الهجمات الفردية كابوس يطارد لابيد المقبل على انتخابات مصيرية

تكرار الهجمات يكشف عدم صحة ما تروجه الحكومة الإسرائيلية عن استعادة قوة الردع.
الاثنين 2022/08/15
زيادة نسق الهجمات مع اقتراب موعد الانتخابات في إسرائيل

القدس- يسلط الهجوم المسلح الذي وقع وسط مدينة القدس فجر الأحد، وأدى إلى وقوع ثمانية جرحى إسرائيليين، إصابة اثنين منهم بالغة، الضوء على التحديات التي تواجهها القيادة السياسية الإسرائيلية والأجهزة الأمنية في مواجهة العمليات الفردية الفلسطينية.

ويرى محللون أن حصول مثل هذه الهجمات كان متوقعا بعد التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، ضد حركة الجهاد الإسلامي، وأن هناك على ما يبدو قرارا متخذا بين الحركة وعدد من الفصائل الأخرى لزيادة نسق هذه العمليات مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في إسرائيل المقررة في نوفمبر المقبل، في مسعى لإحراج القوى الممثلة في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.

ويشير المحللون إلى أن الهجوم يكشف عدم صحة ما يروجه رئيس الوزراء الإسرائيلي عن استعادة قوة الردع، لافتين إلى أن تكرار مثل هذه العمليات قد يكون مكلفا كثيرا بالنسبة إلى لابيد الذي يعتزم الفوز في انتخابات الكنيست، السادس والعشرين.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية عن توقيف أمير صيداوي، المتهم بتنفيذ الهجوم المسلح الذي استهدف حافلة، قرب موقف لمحطة الباصات القريب من حائط البراق. وصرح المتحدث باسم الشرطة كان إيلي ليفي للإذاعة العامة بأن “الإرهابي بين أيدينا”، وذلك بعد ساعات من تنفيذ الهجوم.

◙ الهجوم من شأنه أن يثير موجة من المخاوف لدى الإسرائيليين من المشاركة في العملية الانتخابية

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته “إنه مهاجم وحيد، من سكان المدينة ومن أصحاب السوابق”. وهدد لابيد بملاحقة منفذي العمليات، قائلا “لن يكون لهم مكان يلجؤون إليه، سنلاحقهم في كل مكان”.

وكانت “نجمة داود الحمراء”، وهي منظّمة الإسعاف الطبّي في إسرائيل، قد صرحت في وقت سابق بأن الهجوم أسفر عن “إصابة سبعة جرحى” هم “امرأة وستّة رجال”، مشيرة إلى أنّ حالة اثنين منهم حرجة. قبل أن تعلن الشرطة عن ارتفاع حصيلة الجرحى إلى ثمانية أشخاص.

وأعلن متحدث باسم السفارة الأميركية في القدس “نستطيع أن نؤكد وجود مواطنين أميركيين بين الضحايا”. وأضاف “نجمع المزيد من المعلومات”.

وكشف المتحدث باسم مستشفى شعار سيدك في القدس أن الفرق الطبية اضطرّت إلى إجراء عملية قيصرية لامرأة حامل أصيبت خلال الهجوم. وأضاف أنها “لا تزال موصولة بالأنابيب وهي في حالة خطيرة. وُلد الطفل وحالته مستقرة”.

وسارعت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بـ”عملية إطلاق النار البطولية” من دون أن تتبنّاها، معتبرة أنها “رد على جرائم الاحتلال في غزة ونابلس”.

وأكد المتحدث باسم حماس عن مدينة القدس محمد حمادة أن “العملية تتجلى فيها الصورة الحقيقية لواقع الشعب الفلسطيني المتمسك بخيار المقاومة والوفي لوصية الشهداء”.

يائير لابيد: سنلاحق منفذي العمليات، ولن يكون لهم مكان يلجؤون إليه

ويرى المحللون أن الهجوم الذي وقع في القدس من شأنه أن يثير موجة من المخاوف لدى الإسرائيليين من المشاركة في العملية الانتخابية، وهو ما حاول لابيد خلال ترأسه للاجتماع الحكومي تبديده بالتأكيد على أن”القدس آمنة ومفتوحة وقوية وتستقبل السياح والسكان بترحاب”.

وقال دانيال كانييفسكي سائق الحافلة، التي تعرضت للهجوم، لمجموعة صغيرة من الصحافيّين في الموقع، “كنتُ عائدًا من حائط المبكى. كانت الحافلة مليئة بالركّاب. توقّفتُ عند موقف الحافلات في منطقة قبر داود. في تلك اللحظة، بدأ إطلاق النار”.

وأضاف كانييفسكي وهو يقف أمام الحافلة التي اخترقها الرصاص “رأيتُ شخصين في الحافلة ينزفان. كان الجميع مذعورين”.

وفي الربيع، قُتل 19 شخصًا، غالبيّتهم من المدنيّين الإسرائيليّين داخل إسرائيل، معظمهم في هجمات شنّها فلسطينيّون. كما قُتل ثلاثة مهاجمين من العرب في إسرائيل.

عقب ذلك، كثّفت السلطات الإسرائيليّة عمليّاتها في الضفّة الغربيّة المحتلّة. وقُتل أكثر من خمسين فلسطينيًا منذ أواخر مارس، بينهم مسلّحون مشتبه بهم ومدنيّون، في عمليّات وحوادث شهدتها الضفّة الغربيّة.

وشنت إسرائيل الأسبوع الماضي، عملية عسكرية دامية استهدفت حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وأسفرت عن مقتل ما لا يقلّ عن 49 فلسطينيًا، من بينهم العديد من الأطفال وفق حصيلة فلسطينية. وردت عليها الحركة بإطلاق دفعات من الصواريخ باتجاه إسرائيل.

وتمّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار مساء الأحد بوساطة مصريّة ما سمح الاثنين بإعادة فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزّة الخاضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 15 عامًا، لكن مراقبين يرون أن الاتفاق يبقى هشا في ظل تلويح حركة الجهاد باستئناف القتال في حال لم يتم الإفراج عن معتقلين لدى إسرائيل من بينهم قيادي ينتمي إلى الحركة.

2