النموذج السويسري للرصد الجوي يشغل التونسيين بتقلباته

الخوف يدفع معظم التونسيين إلى تقفي أخبار الرصد الجوي في العديد من الحسابات الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي.
الأربعاء 2023/09/20
استنفار لجميع الطوارئ

تونس - أثار عرض عدد من خبراء الجغرافيا والمناخ عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لنماذج حول الحالة الجوية المنتظرة في تونس خلال الأيام القليلة المقبلة قلق التونسيين، لاسيما وأن مشاهد الإعصار الذي ضرب شرق ليبيا وما نتج عنه من فيضانات مدمرة في درنة لا تزال ماثلة للعيان.

وشغل النموذج السويسري للرصد الجوي، على وجه الخصوص التونسيين، حيث تكهن بكميات أمطار كبيرة تصل إلى 500 ملم لاسيما في محافظة قابس جنوب شرق البلاد، قبل أن يتراجع ويخفف من توقعاته.

وأثار النموذج السويسري مخاوف كبيرة لدى التونسيين، في ظل ترويج “خبراء” إلى أنه كان الأكثر دقة مقارنة بباقي نماذج الرصد الجوي فيما يتعلق بإعصار "دانيال".

وقال فوزي الهرماسي في منشور على منصة إكس:

وعلق حساب تاقرفت على منصة إكس:

وقال رشيد المذان:

وفي مداخلة له على إذاعة “ديوان أف أم” أكد الأستاذ المبرز في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية عامر بحبة، الذي كان أول من عرض النموذج السويسري عبر صفحته على فيسبوك، أن كل نماذج الأرصاد الجوية توقعت نزول كميات كبيرة من الأمطار في تونس ثم قلّصتها بينما انحصرت آخر توقعات النموذج السويسري في نزول أمطار تتراوح كمياتها بين 50 و 235 مليمترا بكل من مدنين وقفصة وجربة قابس وسيدي بوزيد.

وقال بحبة مساء الاثنين، إن هناك تباينا كبيرا في الكميات والمناطق المعنية بنزول هذه الأمطار بين نماذج الأرصاد الجوية، مشيرا إلى أن المدة لا تزال بعيدة بينما تبقى كل الإمكانيات واردة سواء بنزول أمطار بكميات عادية أو غزيرة جدا. وشدد على أنه لا يجب انتظار ما تتوقعه النماذج حتى نقوم بالاستعداد جيدا لفصل الأمطار، لافتا إلى أن البناءات الفوضوية قرب الأودية والسباخ تبقى دائما مهددة في حال حدوث سيول وأمطار غزيرة جدا.

◙ بغض النظر عن المعطيات الآتية من نماذج عالمية للرصد الجوي فإن على السلطات التحضر لسيناريوهات الظواهر المناخية المتطرفة

ولفت الباحث في المخاطر الطبيعية إلى أن توقعات النموذجين السويسري والأسترالي كانت قريبة من واقع التساقطات التي سجلتها اليونان ودرنة في ليبيا، مضيفا أن الصورة في علاقة بتونس ستتضح بداية من السبت المقبل. وتعاني تونس منذ سنوات من أزمة جفاف غير مسبوقة، أثّرت بشكل كبير على الموارد المائية للبلاد، ويربط خبراء هذه الأزمة بالتغيرات المناخية التي يعدّ شمال أفريقيا أحد أبرز المتأثرين بها.

ويراهن التونسيون على تغير هذا الوضع خلال الخريف الحالي، لتدارك النقص الفادح للمياه في السدود، والذي بلغ مستويات قياسية، فضلا عن كون هذا الفصل يرتبط بالعديد من الزراعات والغراسات في البلاد.

لكن هذا لا يمنع من وجود مخاوف لدى التونسيين من بروز ظواهر مناخية متطرفة كالفيضانات خاصة وأن العديد من المناطق والمحافظات تعاني من ضعف في بنيتها التحتية، فضلا عن وجود العديد من الأودية بالقرب من المناطق السكنية. ودفع هذا الخوف إلى تقفي معظم التونسيين لأخبار الرصد الجوي في العديد من الحسابات الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي بعضها يثير الشكوك في مصداقية المعطيات التي توردها.

وعلقت الطالبة في كلية الحقوق بصفاقس رندة الشريف في منشور على منصة إكس:

 

ويرى متابعون أنه بغض النظر عن المعطيات الآتية من نماذج عالمية للرصد الجوي فإن على السلطات التحضر لسيناريوهات الظواهر المناخية المتطرفة. وحث العديد من خبراء المناخ السلطات التونسية على ضرورة التحرك وتنظيف الأودية وقنوات الصرف الصحي، من الأوساخ المتراكمة.

وتعرضت تونس على مر تاريخها الحديث للعديد من الفيضانات، كان أكثرها دمارا في سبتمبر 1969 إذ تسبب في وفاة 542 شخصا على الأقل، وتدمير 70 ألف مسكن ما أدى إلى تضرر 300 ألف عائلة مع تسجيل خسائر مادية ضخمة بلغت حينها بين 30 و35 مليون دينار.

غراف

5