النمسا تدرس حل منظمة يمينية متطرفة على صلة بـ"سفاح نيوزيلندا"

سباستيان كورتس: لا يمكن لبلاده إظهار أيّ تسامح مع الأيديولوجيات الخطيرة أيّا كان مصدرها.
الخميس 2019/03/28
اجراءات استباقية من النمسا

فيينا - أعلن مستشار النمسا، سباستيان كورتس، الأربعاء، أن حكومة بلاده تدرس حلّ حركة “الهوية” اليمينية المتطرفة، عقب ثبوت تلقّي زعيمها تبرعات من شخص يحمل نفس كنية منفّذ مجزرة المسجدين في نيوزيلندا.

ونقلت وكالة الأنباء النمساوية عن كورتس قوله عقب اجتماع للحكومة، إنه “لا يمكن لبلاده إظهار أيّ تسامح مع الأيديولوجيات الخطيرة أيّا كان مصدرها”، مضيفا أن بلاده “تدرس الآن حلّ الحركة المتطرفة”.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مارتن سيلنر، زعيم الحركة اليمينية، قوله إن الشرطة داهمت شقته الاثنين، وصادرت أجهزة إلكترونية بعد تلقيه “تبرعا كبيرًا غير معقول” من شخص يدعى تارانت، وهي نفس الكنية التي يحملها منفذ هجوم المسجدين الإرهابي في نيوزيلندا، فيما أفاد الادعاء العام في النمسا، أن الشرطة اكتشفت بالصدفة تلقي سيلنر التبرع، وذلك في إطار متابعتها تحقيقًا في ارتكابه مخالفات مالية محتملة. وفي 15 مارس الجاري، استهدف هجوم دموي مسجدين في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، قتل فيه 50 شخصًا أثناء تأديتهم صلاة الجمعة، وأصيب مثلهم.

وتمكّنت السلطات من توقيف المنفذ، وهو أسترالي يدعى بيرنتون هاريسون تارانت، ومثل أمام المحكمة، ووجهت إليه اتهامات بالقتل العمد.

وأكدت حادثة استهداف مسجدين في نيوزيلندا من قبل شاب يميني متطرف، تحذيرات أجهزة الاستخبارات الغربية المتواصلة من تنامي التشدّد اليميني وخطره على السلم الاجتماعي داخل المجتمعات متعددة العرقيات والأديان.

وتعكس الحادثة قصور المقاربات الأمنية الصرفة في التصدي للظواهر الارهابية، ما يستوجب إعادة قراءة شاملة للمعطى الإرهابي ودوافعه العميقة، إضافة إلى بداية تشكّلاته وتمظهراته.

وتحدّثت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن عن “أحلك يوم” في تاريخ هذا البلد الواقع في جنوب المحيط الهادئ وكان يعدّ آمنا، قبل أسوأ اعتداء يستهدف مسلمين في بلدٍ غربي، صنّفته رئيسة الوزراء مباشرةً بأنه “إرهابي”.

ونقل المهاجم مباشرةً على شبكة الإنترنت مقاطع من الاعتداء، حيث أمكن رؤيته ينتقل من ضحية إلى أخرى، مطلقاً النار على الجرحى الذين يحاولون الهرب منه.

ونشر “بيانا” متطرفا وعنصريا على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن ينفّذ الهجوم.

ويبدو أنه استوحى بيانه من نظريات منتشرة في أوساط اليمين المتطرف وتقول إن “الشعوب الأوروبية” يجري استبدالها في الوقت الراهن بمهاجرين غير أوروبيين.

5