الهايكا: إغلاق قناة الزيتونة في تونس نتيجة لتوفر الإرادة السياسية لتطبيق القانون

تونس - قالت الهيئة المستقلة لتنظيم الإعلام السمعي والبصري في تونس “الهايكا” الأربعاء إنها احتجزت معدات وأوقفت بث قناة “الزيتونة” التلفزيونية المقربة من حركة النهضة، التي تبث بطريقة غير قانونية، وتنتقد بشدة الرئيس قيس سعيد لدرجة وصلت إلى التحريض ضده.
وقال نوري اللجمي رئيس “الهايكا” “تم حجز معدات البث للزيتونة التي تبث دون ترخيص. القانون سيطبق على جميع محطات التلفزيون والراديو الخارجة عن القانون”.
وأشار اللجمي إلى توفر الإرادة السياسية اليوم لتطبيق القانون على اعتبار أن حركة النهضة كانت تحمي قناة الزيتونة ولم تتعرض إلى أي عقوبة رغم تجاوزها القانون حيث كانت تحصل على الدعم السياسي للحزب.
والزيتونة هي واحدة من بعض محطات تلفزيونية تعمل لسنوات دون ترخيص من الهيئة التنظيمية وهو أمر خلّف انتقادات واسعة في تونس باعتبار أنها وسائل غير مشروعة للتأثير السياسي.
ومع ذلك، فربما يرى معارضون منذ استئثار الرئيس سعيد بالسلطة التنفيذية في يوليو أن التحركات ضد وسائل الإعلام التي تعارضه محاولة لتقويض حرية الصحافة المتاحة بشكل كبير في تونس منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الراحل زين العابدين بن علي.
وقالت قناة “الزيتونة”، إن “قوات الأمن معززة بأعضاء من الهايكا تقتحم استوديوهات التصوير التابعة لقناة الزيتونة وتشرع في إتلاف التجهيزات”.
وينظر إلى الزيتونة على أنها مقربة كثيرا من حزب النهضة الإسلامي وهو أكبر حزب في البرلمان المجمدة أنشطته، وهو أكثر منتقدي الرئيس قيس سعيد منذ تدخله في الخامس والعشرين من يوليو الماضي.

نوري اللجمي: الإغلاق لا علاقة له بالإجراءات الاستثنائية التي أعلنها الرئيس
وقال اللجمي “إن الإغلاق لا علاقة له بالإجراءات الاستثنائية التي أعلنها الرئيس.. حاولنا في السنوات الماضية غلق المحطة ولم نتمكن من ذلك”، في إشارة إلى أن الزيتونة كانت تحظى بحماية من السلطة.
ولكن لطفي التواتي رئيس تحرير قناة “الزيتونة” يرى أن القرار سياسي.
وقال “القرار هو معاقبة للزيتونة على مواقفها الأخيرة من قرارات الرئيس. السلطات حركت الهيئة بسبب معارضتها للرئيس”.
لكن الهايكا تؤكد أن القناة تخالف القانون ولم تلتزم بالتنبيهات التي تلقتها مرارا في السنوات السابقة، وذكرت سكينة عبدالصمد عضو الهايكا تم حجز معدات القناة التلفزيونية غير القانونية “الزّيتونة” بعد توجيه عدد من التنبيهات للقناة وتسليط غرامة ماليّة عليها، بسبب استمرارها في البثّ دون ترخيص.
وذكر اللجمي أن الهايكا في عام 2015 قامت بمحاولة لحجز المعدات ولكن تم كسر الأختام وواصلت البث.
وخلال السنوات الماضية، تصدت محطة نسمة التلفزيونية المملوكة لنبيل القروي رئيس حزب قلب تونس لجهود حكومية لإغلاقها. وتقول الهايكا إن نسمة تعمل هي أيضا دون ترخيص.
كما تعمل محطة تلفزيون حنبعل وإذاعة دينية دون ترخيص وفقا للهايكا.
وكانت الشرطة قد ألقت القبض هذا الأسبوع على الإعلامي عامر عياد في قناة الزيتونة الذي وصف الرئيس بأنه خائن وشبهه بهتلر، في خطوة وصفها منتقدون بأنها تهدف لإسكات معارضي الرئيس قيس سعيد الذي قال إنه لن يكون دكتاتورا وسيحمي الحقوق والحريات.
ووجّه عامر عياد في مقدمة برنامجه انتقادات شديدة لسعيّد وقال في تعليقه على قرار تعيين رئيسة الحكومة نجلاء بودن، “هي أول امرأة تنال شرف قيادة الانقلاب، لن تكون رئيسة حكومة.. بل ستكون فقط خادمة للسلطان ومنفذة لأوامره”.
وأضاف عياد في هجوم حاد على الرئيس ورئيسة الحكومة “الشعبوي (سعيّد) لم يستطع ترويض رجل ليصبح خاتما في إصبعه”.