النقد السياسي يهيمن على الكاريكاتير العربي في بلجيكا

يكتسب مهرجان الكاريكاتير العربي 2016، المقام حاليا في مدينة تونهورت أهمية خاصة كونه يُقام في بلجيكا بالتحديد، ويأتي بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها مع دول أوروبية أخرى، حيث أعلن مُنظّمو المهرجان عن سعيهم لتأكيد الصورة الحقيقية للغالبية العظمى من العرب البعيدة عن الإرهاب وحب القتل والتدمير، ولتوضيح أن هؤلاء هم ضحايا كغيرهم وليسوا جناة، عانوا ومازالوا يعانون من الإرهاب وهم من أكبر المتضررين منه، وما هم إلاّ جزء من منظومة أممية تؤمن بحقوق الإنسان وحرية التعبير والنضال السلمي في مواجهة الأنظمة الاستبدادية والتطرف الديني على حد سواء.
والمهرجان الذي يستمر حتى 22 من الشهر الجاري يعنى بالكاريكاتير السياسي تحديدا، وتشارك فيه باقة من فناني الكاريكاتير العرب، من سوريا ومصر والأردن والبحرين والسودان وغيرها، جميعهم متخصصون بالكاريكاتير السياسي العربي والدولي، وهم: سعد حاجو، محمود هنداوي، سارة القائد، جوان زيرو، خالد البيه، محمد صبري، فراس باشي، عمر صديق، ياسر الأحمد، حكم الواهب، هاني عباس، مرهف يوسف، حسام السعدي، عمر عبداللات، حازم الحموي وحميد سليمان.
وتناولت الأعمال المعروضة مواضيع الإرهاب، الثورة والحرب السورية، اللجوء، الدكتاتورية والأنظمة القمعية، وتعرض بالتوازي مع المهرجان مقاطع صوت وفيديو تُسلّط الضوء على الكثير من جوانب حياة رسامي الكاريكاتير في العالم العربي، ولماذا فروا من أوطانهم، وكيف يستمرون في منافيهم، والتحديات التي يواجهونها في عالمهم الجديد الملتزم بالحريات والمفتوح على حرية التعبير مقابل بلادهم الأصلية التي أتعبت كل صاحب قلم، وطبيعة الخطوط الحمراء في العالم العربي، والفروق الفنية والثقافية عن الغرب.
|
اختيرت الأعمال المشاركة بناء على محتوى موضوعاتها، وتصدرت حرية التعبير أهم هذه الاختيارات، فيما كان المعيار الثاني مرتبطا بتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي والاعتداءات الأخيرة في أوروبا.
وحظي المهرجان بإقبال جماهيري ربما بسبب سهولة تداول الأفكار ونقلها للمتلقي بغض النظر عن لغته وبلده، وبسبب يُسر إيصال الفكرة عبر الكاريكاتير، هذه الوسيلة التي جعلت رسامي الكاريكاتير يقفون في الخط الأمامي لمواجهة التطرف والأنظمة الاستبدادية، خاصة تلك المناطق التي تشهد فقرا في حرية الصحافة وتضييقا على حرية التعبير، مستندين إلى فرشاة وقلم، بعيدا عن العنف والتعصب، في محاولة لتغيير عالمهم الذي عاشوا أو يعيشون فيه.
وحول فكرة المهرجان وظروف إقامته، قال مدير ومنظّم المهرجان علي نزير علي لـ”العرب”، وهو مُعتقل سياسي سابق عام 2006 في سجن صيدنايا بسبب كتابة مقالات تتحدث عن الفساد في سوريا “أسسنا مؤسسة أومنس البلجيكية المعنية بالتواصل الثقافي، ويعتبر مشروع مهرجان الكاريكاتير العربي أول مشاريع المؤسسة، وسيتبعه مشروع لاحق هو مهرجان السينما العربية الذي سيأتي في شهر أغسطس المقبل”.
وعن أهم الرسائل التي يسعى المهرجان لإيصالها للجمهور الأوروبي، قال نزير “يسعى المهرجان لإيصال رسائل عن الواقع العربي وطبيعة إشكالياته، ويُركز على الأنظمة الدكتاتورية التي أرى أنها الأساس في نشوء التيارات المتطرفة”.