النهضة تبحث عن دعم لحظوظ مرشحها المتواضعة في سباق الرئاسة

حركة النهضة تتفاوض مع مرشحين مقربين من الحركة لدعم حظوظ مورو في سباق الرئاسة.
الجمعة 2019/09/13
منافسة قوية

تونس - تزامنا مع اقتراب موعد الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في تونس، دعا زعيم حزب حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي مرشحين للرئاسة التونسية قريبين من الحركة، إلى التنازل عن ترشحهم في مقابل دعم حظوظ مرشح النهضة عبد الفتاح مورو.

ويلاقي القيادي البارز في الحزب الإسلامي والرئيس المؤقت للبرلمان الذي تنتهي ولايته في 2019، منافسة قوية من مرشحين بارزين مثل رئيس الحكومة يوسف الشاهد ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي.

وتكشف هذه التصريحات يقين رئيس الحركة الإسلامية في تونس بضعف حظوظ مرشحهم للرئاسة للذهاب بعيدا في هذه الانتخابات.

وقال مراقبون إن هناك مشاورات سياسية حثيثة تقوم بها النهضة مع مرشحين للرئاسة مقربين من توجهات الحركة الإسلامية من أجل دعم حظوظ مورو التي لا تبدو إلى حد اليوم وافرة في تحقيق أي اختراق في الانتخابات المزمع إجراؤها الأحد المقبل.

وتعمل الحركة على محاولة تفادي تشتت أصوات مناصري الحركة وراء أكثر من مرشح تابع لها وجمعهم وراء عبدالفتاح مورو.

ولا يمكن توقع نتيجة الانتخابات بشكل مسبق في ظل الصراع الكبير الذي كشفت عنه نتائج استطلاعات رأي تحظر القوانين نشرها في الفترة الانتخابية.

وقال الغنوشي في تصريح صحافي إن الحزب بصدد التفاوض مع مرشحين، مثل المرشح المستقل حمادي الجبالي الأمين العام السابق للحركة قبل انسحابه عام 2014.

كما تسعى حركة النهضة للتفاوض مع المنصف المرزوقي والمرشح المحافظ سيف الدين مخلوف.

Thumbnail

وأشار الغنوشي إلى أن "الجبالي ليس مرجحا أن ينجح.. ليست له فرص حقيقية ليس وراءه حزب كبير. والأمر ذاته بالنسبة لمخلوف إذا حصل على أصوات فستكون مخصومة من أصوات النهضة ولن ينتفع بها".

وأضاف رئيس الحركة: "ماهي القاعدة الانتخابية للدكتور المرزوقي. كل استطلاعات الرأي تضعه في آخر الترتيب. حريا بالمرزوقي إذ كان حريصا على الثورة أن يضع أصواته مع المرشح الأكثر حظا وهو عبد الفتاح مورو".

ويحاول المرزوقي استغلال الخلافات داخل حركة النهضة من أجل إيهام قواعدها بأنه مدعوم من قبل أحد الشقوق المتصارعة وهو ما عكسته تصريحاته الأخيرة التي أكد خلالها أنه فخور بحصوله على حوالي 700 ألف صوت من قواعد النهضة في الانتخابات الرئاسية الماضية، لافتا إلى أن نوابا من النهضة زكوا ترشحه.

وبالإضافة إلى المرزوقي يعوّل كذلك القيادي السابق في الحركة حمادي الجبالي بالإضافة إلى المحامي سيف الدين مخلوف أحد أبرز المتكلين على قواعد الحركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة وإن كان مرشحا لائتلاف جمعياتي، ويرتكز مخلوف أساسا على الشعبية التي بناها من خلال الدفاع عن قيادات من الحركة.

ودفع غياب أي مرشح توافقي للحركة الإسلامية في انتخابات الرئاسة 2019 إلى ترشيح مورو القيادي البارز إلى السباق الرئاسي دون النزول بكامل ثقلهم السياسي وراء مرشحهم لمزيد دراسة سير الانتخابات والمراهنة فيما بعد على الأوفر حظا من بين المرشحين.

حظوظ ضعيفة
حظوظ ضعيفة

ولا تزال الحركة تنتهج السياسة ذاتها، حيث وصف متابعون للشأن التونسي أن دفع النهضة بمورو إلى انتخابات الرئاسة مجرد مراوغة جديد من الحركة، مؤكدين أنها لا تراهن بصفة جدية على مرشحها.

ورغم أن ترشيح عبدالفتاح مورو تم بعد حصوله على الأغلبية داخل مجلس شورى الحركة لكن القرار جاء بعد اجتماع صاخب تخلله تباين واضح في المواقف ووسط أزمة كانت قد اشتعلت داخل الحركة بسبب خلافات على ترؤس قائمات الترشح للانتخابات التشريعية.

ومن المقرر أن يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس خلفا للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في ثاني انتخابات رئاسية ديمقراطية يوم الأحد 15 سبتمبر بينما يبدأ الاقتراع بالنسبة للتونسيين بالخارج الجمعة.

وحددت الهيئة العليا للانتخابات في تونس أيام 13 و14 و15 سبتمبر للاقتراع في مكاتب الخارج.

وهناك قرابة 400 ألف ناخب تونسي يحق لهم الاقتراع في الخارج، كما يحق لأكثر من سبعة ملايين ناخب من بين 11 مليون نسمة الاقتراع في الانتخابات داخل البلاد.