الهجمات الصاروخية تعود إلى المنطقة الخضراء وسط توتر حول نتائج الانتخابات

بغداد - عادت الصواريخ من نوع كاتيوشا إلى استهداف المنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأميركية ومقرات حكومية في العاصمة العراقية، في أول هجوم يأتي بعد أسابيع على انتخابات تشريعية تعترض على نتائجها بعض القوى الشيعية الموالية لإيران.
وقال مصدر أمني إن "ثلاثة صواريخ كاتيوشا سقطت على منطقة المنصور في بغداد"، وقع أحدها "قرب مستشفى الهلال الأحمر"، والآخر "في شارع الأميرات قرب السياج الخارجي للمصرف الاقتصادي"، موضحا أن "البناية (المصرف) مهجورة".
أما الثالث فقد "سقط في بداية مدخل شارع الزيتون داخل محطة دائرة مياه إسالة المنصور".
وهذا الهجوم الذي اقتصرت أضراره على الماديات ولم يوقع إصابات، هو الأول منذ نحو أربعة أشهر قرب المنطقة الخضراء.
وتكررت في الأشهر الأخيرة الهجمات من هذا النوع التي تستهدف خصوصا القوات والمصالح الأميركية في العراق ولا تتبناها أي جهة، لكن تنسبها واشنطن عادة إلى فصائل عراقية موالية لإيران تطالب بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق.
وتثير هذه الهجمات قلق المسؤولين العسكريين في التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين بقيادة الولايات المتحدة، عدوّة الجمهورية الإسلامية في إيران. وتنشر الولايات المتحدة 2500 عسكري في العراق من 3500 عنصر من قوات التحالف.
ومنذ مطلع العام، استهدف أكثر من خمسين هجوما المصالح الأميركية في العراق، لاسيما السفارة الأميركية في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضمّ أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، آخرها استهداف مطار أربيل بطائرات مسيّرة مسلحة منتصف سبتمبر.
ويأتي هجوم الأحد بعد أسابيع على انتخابات تشريعية لم تحسم نتائجها بعد، لكن سجلت فيها كتل تمثّل أطرافا موالية لإيران تراجعا وفق النتائج الأولية.
وينظم معترضون على النتائج منذ نحو أسبوعين اعتصاما على أحد مداخل المنطقة الخضراء، مطالبين بإعادة فرز صناديق الاقتراع من جديد، فيما تقوم المفوضية العليا للانتخابات العراقية بإعادة فرز بعض المحطات حتى الآن بناء على طعون قدمت لها.
وأعلن الإطار التنسيقي للقوى الشيعية في العراق مساء السبت رفضه "آلية" إجراءات العد والفرز اليدوي التي تمت لبعض محطات الاقتراع، مطالبا الهيئة القضائية بـ"النظر بموضوعية في جميع الطعون المقدمة وإيقاف هذا الهدر المتعمد لمئات الآلاف من أصوات الناخبين".
وقال الإطار التنسيقي الذي يضم قوى سياسية وفصائل من "الحشد الشعبي"، أبرزها "تحالف الفتح" في بيان "لاحظنا أن الإجراءات التي وضعتها المفوضية للعد والفرز اليدوي أفرغت العملية من مضمونها، من خلال اعتماد المعايير الإلكترونية وليس المعايير البصرية (العين المجردة) في العد اليدوي، خلافا لقانون الانتخابات".
وأوضح البيان أنه "مع وجود أكثر من 700 ألف ورقة اقتراع غير مقروءة فقد أعلنت المفوضية نتيجة المطابقة 100 في المئة للفرز الإلكتروني، مع وجود الآلاف من الأوراق التي لم تقرأ بواسطة الجهاز، وهو استمرار متعمد لتغييب إرادة الناخبين".
ووفق النتائج الأولية، احتلت "الكتلة الصدرية"، التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، المرتبة الأولى بـ73 مقعدا من أصل 329، فيما حصلت كتلة "تقدم"، بزعامة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي (سني)، على 38 مقعدا، تليها كتلة "دولة القانون"، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بـ34 مقعدا.
وقبل نحو أسبوعين حذرت القوى المعترضة من أن المضي بهذه النتائج "يهدد السلم الأهلي في البلاد"، ما أثار مخاوف من احتمال اندلاع اقتتال داخلي.
وغالبا ما يجد العراق نفسه نقطة تجاذب بين العدوين اللدودين، إيران والولايات المتحدة، إذ تحظى جارته بنفوذ سياسي وعسكري واسع فيه، ويحتاج إليها في مجالات أبرزها التجارة والطاقة، بينما يمثّل للثانية مجموعة من المصالح السياسية والعسكرية.