الهجمات الإسرائيلية على إيران تستنفر الأتراك

إسطنبول – استنفرت الهجمات الإسرائيلية على أهداف عسكرية ونووية إيرانية تركيا التي تتوجس منذ فترة طويلة من أي تصعيد إسرائيلي في المنطقة قد يهدد أمنها القومي.
واستعجلت التطورات الأخيرة عقد كبار الوزراء الأتراك وقائدا الجيش والاستخبارات اجتماعا مغلقا الجمعة لمناقشة الغارات الإسرائيلية على إيران المجاورة، وفق ما أفاد مصدر بوزارة الخارجية التركية.
وقال المصدر إن الاجتماع الذي بدأ في الساعة 11:30 بتوقيت غرينتش، شارك فيه وزيرا الخارجية والدفاع ورئيسي الأركان والاستخبارات، مضيفا أن المحادثات في وزارة الخارجية بالعاصمة أنقرة "ركزت على العملية التي بدأت بالغارات الجوية الإسرائيلية على إيران وتداعياتها المحتملة".
ويأتي ذلك بعدما حذّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة من أن إسرائيل تسعى إلى جر العالم إلى "كارثة" بعد الضربات على إيران، وحث المجتمع الدولي على وقف ما وصفه بسلوك "قطاع الطرق" الإسرائيلي.
واعتبر في منشور على منصة إكس أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "تحاول جر منطقتنا والعالم بأسره إلى كارثة بأعمالها المتهورة والعدائية والخارجة عن القانون"، متهما تل أبيب بنقل "استراتيجيتها لإغراق منطقتنا وخاصة غزة، في الدماء والدموع وعدم الاستقرار إلى مرحلة خطيرة للغاية".
وتبحث أنقرة تداعيات الضربات الإسرائيلية على إيران لعدة أسباب حيوية تتعلق بمصالحها الجيوسياسية والاقتصادية والأمنية، اذ تقع تركيا في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، وأي تصعيد كبير بين قوتين إقليميتين رئيسيتين مثل تل ابيب وطهران يهدد بزعزعة الاستقرار في الجوار المباشر.
وتسعى أنقرة دائمًا إلى الحفاظ على الاستقرار الإقليمي لتجنب تأثيرات النزاعات على حدودها وعلى أمنها القومي وأي صراع واسع النطاق في المنطقة يمكن أن يعطل طرق التجارة الحيوية وسلاسل الإمداد، خاصة في مجال الطاقة، فيما تعتمد تركيا على استيراد الطاقة، وأي ارتفاع في أسعار النفط أو الغاز نتيجة للصراع سيؤثر سلبًا على اقتصادها.
وتصعيد النزاعات يؤدي عادة إلى موجات جديدة من النزوح واللجوء في الوقت الذي تستضيف فيه تركيا بالفعل عددًا كبيرًا من اللاجئين، وأي تدفقات جديدة ستضع ضغطًا إضافيًا على مواردها وبنيتها التحتية.
ولطالما سعت للعب دور وسيط في المنطقة، ولها علاقات مع كلا الطرفين (وإن كانت علاقاتها مع إسرائيل تشهد توترات حاليًا بسبب قضية غزة).و التصعيد الأخير قد يعقد جهودها الدبلوماسية ويعرقل قدرتها على ممارسة نفوذها.
واتخذت تركيا موقفًا حادًا ضد سياسات إسرائيل في غزة، واعتبرت الهجمات الإسرائيلية على إيران "استفزازا سافرا للقانون الدولي" و"لا تخدم الحلول الدبلوماسية".
ولأنقرة مخاوفها الأمنية الخاصة من التطورات في المنطقة، بما في ذلك الأنشطة المرتبطة بإيران في سوريا والعراق. وأي تصعيد قد يؤثر على التوازنات الأمنية في هذه المناطق ويخلق لها تحديات جديدة.
وأدان كبار المسؤولين الأتراك، بما في ذلك الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية، بشدة الضربات الإسرائيلية ودعوا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد. وهذا يعكس رغبة تركيا في احتواء الموقف ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
وباختصار، فإن تركيا ترى في التصعيد الإسرائيلي-الإيراني تهديدًا مباشرًا لمصالحها الوطنية والإقليمية، ولذلك تتابع تداعياته عن كثب وتسعى للضغط من أجل التهدئة.