الهجمات على إسرائيليين تشعل نار معاداة السامية في أوروبا

التذكير بالمذابح ضد اليهود يعني أن إسرائيل لا تريد ربط الهجمات بحرب غزة فقط بل بتاريخ أوروبا.
السبت 2024/11/09
إسرائيل تستغل أحداث أمستردام لزيادة الضغط على الأوروبيين

أمستردام - تنادى المسؤولون الأوروبيون لإدانة هجمات على إسرائيليين زاروا هولندا لحضور مباراة في كرة القدم الليلة قبل الماضية، لكن الإدانات قد لا تمنع اشتعال نار معاداة السامية داخل أوروبا، خاصة أن الإسرائيليين يقولون إن الهجمات تذكرهم بالمذابح ضد اليهود في أوروبا، في استدعاء لمآسي الماضي التي يجهد الأوروبيون أنفسهم للتبرؤ منها.

ويشير التذكير بالمذابح ضد اليهود في أوروبا إلى أن إسرائيل لا تريد أن يتم ربط الهجمات بالحرب في غزة ولبنان وبالجالية العربية والمسلمة فقط، وتنظر إلى الهجمات من زاوية أن أوروبا لم تشف من معاداة السامية، وهو ما من شأنه أن يزيد الضغوط على القادة الأوروبيين. وجاءت الهجمات متزامنة مع ذكرى ليلة الزجاج المكسور، حيث قالت السفارة الإسرائيلية “عشية ليلة الزجاج المكسور -عندما واجه اليهود في ألمانيا النازية هجمات وحشية- من المروع أن نشهد العنف المعادي للسامية في شوارع أوروبا مرة أخرى”.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس في منشور على منصة إكس إن “التقارير عن العنف ضد المشجعين الإسرائيليين في أمستردام لا تحتمل. لا يمكننا قبول هذا. يجب أن يشعر اليهود بالأمان في أوروبا”. ويعرف شولتش خطورة النار التي يخطط البعض لإشعالها وخلق مناخ شبيه بمناخ الحرب العالمية الثانية وما تخلله من استهداف لليهود بالتزامن مع صعود اليمين المتطرف وظهور النازيين الجدد وشحن المتشددين الإسلاميين للجالية من بوابة حرب غزة لمعاداة اليهود.

وأعلنت مدينة أمستردام حظر المظاهرات لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من الجمعة بعد هجمات وصفتها رئيسة بلدية أمستردام فمكه هالسما بأنها “مجموعات كر وفر معادية للسامية”، فيما قالت إسرائيل إنها ستعيد الكثير من المشجعين. وذكرت هالسما أن مشجعي فريق مكابي تل أبيب “تعرضوا للهجوم والإيذاء والرشق بالألعاب النارية” في أنحاء المدينة، وأن شرطة مكافحة الشغب تدخلت لحمايتهم ومرافقتهم إلى الفنادق.

أولاف شولتس: التقارير عن العنف ضد المشجعين الإسرائيليين في أمستردام لا تحتمل
أولاف شولتس: التقارير عن العنف ضد المشجعين الإسرائيليين في أمستردام لا تحتمل

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تدخل شرطة مكافحة الشغب في اشتباكات ردد فيها بعض المهاجمين عبارات معادية لإسرائيل. لكن بعض اللقطات أظهرت أيضا مشجعين إسرائيليين يرددون شعارات معادية للعرب قبل المباراة جرت مساء الخميس بين فريقي أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب.

وقال جوني بوجربتسي، وهو مشجع إسرائيلي جاء إلى أمستردام لمتابعة المباراة، “لقد رأينا الكثير من المظاهرات، والكثير من الناس يركضون. كان الأمر مرعبا حقا”. وأرسلت إسرائيل طائرتين إلى هولندا لإعادة المئات من مشجعي كرة القدم الإسرائيليين بعد هجمات وقعت الليلة قبل الماضية في شوارع أمستردام وصفها مسؤولون بأنها معادية للسامية.

وزادت الحوادث المعادية للسامية في هولندا منذ أن شنت إسرائيل هجومها على غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر العام الماضي، وأبلغت عدة منظمات ومدارس يهودية عن تلقيها تهديدات ورسائل كراهية.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن أمر إرسال الطائرتين جاء بعد “واقعة عنيفة للغاية” استهدفت مواطنين إسرائيليين في أعقاب المباراة. ويوصف أياكس أمستردام عادة بأنه ناد يهودي. وقال المكتب “هذه واقعة خطيرة تمثل إشارة تحذير لأي دولة ترغب في الالتزام بقيم الحرية”.

وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف إنه شعر بـ”الفزع إزاء الهجمات المعادية للسامية على مواطنين إسرائيليين”. وشدد على أن “هذا أمر غير مقبول على الإطلاق”. وأضاف أنه أكد لنتنياهو في اتصال هاتفي على “أنه سيتم تحديد هوية الجناة ومحاكمتهم”.

وقال السياسي المناهض للمسلمين خيرت فيلدرز، زعيم أكبر حزب في الحكومة الهولندية، “أشعر بالخزي لحدوث هذا في هولندا”. وفي منشور على منصة إكس اتهم “مسلمين مجرمين” بالوقوف وراء ما حدث وطالب بترحيلهم. وذكرت السفارة الإسرائيلية في لاهاي أن حشودا رددت شعارات معادية لإسرائيل، ونشرت السفارة مقاطع فيديو عن العنف على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تظهر “ركل مواطنين إسرائيليين وضربهم وحتى دهسهم”.

وكان الرئيس إسحق هرتسوغ من بين كبار السياسيين الإسرائيليين الذين قالوا إن أعمال العنف تعيد إلى الذاكرة الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل العام الماضي وكذلك الهجمات على اليهود الأوروبيين في مذابح القرون السابقة. وكتب في رسالة على منصة إكس “نتابع بذعر الصور ومقاطع الفيديو المروعة التي كنا نأمل منذ السابع من أكتوبر ألا نراها مرة أخرى: مذبحة معادية للسامية تجري حاليا ضد مشجعي مكابي تل أبيب والمواطنين الإسرائيليين في قلب أمستردام”.

1