النيجر تنتخب رئيسا في انتقال سلمي غير مسبوق للسلطة

تحديات أمنية واقتصادية تواجه البلاد الواقعة في قلب الساحل الأفريقي حيث تنشط الجماعات الجهادية بكثافة.
الأحد 2020/12/27
الانتقال السلمي للسلطة حجر الزاوية بالنسبة للنيجر

نيامي - تجري النيجر الأحد انتخابات من المتوقع أن تفضي إلى أول انتقال للسلطة بين رئيسين منتخبين في اقتراع يشكل سابقة ديمقراطية تتمثل بمغادرة محمدو إيسوفو السلطة سلميا بعد ولايتين دستوريتين في بلد عاش على وقع الانقلابات ويواجه تحديات أمنية واقتصادية في منطقة الساحل الأفريقي حيث تنشط الجماعات الجهادية بكثافة.

وقال إيسوفو الذي لقي قراره الانسحاب ترحيبا واسعا على الساحة الدولية إن "تسليم السلطة في 2021 لخليفة منتخب ديمقراطيا سيكون أول إنجاز في تاريخ البلاد".

ويأمل وزير الداخلية السابق محمد بازوم الذي يعتبر رجل النظام القوي والبالغ من العمر 60 عاما، في الفوز من الدورة الأولى.

وقال بازوم مساعد إيسوفو والمرشح الأوفر حظا للفوز في الاقتراع "إذا تم انتخابي، فسأكون رئيسا خلفا لإيسوفو وسيحفظ التاريخ اسمينا لأننا نجحنا في جعل بلدنا يحقق هذا الرهان" على أمل أن تستمر عمليات الانتقال الديمقراطي للسلطة في بلد لم يشهد رئيسين منتخبين يتعاقبان على السلطة منذ استقلاله في 1960.

كما يتنافس في هذه الانتخابات 30 مرشحا لرئاسة البلاد، وهي سابقة في عدد المرشحين بتاريخ البلاد.

ومن أبرز المرشحين لرئاسة البلاد على غرار محمد بازوم، الرئيس السابق ماهامان عثمان، وسالو جيبو الذي شغل منصب رئيس الفترة الانتقالية (2010 -2011) بعد انقلاب عسكري بالبلاد.

كما يتنافس أيضا على كرسي الرئاسة رئيسا الوزراء السابقان أمادو (أحمد) سيسيه، وسيني عمرو، ووزير الخارجية السابق إبراهيم يعقوب.

وسيكون الانتقال السلمي للسلطة حجر الزاوية بالنسبة للنيجر التي شهدت أربعة انقلابات منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، وسط تحديات أمنية واقتصادية في بلد يعاني من الفقر وعنف الحركات الجهادية.

ومع اقتراب موعد الانتخابات، وقع هجومان عنيفان قتل في أحدهما سبعة جنود في 21 ديسمبر في الغرب حيث ينشط تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء، وسقط في الآخر 34 قتيلا في 12 ديسمبر في الشرق تبنته جماعة بوكو حرام.

ايسوفو: تسليم السلطة لخليفة منتخب ديموقراطيا سيكون أول إنجاز في تاريخ البلاد
إيسوفو: تسليم السلطة لخليفة منتخب ديمقراطيا سيكون أول إنجاز في تاريخ البلاد

وتسببت الهجمات المتواصلة التي تشنها الجماعات الجهادية في مقتل المئات منذ 2010 وفي نزوح مئات الآلاف من منازلهم (300 ألف لاجئ ومشرد في الشرق قرب نيجيريا و160 ألفا في الغرب قرب مالي وبوركينا).

وتكثفت الهجمات الجهادية في البلاد منذ 2015، لاسيما في الغرب القريب من مالي، حيث يوجد تنظيم الدولة الإسلامية، وفي الجنوب الشرقي المتاخم لبحيرة تشاد ونيجيريا، المنطقة التي أصبحت معقلا لجماعة بوكو حرام النيجيرية.

وفي نهاية 2019 وبداية 2020، أسفرت هجمات استهدفت معسكرات في إيناتس ثم في شينيغودار تبناها تنظيم الدولة الإسلامية، عن مقتل 160 جنديا، محدثة صدمة في البلاد.

وتلقى النيجر دعما من العديد من الدول الغربية بما في ذلك فرنسا والولايات المتحدة.

ويعاني الاقتصاد في البلاد وضعا حرجا حيث يعيش أكثر من أربعين في المئة من السكان في فقر مدقع، وأدت جائحة كوفيد - 19 إلى تباطؤ النمو، ما زاد من آثار التغير المناخي وانخفاض أسعار اليورانيوم، المنتج الرئيسي الذي تصدره البلاد.

وتمر النيجر التي شهدت مجاعتين في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته بأزمات غذائية متكررة، وقد تسببت فيضانات بين يونيو وأكتوبر في أزمة إنسانية جديدة وبات 2.2 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية حسب الأمم المتحدة.

وتبقى الزراعة التي تمثل أكثر من أربعين في المئة من إجمالي الناتج الداخلي ويعمل فيها نحو ثمانين في المئة من السكان العاملين، معرضة لآثار تغيرات المناخ، كما يقول بنك التنمية الأفريقي.

ويشكل اليورانيوم الذي تحتل النيجر المرتبة الرابعة بين الدول المنتجة له، السلعة الرئيسية في صادراتها. وتستثمر المجموعة النووية الفرنسية "أورانو" (أريفا السابقة) باستغلال اليورانيوم لمدة خمسين عاما في شمال البلاد.

وأصبحت النيجر من الدول الصغيرة المنتجة للذهب في 2004 والنفط في 2011.

ورغم تمتعها بالثروات الطبيعية إلا أنها تحتل المرتبة الأخيرة في العالم على مؤشر التنمية البشرية الذي وضعه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.