الهجمات الإسرائيلية توحد التركمان مع باقي مكونات لبنان

بعلبك - طال العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي، مختلف مكونات الشعب اللبناني ومن بينهم التركمان الذين تعرضوا لقصف إسرائيلي متكرر في منطقة بعلبك شرقي البلاد.
وتعد منطقة بعلبك واحدة من أكثر المناطق التي تعرضت لهجمات إسرائيلية منذ سبتمبر الماضي، حيث كانت العديد من النقاط بقرية “دوريس” التركمانية وما حولها، هدفا للغارات الإسرائيلية.
وتقول إحدى السرديات إن جذور التركمان تعود إلى قبائل الأوغوز القادمين من منطقة تركستان جنوب كازاخستان منذ نحو ألف عام، ويعتقد بعض التركمان أنهم جاءوا إلى المنطقة في عهد السلطان سليم الأول (ياووز سليم) عام 1515، بحسب عالم التركيات ياووز كارتاللي أوغلو.
وقال أحمد غورلي البالغ 88 عاما والأكبر سنا في القرية، إنه أمضى شبابه متنقلا بين لبنان وسوريا لرعي ماشيته، حيث كان يقضي الخريف في لبنان والشتاء في سوريا.
وأوضح غورلي أنه سبق وأن شاهد تبعات الحروب في المنطقة ومدى المآسي الناتجة عنها والتي لا تندمل بسهولة، خاصة في فترة الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990. ولفت إلى أن الحرب أطلت عليه مجددا بعد غياب عشرات السنين، قائلا “تعلمنا ما تعني كلمة حرب”.
عدد التركمان في لبنان يتراوح بين 20 و25 ألفا ومعظمهم يقطنون في المناطق الشمالية للبلاد، وخاصة طرابلس الشام وعكار
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل حرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر الماضي نطاق الحرب لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وذكر رئيس جمعية الثقافية اللبنانية التركية كمال مقصود، إن عدد التركمان في لبنان يتراوح بين 20 و25 ألفا، دون وجود إحصاء رسمي يؤكده. وأوضح أن معظم تركمان لبنان يقطنون في المناطق الشمالية للبلاد، وخاصة بالمناطق التابعة لمدينتي طرابلس الشام وعكار.
وأشار إلى أن بلدتي الكواشرة وعيدمون تأتيان في مقدمة البلدات والقرى التركمانية الأكثر كثافة بالتركمان شمال لبنان، كما يتجمع التركمان ضمن 5 مناطق مأهولة بوسط وشمال وادي البقاع شرقي البلاد.
وقال رئيس الجمعية إن المناطق الشمالية للبنان تعتبر “أكثر أمنا نسبيا من المناطق الجنوبية والشرقية”، مؤكدا تعرض مناطق التركمان بوادي البقاع لغارات إسرائيلية بشكل دائم.
وأضاف “قرية دوريس تعد من بين القرى التركمانية الأكثر تعرضا للقصف الإسرائيلي، وسط اضطرار بعض سكان القرية إلى مغادرة منازلهم إلى مناطق أكثر أمنا نسبيا”.
وأكد أن تركيا تواصل دعم أبناء جلدتها من تركمان لبنان، مشيرا إلى زيارة أجراها الرئيس رجب طيب أردوغان إلى مناطق التركمان شمالي لبنان عام 2010 عندما كان حينها رئيسا للوزراء. وأضاف “سمعت أن الرئيس أردوغان قال إن أبواب تركيا مفتوحة أمامنا”.
من جانبها قالت سعدة غورلي، إن سكان قرية دوريس يشعرون بقلق دائم وخوف كبير جراء العدوان الإسرائيلي. وأكدت أن منطقتها تتعرض لاعتداءات وغارات دائمة تشنها المقاتلات الإسرائيلية.
بدوره، ذكر علي غورلي رئيس جمعية تركمان البقاع، إن الأوضاع “خطيرة جدا” في منطقة بعلبك، موضحا أن التركمان يعيشون في قراهم إلى جانب الطائفة الشيعية بالمنطقة.
وشدد على أن “العدوان الإسرائيلي لا يميز في غاراته بين سكان المنطقة، مضيفا أن “قسما من التركمان يرغبون بالمغادرة إلى تركيا بعد دعوة أردوغان”.