذي يتخذ من العداء لإسرائيل ديدن وجود.

tty

ولا تنحصر مخاوف تل أبيب في برنامج إيران النووي، بل تشمل أيضا التحديات التي يفرضها وجود ميليشيات مسلحة موالية لطهران على جنباتها، فضلا عن برنامجها للصواريخ الباليستية، الذي يقول المسؤولون الإسرائيليون إنه تهديد لأمن بلادهم وللعالم.

وتقدر كلفة كل صاروخ اعتراض في القبة الحديدية، والذي يستخدم بشكل متكرر لإسقاط الصواريخ القادمة من غزة ولبنان، بـ50 ألف دولار. بينما تأتي صواريخ آرو على مستوى مختلف.

وأوضح ليفي أن “كلفة صاروخ الاعتراض من طراز آرو تعادل كلفة صواريخ اعتراض مماثلة في جميع أنحاء العالم، بل إنها قد تكون أرخص. تتجاوز الكلفة المليون دولار”، دون أن يخوض في التفاصيل. ودفع الهجوم الإيراني شركة صناعات الطيران الإسرائيلية إلى تعزيز إنتاج أنظمة آرو الحالية وكذلك تطوير الجيل التالي منها آرو – 4، الذي سيحل محل آرو – 2.

وقال ليفي “إنها عملية متسارعة للغاية نحو بدء الإنتاج. ونقوم بذلك بالتنسيق الكامل مع المؤسسة الأمنية هنا في إسرائيل ووكالة الدفاع الصاروخي الأميركية”. ورفض تحديد موعد اكتمال تطوير منظومة آرو – 4.

1