النيل الأزرق ساحة قتال جديدة في السودان مع تعثر المبادرة الأميركية

قوات الدعم السريع تسيطر على محلية التضامن في إقليم النيل الأزرق.
الاثنين 2024/08/05
ساحة صراع جديدة

الخرطوم - امتدت شرارة الحرب في السودان إلى النيل الأزرق، جنوب شرقي البلاد، في غياب أي مؤشرات إيجابية على إمكانية أن تفضي الجهود الدبلوماسية الجديدة التي تقودها الولايات المتحدة إلى تحقيق اختراق.

وأعلن المتحدث باسم قوات الدعم السريع السيطرة على محلية التضامن في إقليم النيل الأزرق، لكن الجيش نفى الأمر، معلنا عن إفشاله محاولة تسلل للدعم وتكبيدها خسائر فادحة.

وعادة ما يلجأ الجيش السوداني إلى أسلوب الإنكار عند خسارة أي منطقة.

ورجح محللون في وقت سابق أن إقليم النيل الأزرق الذي يسيطر عليه الجيش، سيكون ساحة القتال الجديدة، لاسيما وأنه يقع في الناحية الجنوبية الشرقية لولاية سنار، حيث سيطرت قوات الدعم السريع على خمس المناطق فيه منذ مطلع الشهر الماضي من بينها مدينة سنجة.

يحتل الإقليم المتاخم لإثيوبيا موقعا إستراتيجيا، ويعد منطقة عبور لنهر النيل الأزرق أحد أكبر المصادر المائية لنهر النيل

ويحتل إقليم النيل الأزرق المتاخم لإثيوبيا موقعا إستراتيجيا، ويعد منطقة عبور لنهر النيل الأزرق أحد أكبر المصادر المائية لنهر النيل الذي يمتد من السودان إلى مصر.

ويرى مراقبون أن سيطرة الدعم السريع على الإقليم من شأنها أن تقطع الإمدادات عن الحاميات العسكرية في وسط البلاد، وهو الأمر الذي سيشكل ضربة قوية للجيش الذي ينازع منذ أشهر لتحقيق قدر من التوازن في الحرب مع الدعم السريع دون أن يتحقق له ذلك.

ويشير المراقبون إلى أن سياسة الإنكار التي تنتهجها قيادة الجيش في التعامل مع المعطى الميداني، تجعل من شبه المستحيل الحديث عن سلام قريب، لافتين إلى أن الجهود الأميركية الجارية حاليا من أجل إطلاق مسار تفاوضي جديد في جنيف، لا يبدو أنها تؤتي أكلها.

ويلفت المراقبون إلى أن السودانيين لم يلمسوا حتى الآن أي ضغوط جدية لدفع الجيش إلى الحوار، وكأن بواشنطن عدمت الوسائل لتحقيق ذلك.

ويعتقد المراقبون أن ما يجري من حديث أميركي حول جهود دبلوماسية، لا يبدو أن الغرض الحقيقي منه هو إجبار طرفي الصراع على الجنوح للسلام بل هو تقطيع للوقت وعملية إدارة للأزمة، كما دأبت واشنطن على التعامل في ملفات أخرى.

وقال المبعوث الأميركي الخاص للسلام في السودان توم بريللو الجمعة الماضية من أديس أبابا “نحن واثقون من أن حرب السودان يجب أن تنتهي، وأن المسار الوحيد لإنهاء هذه الحرب هو من خلال المفاوضات”.

وأضاف “لقد وضعنا مبادرة لمحادثات السلام بناءً على التشاور مع الأطراف ومع جميع الدول في المنطقة والذين يواصلون القلق ليس فقط من أجل شعب السودان، (وهو قلقنا الأساسي)، ولكن أيضا من أجل الاستقرار الإقليمي”.

وكشف بريللو عن ثلاثة أهداف للخطة الأميركية لوقف الحرب وهي وقف العدائيات ثم الوصول الإنساني الكامل إلى جميع الولايات الثماني عشرة، أما الهدف الثالث هو تشكيل آلية لمراقبة وإنفاذ هاتين النقطتين بعد الاتفاق.

مراقبون يؤكدون أن سياسة الإنكار التي تنتهجها قيادة الجيش في التعامل مع المعطى الميداني، تجعل من شبه المستحيل الحديث عن سلام قريب

وتابع “لهذا السبب نعتقد أن كلا الجانبين يجب أن يأتيا إلى المحادثات ويشاركا بحسن نية”. وكشف “لقد وصلنا رد إيجابي من قوات الدعم السريع، ونأمل أن نتمكن من الحصول على التزام من القوات المسلحة السودانية للمضي قدما في المحادثات”.

وعن زيارته التي كان من المفترض أن تجري إلى بورتسودان للقاء قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، لكنها ألغيت، قال بريللو “كنت متحمسا لزيارة بورتسودان، ولقد حاولنا مؤخرا ترتيب رحلة مع مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور في الثامن من أغسطس”.

وأضاف “عملنا عن كثب مع السودانيين في هذه العملية.. لكننا توصلنا إلى خلاصة مفادها أننا لن نتمكن من الذهاب إلى ما بعد المطار”.

وكشف المبعوث الأميركي عن أن القوات المسلحة السودانية أخبرتهم بعدم ارتياحها لمقابلتهم في المطار. وتابع “احترمنا ذلك القرار، وألغينا تلك الرحلة، وسنستمر في البحث عن فرص للزيارة في أقرب وقت ممكن”.

وذكر المبعوث الأميركي أن البرهان اتصل بهم قبل حوالي شهرين، مضيفا “سنكون متاحين سواء للحضور الشخصي مع القيود على بورتسودان وكذلك في المنطقة وبطرق أخرى للتشاور”.

2