النووي الإيراني وأزمة لبنان يتصدران لقاء ماكرون وولي العهد السعودي

الرئيس الفرنسي يؤكد على ضرورة الحوار مع السعودية أكبر دولة خليجية من حيث الحجم للتمكن من العمل على استقرار المنطقة.
السبت 2021/12/04
ماكرون ينوي الدفاع عن الوضع في لبنان أمام الأمير محمد بن سلمان

الرياض – يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت في جدة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، لمناقشة عدة ملفات أبرزها النووي الإيراني ودور طهران في زعزعة الأمن بالشرق الأوسط وخصوصا الوضع في لبنان.

ويعتبر ماكرون السعودية مهمة للمساعدة في إبرام اتفاق سلام يشمل المنطقة مع إيران، كما ينظر إليها باعتبارها حليفا في المعركة ضد المتشددين الإسلاميين من الشرق الأوسط وحتى غرب أفريقيا، وحصنا في مواجهة الإخوان المسلمين.

ويحظى التعاون العربي الفرنسي بأهمية، خاصة لما تلعبه باريس من دور محوري في المعركة ضد الإرهاب غرب أفريقيا ومواجهة تنظيم الإخوان الإرهابي عالميا.

ووصل الرئيس الفرنسي إلى جدة على الساحل الغربي للسعودية غداة زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، ضمن جولة سريعة في الخليج.

وسيكون ماكرون بذلك أحد أوائل القادة الغربيين الذين التقوا الأمير محمد بن سلمان، منذ اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في 2018 في قنصلية بلاده في إسطنبول.

ورأى ماكرون الجمعة أنه من الضروري الحوار مع السعودية "الدولة الخليجية الأولى في الحجم"، للتمكن من "العمل على استقرار المنطقة".

وأضاف أن هذا "لا يعني أننا راضون" في إشارة إلى قضية مقتل خاشقجي. وتابع ماكرون "أشير إلى أن السعودية نظمت قمة مجموعة العشرين في العام التالي (لمقتل خاشقجي) ولم ألاحظ أن العديد من القوى قاطعت مجموعة العشرين".

وأكد الرئيس الفرنسي "كنا دائما واضحين في موضوع حقوق الإنسان أو هذه القضية".

ومن المقرر أن يشارك وفد أعمال يضم حوالي 100 شركة، من بينها توتال إنرجيز وأي.دي.أف وتاليس وفيفندي، في منتدى استثماري خلال زيارة ماكرون.

وتأتي زيارة ماكرون في وقت أعربت فيه دول الخليج العربية عن شكوكها بشأن مدى تركيز الولايات المتحدة على المنطقة.

ومن المتوقع أن يبحث الزعيمان مسائل إقليمية، منها القضية النووية الإيرانية، وكذلك لبنان، حيث أخفق ماكرون حتى الآن في إقناع دول الخليج العربية، التي يساورها القلق من نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من إيران، بالدخول في حوار لمحاولة إيجاد حل.

وينوي ماكرون خصوصا الدفاع أمام الأمير محمد عن قضية لبنان حيث تفاقمت الأزمة الاقتصادية بسبب أزمة دبلوماسية بدأت في أكتوبر مع عدد من دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية.

وطردت السعودية سفير لبنان واستدعت سفيرها في بيروت وحظرت الواردات اللبنانية بعد تصريحات قرداحي، والتي قالت الرياض إنها مؤشر للقضية الأوسع المتمثلة في سيطرة جماعة حزب الله المدعومة من إيران على لبنان.

ويفترض أن تستفيد هذه المساعي من استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي التي أُعلنت الجمعة، على خلفية الأزمة لانتقاده التدخل العسكري للرياض في اليمن.

ورحب إيمانويل ماكرون باستقالة قرداحي وأعرب عن أمله في "إعادة إشراك جميع دول الخليج في العلاقة مع لبنان".

ويسعى ماكرون منذ عام بجد من أجل مساعدة لبنان على الخروج من أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية في تاريخه.

وتوترت العلاقات بين بيروت ودول الخليج في السنوات الأخيرة بسبب تنامي نفوذ حزب الله الموالي لإيران.

وقال ماكرون إن "لفرنسا دورا تلعبه في المنطقة (…) لكن كيف يمكن أن تعمل من أجل استقرار المنطقة والتعامل مع ملف لبنان والعديد من المواضيع مع تجاهل الدولة الخليجية الأولى من حيث الجغرافيا والحجم".

وفي وقت سابق الجمعة، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الرئيس الفرنسي في معرض "إكسبو 2020 دبي".

وبحث الجانبان "علاقات الصداقة ومسارات التعاون المشترك وفرص تنميته في مختلف المجالات في إطار الشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع البلدين خاصة في الجوانب الاستثمارية والاقتصادية والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة والأمن الغذائي، إضافة إلى المجالات الثقافية والتعليمية وغيرها بما يحقق مصالحهما المتبادلة".