النفور من أداء الأنشطة علامة على إصابة الطفل بمتلازمة نقص الانتباه

برلين - أوردت مجلة “إلتيرن” الألمانية أن المؤشرات الأولية الدالة على الإصابة بمتلازمة نقص الانتباه وفرط الحركة يمكن أن تظهر لدى الأطفال مبكرا، في عمر ما قبل المدرسة مثلا.

لذلك أوصت المجلة المعنية بالأسرة الآباء بمراقبة سلوك طفلهم الصغير بعناية شديدة، موضحة أن الآباء يمكنهم الاستدلال على إصابة طفلهم بهذه المتلازمة من خلال الحركة الزائدة والنفور من أداء الأنشطة التي تستلزم التركيز والانتباه لمدة تزيد عن دقيقة أو دقيقتين.

ومن الأعراض الأخرى عدم الشعور بالرهبة من أي شيء، الأمر الذي قد يدفع الطفل إلى الإتيان بسلوكيات تعرضه للخطر، بالإضافة إلى سلوكه العدواني تجاه أقرانه أثناء اللعب معهم مثلا.

وشددت المجلة على ضرورة أن يكتشف الوالدان إصابة طفلهم بهذه المتلازمة مبكرا، للحيلولة دون وقوع الطفل في الفشل في حياته التعليمية والشخصية والوظيفية لاحقا.

وأوضحت “إلتيرن” أن الأطفال المصابين بمتلازمة نقص الانتباه وفرط الحركة يعانون من اضطراب في نمو المخ، مشيرة إلى أن الإصابة بهذه المتلازمة ترجع في الأساس إلى العوامل البيولوجية والوراثية التي يظل الطفل حاملا لها طوال حياته.

ويتمثل هذا الاضطراب في أن حجم ما يُعرف باسم “النواة المذنّبة” لدى هؤلاء الأطفال يكون أصغر من حجمها الطبيعي لدى أقرانهم. وتعتبر النواة المذنّبة أحد أجزاء المخ المسؤولة عن عدة أشياء، من بينها التحكم في الحركة واللغة وكذلك التعلم.

ويمكن علاج متلازمة نقص الانتباه وفرط الحركة بواسطة الأدوية النفسية والعلاج السلوكي والعلاج النفسي إلى جانب الدعم الأسري.

ويُؤدِّي هذا الاضطراب إلى مشاكل في أداء الواجبات المدرسية أو المنزليَّة عادةً.

ويُمكن أن تكُون أعراضة خفيفةً أو شديدةً، كما يُمكن أن تُؤدِّي أماكِن مُعيَّنة مثل المدرسة إلى تفاقُم الأعراض، ولكنها تحدُث في مكانين على الأقلّ.

ويبدأ اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط في مرحلة الطفولة وغالبًا ما يكون بعمر 4 سنوات. ويزول مع تقدم الأطفال في السن أحيانًا، ولكن تستمر المشاكل في الحدوث عندَ العديد منهم في عمر البلوغ.

ويُواجه الأطفال الذين لديهم هذا الاضطراب مشاكل في الانتباه ويكون نشاطهم مُفرطاً جدًا.

وغالبًا ما تكُون الأدوية مفيدة مع الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.

ولا يعلم الأطباء بشكلٍ دقيق لماذا يُصاب الأطفال بهذا الاضطراب، ومن المحتمل أنه ينجُم عن مشاكل في كيفية تخلُّق دماغ الطفل قبل الولادة؛ وفي حالات أقل شيوعًا، تُسبب المشاكل بعد الولادة اضطرابَ نقص الانتباه وفرط النشاط.

ومن المهم معرفة أن هذا الاضطراب هو مشكلة في الدماغ وليس مجرد مشكلة سلوكية.

وتزدادُ فُرص الإصابة بهذا الاضطراب إذا كان الأطفال لديهم أقارِب يُعانون من اضطراب نقص الانتِباه وفرط النَّشاط (يسري هذا الاضطراب في العائلات).

وتنطوي علامات هذا الاضطراب عندَ الأطفال على صُعوبة في الانتباه ونشاط بدني مُفرط واندفاع شديد (القيام بأشياء من دون تفكير).

وبالمُقارنة مع البالغين، يُواجه جميع الأطفال شيئًا من الصعوبة في الانتباه والجلوس من دُون حركة. ولكن، يواجه الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط مشاكل أكثر من الأطفال الآخرين، وتكون المشاكل لديهم كثيرة إلى درجة يصعُب عليهم القيام بأداء جيِّدٍ في المدرسة.

ويقلّ فرط النشاط عند مُعظم الأطفال الذين لديهم هذا الاضطراب عندما يكبرون في السنّ ويُصبِحون أفضل في قدرتهم على التعايُش معه. وسوف ينمو معظمهم ليصبحوا بالغين مبدعين ومنتجين. ولكن يمكن أن يزيد اضطراب نقص الانتباه وفرط النّشاط غير المُعالج من فرص الإدمان على الكحول والمخدِّرات أو الانتِحار.